قائمة الموقع

خبر الشهيدان جعفر حمادة وثابت الريفي.. ثبات حتى الممات

2016-01-31T09:46:29+02:00

شمس نيوز/سماهر البطش

شباب في عمر الزهور يرسمون خارطة الوطن ويحفرون بأظافرهم مفاتيح التحرير , هجروا الفرش والوسائد ونزلوا في باطن الأرض ليحفروا معابر الشهادة, مضوا يطوون الطريق طيا فكانوا في مقدمة الصفوف أحياء وشهداء.

ففي حي التفاح، تنصب خيام الأقمار السبعة "شهداء الأنفاق"، هنا ترى خيمة شهيد وهنا أخرى، تسمع أناشيد وأهازيج الجهاد تعلو، فتشعر بالفخر والعزة، وتبدي كل التقدير لهم ولذويهم، فهم رهبان الليل وفرسان النهار, ذهبوا بعدما رسموا ملامح النصر ليكمل من بعدهم أقمار آخرون.

في هذا الحي يقطن شاب زُف إلى عروسه قبل أقل من شهرين في فرح علت فيه الزغاريد، وها هو اليوم يزف للمرة الثانية، ولكن إلى جوار ربه، في عرس آخر بطعم الشهادة, فاليوم تغلغلت مشاعر ممزوجة بالفخر والحزن على الفراق على شاب أحبة الناس يبلغ من العمر 23 عاما.. إنه الشهيد جعفر حمادة، أحد أفراد النخبة في كتائب القسام،  وهو من السبعة الذين ارتقوا شهداء أثناء بعد انهيار نفق فوقهم بسبب الأمطار وسوء الأحوال، ليثبتوا بالدليل القاطع أن تحت الأرض أناسا لا يعرفون للراحة سبيلا.

مراسلة "شمس نيوز" توجهت إلى بيت الشهيد جعفر حمادة، لتلمح الصبر واضحا جليا في عيونهم.

اختار طريقه بنفسه

والدة الشهيد وبجوارها زوجته، وثلة من أهله، ارتسمت على وجوهم ملامح الصبر والحزن،لتقول الوالدة: مضى على زواج ابني أربعون يوما, وهو الابن الأكبر لي، كان يحب الناس وابتسامته لا تغادر وجهه، هو اختار طريق المقاومة ونحن نفتخر به".

وتابعت حديثها: طلب مني قبل رحيله الأخير بيومين أن أصنع له حلوى الكنافة، وكان يأكل بطريقة سريعة على غير عادته في كل مرة، وأنا انظر إلية رأيت نورا يشع من وجهه، بدأت أحدث نفسي كأن شيئا غريبا سوف يحدث, شاءت الأقدار أن يتزوج ويرحل سريعا".

تنهدت واسترجعت بابتسامة ممزوجة بالألم قائلة: جعفر مرضي الوالدين، ويحبه كل من عرفه عندما كان يخرج يقبل رأسي ويدي ويطلب مني أن أدعو له".

وتستطرد أم الشهيد بالقول: أنا لست حزينة، ابني ضحى من أجل دينه ووطنه، وأحسبه في جنة عرضها السموات والأرض، فهو رسم طريقا لإخوانة القادمين من بعده".

وتروي والدة الشهيد حمادة أنها عند وداعه فاحت رائحة المسك منه، ورأت وجهه في أجمل هيئة وكأنة حي يرزق "فقلت له هنيئا لك جنان الرحمن ومبارك لك الشهادة".

الشهيد ثابت الريفي

وليس ببعيد، منزل الشهيد ثابت الريفي "25 عاما"، الأب لأربعة أطفال، الذي رافق أصحابه الستة في رحلتهم تحت الأرض حتى فارقوا الدنيا سويا.

تقول أخته نجاح لـ"شمس نيوز": ثابت أخي ثابت القول والفعل، فهو صادق في القول والفعل منذ الصغر وهو من رواد المساجد وحافظ لكتاب الله، وفى الفترة الأخيرة اجتاز العديد من الدورات في المسجد بأعلى المراتب".

كانت لحظات اختلطت بالفخر والحزن للفراق، لتواصل حديثها وعيونها تترغرغ بالدمع: آخر موقف جمعنا بأخي يوم الاثنين، أى قبل استشهاده بيومين، تناول معنا طعام الغذاء، وبعدها قام يقبّل يدي أمي ويشكرها على أكلة المفتول التي يحبها، وقال لها: لم أذق مثلها، أكلة لها طعم آخر, وبعدها جلسنا جلسة جميلة بدأ يحدثنا فيها عن الجهاد والصلاة وفضل الاستغفار وعن صلاة الفجر".

وتردف: أمي رأت في المنام أخي شهيدا بعد سماع نبأ فقدان سبعة تحت نفق، حيث جاءها في المنام بوجه مشرق وطوله غير طبيعي، وقال لها: أنا مش راجع، وأوصاها بأولاده وبزوجته".

وقالت إن ثابت كان دائما يطلب من أمه الرضا عنه، وكان يتمنى الشهادة، فقد كان من المجاهدين في نقطة صفر خلال الحرب الأخيرة".

وتذكر أخته موقفا مميزا له، عندما انتهت الحرب، حيث رجع إلى البيت يبكى لأن الله لم يكتب له الشهادة كما كتبها لكثير من رفاقه وأصحابه.

وشاركتنا الحديث زوجته "أم عبد الله" لتقول: كان نعم الزوج، كريما يتحمل المتاعب، في الفترة الأخيرة كان يجلس لوحدة يقرأ القرآن، واشترى كتبا للأحاديث النبوية وطلب مني أن أقرأها وأعلمها أولادنا، ودائما كان يوصيني بتربية أولادي على الجهاد وحب الوطن".

يتبع مع فارس آخر من فرسان الأنفاق السبعة..

 

اخبار ذات صلة