شمس نيوز / أحلام الفالح
بعد انتهاء الامتحانات يُطوى الفصل الدراسي الجامعي بجميع تكاليفه المرهقة، ليبدأ طلبة الجامعات في قطاع غزة بالبحث لتغطية تكاليف الفصل الجديد التي ترهق أهالي الطلبة الجامعيين، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها قطاع غزة.
فكثير من طلبة الجامعات بغزة، يعجزون عن إتمام دراستهم في الفترة المحددة، فطالب البكالوريوس، قد يستغرق 6 سنوات للحصول على شهادة في تخصصه، وقد يعجز حتى عن استلام الشهادة حال لم يكن يملك تكاليف استخراجها عند تخرجه.
الطالب اسحاق الزهار، من قسم الصحافة والعلاقات العامة في جامعة الأزهر، عبًّر عن حزنه الشديد لترك الجامعة بعد انتهاء عامه الأول، وعدم قدرته على إكمال دراسته الجامعية بسبب سوء الظروف المعيشية التي تمر بها عائلته، ليلجأ للعمل بدلا من الدراسة التي يحلم بالعودة لها.
لم يكن الطالب أحمد الزيناتي بقسم التجارة في كلية الدراسات المتوسطة بجامعة الأزهر أفضل حالا من سابقه، حيث أوضح أنه منذ بداية العام يؤجل دراسته الجامعية لجني المال والعودة للجامعة، ولكن دون جدوى، فالمال الذي يجنيه يصرفه على عائلته، لسوء وضعها الاقتصادي، متسائلاً: متى أنتهي من تحويش رسوم للفصل لأعود للدراسة من جديد؟".
زيادة الرسوم توقف الدراسة
وقالت الطالبة بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، تسنيم أبو عبيد، لـ"شمس نيوز" إنه في حال رفع رسوم الجامعة بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، ستضطر لتأجيل الفصل الدراسي القادم، خاصة أن عائلتها كانت تحصل لها المال بصعوبة قبل ارتفاع رسوم الساعة الجامعية، مطالبة إدارة الجامعة بالتخفيف عن الطلبة لعدم قدرتهم على تحمل أعباء الرسوم في ظل الأوضاع الصعبة.
التخصص الأرخص
وحدثنا الطالب محمد علي، صحافة وإعلام في كلية الدراسات المتوسطة بجامعة الأزهر، عن تجربته قائلاً: بعد نجاحي في الثانوية العامة تمنيت أن أتخصص في التمريض، ولكن تكلفة رسوم الساعة الدراسية مرتفعة ولا تلائم ظروف عائلتي المادية، فلجأت لقسم الصحافة والإعلام ودرست الفصل الأول بمساعدة من جدي، ولكن بعد وفاته لم أجد من يساندني في إكمال الدراسة".
وأضاف علي أنه لجأ للعمل في بيع الدخان والشاي والقهوة لتحصيل ما يؤهله للعودة إلى مقاعد الجامعة، لكن في ظل الظروف الصعبة اضطر لمساعدة عائلته، ولم يتسن له العودة للجامعة خاصة أن تكاليفها عالية جداً".
وأشار الطالب محمد أبو خوصة، من كلية التجارة في الجامعة الإسلامية، لـ"شمس نيوز" إلى أن عائلته تمر بظروف مالية صعبة، بعد ترك والده للعمل بسبب الحصار الراهن على قطاع غزة، ولم يتمكن من التسجيل للفصل الدراسي الماضي، وربما الفصل القادم أيضا.
ونوَّه أبو خوصة إلى أن تركه الجامعة سبّب له أذىً نفسيا، خاصة أنه تمنى أن ينتهي من الدراسة الجامعية، والعمل في وظيفة تناسب تخصصه، بدلا من ترك الجامعة قبل الانتهاء والبحث عن عمل عند أحد التجار في القطاع لمساعدة عائلته.
وعبرت طالبة الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية نورهان أحمد، عن استيائها من تأجيل الفصول الجامعية بسبب الأحوال الاقتصادية السيئة التي تمر بها عائلتها، وعدم مقدرتها على فعل شيء غير انتظار الفرج، للعودة لمقاعد الدراسة الجامعية مرة أخرى.
أما الطالب حمدي الجمالي، قسم محاسبة في الكلية الجامعية، الذي أنهى دراسة السنة الأولى، فهو غير قادر على دفع تكاليف الفصل الدراسي الجديد بسبب ظروف عائلته المالية الصعبة.
شهادات جامعية مرهونة
الخريجة نسرين توفيق، من كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية، تقول إنها أنهت دراستها بصعوبة، بعد لجوئها لدفع الحد الأدنى، واستخدام القروض، مما أدى إلى تراكم مبلغ مالي عليها يصل لـ800 دينار، يصعب على عائلتها دفعها لتحصل على شهادتها الجامعية.
وتتمنى توفيق أن تحصل على منحة تنهي لها المستحقات المالية للجامعة لتستخرج شهادتها المرهونة لديهم، والبحث عن فرصة عمل في مجالها الدراسي، ومساعدة عائلتها.
ضائقة مالية
عميد شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية د. ماهر الحولي، أكد أن الجامعة تعاني ضائقة مالية منذ فترة طويلة، مع ذلك لم تحرم أي طالب من الدراسة بسبب عدم قدرته على دفع الرسوم، مراعاة للأوضاع المادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة.
وقال الحولي لـ"شمس نيوز" إن الجامعة لم ترفع رسوم الساعة الدراسية منذ ستة عشر عاما، ودرست قرار رفع الرسوم للفصل الدراسي القادم، ولكن لم يتم تنفيذه، خاصة أن التسجيل للفصل الدراسي بدأ منذ أكثر من أسبوعين.
وأوضح أن الجامعة تسعى لتقديم جملة من المنح والقروض والمساعدات للطلبة، سواءً كانت منحا داخلية تقدمها الجامعة، أو مساهمة في استقطاب منح خارجية، أو عبر قرض التعليم العالي.
وأشار إلى أن الجامعة لديها صندوق الطالب، وعاملين في البحث الاجتماعي، لدراسة حالات الطلبة الاقتصادية، والحالات الأصعب يتم منحهم مساعدات من الجامعة، حيث تقوم بدورها الفعال مع الطلبة.
وطالب الجهات العليا في السلطة والحكومة بشكل خاص، وأصحاب الأموال في الأمة العربية أن يدعموا الطلاب، ويوفروا المنح والمساعدات للطلبة المحتاجين في ظل الضائقة المالية التي تمر بها الجامعات الفلسطينية حتى تستمر المسيرة التعليمية.