شمس نيوز / عبدالله عبيد
"مواجهة قريبة بين قطاع غزة وإسرائيل".. العنوان الأبرز في وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية، والتي أخذت الأنظار والتوقعات والتحليلات في ظل استمرار انتفاضة القدس الثالثة، حول زمن هذه المواجهة والمدة أو الفترة التي ستبقى فيها بين الطرفين، خصوصاً وأن تصريحات كثيرة ومتتالية خرجت سواء من قادة الاحتلال أو المقاومة في غزة، التي أبدت استعدادها لأي حرب قادمة وكشفت عن مدى القدرة العسكرية المتعاظمة والمتطورة التي ستستخدمها في تلك المواجهة.
أغلب التقديرات تشير إلى قرب هذه المواجهة ، لكن بحسب الخبير الإعلامي، أحمد أبو السعيد فإن هذه التصريحات ليست سوى حربا نفسية تمارسها الأطرف (إسرائيل وحماس)؛ من أجل تحقيق أهداف معينة.
واستبعد أبو السعيد خلال حديثه لـ"شمس نيوز" انفجار مواجهة قريبة بين غزة وإسرائيل، لكنه توقع أن تشتعل الحرب خلال سنوات قادمة.
وازدادت حدة تبادل التهديدات بين قادة الاحتلال وحركة حماس مؤخراً، حيث أكدت حماس جاهزيتها لمواجهة جديدة، باتت بحسب مراقبين ومتابعين على الأبواب.
غير مستعدين
موقع (والا الإسرائيلي) ذكر أمس الاثنين أنه "في حال انتهى عام 2016 بدون اشتعال مواجهة مع قطاع غزة؛ فإن ذلك يعني (معجزة)".
ويرى الخبير بالشأن الإسرائيلي، وديع أبو نصار بأن إسرائيل والمقاومة في غزة "حماس" غير مستعدين لحرب جديدة على أرض الواقع، مشيراً إلى أن كل طرف يحاول الظهور وكأنه مستعد للمعركة.
وقال أبو نصار في حديثه لـ"شمس نيوز": نحن ندرك جيداً بأنه لا الجيش الإسرائيلي أعد العدة بما يكفي، ولا المقاتلين الفلسطينيين في غزة أنهوا الاستعداد لمواجهة طويلة الأمد"، موضحاً أن السنوات الثمانية الماضية أثبت بأن المواجهة المسلحة بين إسرائيل وفصائل المقاومة في القطاع، متكررة.
وأضاف: في أي مواجهة تخرج الأطراف بنتيجة "لا غالب ولا مغلوب"، ولكن الخاسر الأكبر هم أهل غزة"، لافتاً في السياق ذاته إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعبئ جمهورها وتهيئه إعلامياً على قرب مواجهة مع غزة، حسب اعتقاده.
وهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بما سماه "ردا قاسيا" إذا حاولت حماس والفصائل المسلحة في غزة المساس بـ"أمن إسرائيل".
الحلقة الأضعف
وبيّن الخبير بالشأن الإسرائيلي "أبو نصار" أن غزة تعتبر الحلقة الأضعف بالنسبة لإسرائيل، والتي غالباً تهرب تجاهها القيادة الإسرائيلية المأزومة، مستدركاً: لكن إلى أي مدى ستعطي الأطراف في غزة إسرائيل المبرر لمهاجمتها؟" مطالباً فصائل المقاومة بأن تكون حكيمة بما يكفي كي تتجنب الحرب.
مزايدات إسرائيلية
القيادي في حركة حماس، يحيى موسى، النائب في المجلس التشريعي، يعتقد أن الحرب بين غزة وإسرائيل ليست وشيكة، معتبراً التصريحات الإسرائيلية في هذا الاتجاه "مزايدات" بين قادة الاحتلال، " كي يدلل كل واحد أنه الأكثر تطرفاً وعداوة للفلسطينيين".
ومن وجهة نظر موسى، فإن المقاومة في غزة لا تريد حرباً مع الاحتلال، وهي ليست في موقع الهجوم وإنما في خط الدفاع، على حد وصفه.
ولفت إلى أن رسائل التهديد التي تخرج من المقاومة تؤكد جهوزيتها لأي مواجهة قادمة مع إسرائيل، مؤكداً بأن الحرب ليست من مصلحة الطرفين في هذا الوقت.
وكان يائير لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي قد قال أمام عدد من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية قبل أيام، إن المواجهة بين إسرائيل وقطاع غزة باتت قريبة جدا.
ماذا بعد ؟
ووجه القيادي في حماس يحيى موسى خلال حديثه الخاص لـ"شمس نيوز"، سؤالا لقادة الاحتلال الإسرائيلي: ماذا بعد الحرب وماذا ستحققون من هذه المواجهة؟ مضيفاً " إذا كان الحديث عن تدمير المباني فالاحتلال قادر في كل وقت أن يفعل ذلك، لكن أن يحقق ثمناً سياسياً فهو يعلم جيداً أنه لا يستطيع ولا أن يقضي على المقاومة، لذلك تصبح أي حرب مكلفة دون جدوى حقيقية".
ويرى الإعلامي أحمد أبو السعيد أن المقاومة الفلسطينية في غزة أثبتت وجودها خلال الحروب الثلاثة الماضية، وأن لديها القدرة على الصمود والتعامل مع المحتل بكل الإمكانيات الموجودة.
وأردف بالقول: في الحروب السابقة كانت دلالات أن القدرة موجودة لدى المقاومة، وهذا يصب في خانة أن الحاضنة الشعبية للمقاومة في غزة وبالأخص لكتائب القسام وحماس قوية جداً"، منوهاً إلى أن تشييع آلاف الغزيين جثامين الشهداء السبعة، الذين استشهدوا الأسبوع الماضي بعد انهيار نفق عليهم، خير دليل على الوجود الجماهيري لحماس.
وأعلنت كتائب القسام الخميس الماضي عن استشهاد سبعة من مقاتليها، إثر انهيار نفق للمقاومة شمال شرق غزة، نتيجة سوء الأحوال الجوية.
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، قال خلال تشييع جثامين الشهداء السبعة: إن كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، حفرت الأنفاق “لتدافع عن غزة وتحصّنها وتحميها، وتشكل نقطة الانطلاق نحو بقية أرض فلسطين"، مؤكداً أن القسام تعد العدة لبناء وتطوير القوة، والاستعداد لأي معركة قادمة مع الاحتلال.