عدسة/حسن الجدي
(بيت حانون) أقصى شمال قطاع غزة.. يحدها الأسلاك الشائكة التي تحاصرها، وتجعل منها مدينة نائية بعيدة عن قلبها.. تتجرع النكبة تلو النكبة، بسبب موقعها الجغرافي الذي لا يفصلها عن الأبراج العسكرية للجيش الإسرائيلي وجنازير الدبابات سوى أمتارا قليلة..
في الصيف الماضي 2014 كانت بيت حانون على موعد مع عدوان إسرائيلي شرس، أثناء الحرب الأخيرة على القطاع، فنالت حصة الأسد من الشهداء والجرحى والدمار.. لتظل أطلال أبنيتها المهدمة شاهدا حتى اللحظة على نكبة الصيف.
وفي هذه الأوقات.. تغرق تلك البقعة بمياه الأمطار.. وبنخر الصقيع مسام أجساد أطفال كل همهم اليوم فتات خشب يحتطبونه ليشعلوا فيه نارا ليلتفوا حولها بحثا عن الدفء.
عائلة الكفارنة واحدة من عائلات بيت حانون التي هدمت منازلها العام الماضي قصفا بطائرات الاحتلال، ولا زالت تنتظر الإعمار الموعود.
وبين هذه الأكوام التي تشبه البيت تعيش الحاجة أم يحي الكفارنة وأولادها السبعة، يتجرعون مرارة البرد، وسط أجواء ماطرة وعاصفة لتلاحقهم أيضا نكبة الشتاء.
وفي الصور أيضا جنوبا من منطقة نهر البارد في مقابر مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.. يعيش أناس في مثل هذه الظروف تحت مياه الأمطار لا يجدون ما يمنعون به عن أنفسهم البرد والمياه المنهمرة.