واشنطن / شمس نيوز
تكثف وزارة الدفاع الأمريكية عمليات جمع المعلومات الاستخبارية في ليبيا، مع اقتراب إدارة أوباما من وضع خطط لفتح جبهة ثالثة في الحرب ضد "داعش"، حيث يتم التخطيط لهذا التصعيد الكبير دون مناقشة جادة في الكونغرس، حول مزايا ومخاطر شن حملة عسكرية من المتوقع أن تشمل ضربات جوية وغارات لقوات النخبة الأمريكية، بحسب ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها.
وأعربت الصحيفة عن قلقها العميق بشأن أي تدخل عسكري جديد في ليبيا، مؤكدة أنه يمثّل تطوراً كبيراً لحرب يمكن أن تمتد إلى دول أخرى في القارة، فضلاً عن أن هذا التخطيط يأتي في وقت تتوغل فيه العسكرية الأمريكية بعمق أكبر في ساحات القتال في سوريا والعراق، حيث طُلب من القوات البرية الأمريكية أن تلعب دوراً أكبر في عمليات التدريب العملي في المعركة.
وقال الجنرال جوزيف دانفورد الابن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، للصحافيين يوم الجمعة إن مسؤولين عسكريين "يبحثون القيام بعمل عسكري حاسم" ضد "داعش"، في ليبيا، حيث يقدر مسؤولون غربيون أن الجماعة لديها ما يقرب من 3000 مقاتل.
ويقول مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الحملة في ليبيا يمكن أن تبدأ في غضون أسابيع، ويتوقعون أن تجري بمساعدة عدد قليل من الحلفاء الأوروبيين، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.
فوضى سياسية في ليبيا
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الخطط تتكشف وسط فوضى سياسية في ليبيا التي لا تزال تتخبط من آثار الحرب الأهلية 2011، والتي انتهت بمقتل حاكم البلاد لفترة طويلة العقيد معمر القذافي، وكانت الأمم المتحدة كافحت في الأشهر الأخيرة لإقناع مجموعتين من المسؤولين الليبيين الذين يدّعون أنهم القادة الشرعيين للبلاد إلى التوحد معاً، ورفض البرلمان المعترف به من قِبَل المجتمع الدولي يوم الإثنين اقتراح حكومة وحدة بوساطة من الأمم المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن الصراع السياسي والاقتتال بين المسلحين خلق فرصة لظهور "داعش" في ليبيا في عام 2014، وتسيطر الجماعة الآن على المدينة الساحلية "سرت" التي تقع بين أكبر مدينتين في البلاد، طرابلس وبنغازي.
وقال الجنرال دانفورد للصحافيين إن ضرب خلايا مقاتلي "داعش" في ليبيا "سيضع جداراً عازلاً" بين هذه الجبهة والمتعاطفين مع الجماعة في أماكن أخرى، في شمال أفريقيا، وأفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى.
هدف وحجج
وجادلت الصحيفة بأن عزل "داعش" يعد هدفاً معقولاً، ولكن يجب على المسؤولين العسكريين تقديم حجج مقنعة بقابلية تحقيق هذا الهدف، فحتى لو اعتزمت وزارة الدفاع الأمريكية وحلفائها ضرب أهداف "داعش" بنجاح، فلا يزال من غير المؤكد امتلاكها قوة برية موثوقة للاحتفاظ بالأراضي التي سيتم خروج "داعش" منها.
وتخشى الصحيفة أن تؤدي الضربات الجوية إلى نشر قوات برية لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية وتقديم الدعم التقني لقوات المتمردين كما حدث في العراق وسوريا.
وأوضحت افتتاحية الصحيفة أن الكونغرس لا يهتم كثيرا بالموافقة على الحملة ضد "داعش"، التي تستند، بغرابة، إلى قانون 2001 الذي تم تمريره لاتخاذ إجراءات ضد منفذي هجمات 11 سبتمبر، وبالتالي فإن أي احتمال لفتح جبهة جديدة في الحرب سيحفز النواب على إعادة النظر في المسألة.
وقال البيت الأبيض إنه سيكون لطيفاً، ولكن ليس ضرورياً، أن يقوم الكونغرس بتمرير تفويض جديد لاستخدام القوة العسكرية، حيث سمح هذا الموقف للكونغرس، الذي يتحمل المسؤولية الأساسية لإعلان الحرب بموجب الدستور، أن يتجنب تصويتاً هاماً على الحرب، بحسب الصحيفة.