قائمة الموقع

خبر تحليل : بان كي مون حاول إمساك العصا من المنتصف لكنه يدور في فلك أمريكا

2016-02-02T11:24:01+02:00

شمس نيوز/عبدالله مغاري

على غير عادته، خرج الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل أيام عن صبغته، ليدلي بتصريحات إعلامية تدين الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية, وتحمله مسئولية كل ما يجري من أحداث ميدانية في الضفة والقدس المحتلتين.

هذا هو المشهد الأول الذي خرج به كي مون قبل أن يهدم ما قاله بإدانته لأنفاق المقاومة الفلسطينية في غزة, واعتبارها شكلا من أشكال الاعتداء على إسرائيل, ما دفع مراقبين للتساؤل حول جدية تصريحاته.

وكأن الأمين العام للأمم المتحدة انتقد مؤخرا الاحتلال الإسرائيلي واستمراره في بناء المستوطنات, معتبرا ما يقوم به الفلسطينيون من أعمال مسلحة، نتاجا لحالة اليأس التي يعيشونها بسبب الجمود السياسي, ما دفع نتنياهو لاتهام كي مون بأنه "يشجع الإرهاب"، قبل أن يكرر الأخير انتقاده بمقالة نشرت أمس في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

تصريحات كي مون المتكررة استطلع فيها مراقبون تحدثوا لـ"شمس نيوز" تناقضات عديدة، وأراد من خلالها أن يصنع نوعا من التوازن لصالح الاحتلال.

لصالح إسرائيل

المختص بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة يرى أن الأمين العام للأمم المتحدة تعمد إظهار توازن لصالح الاحتلال الإسرائيلي خلال تصريحاته الأخيرة والمتكررة.

وأوضح جعارة لـ"شمس نيوز" أن "كي مون" قال "إن المقاومة الفلسطينية جاءت بسبب الاحتلال الذي استمر خمسين عاما, هذا كلام جيد، لكنه عندما زار إسرائيل قال إن الأنفاق تشكل اعتداءا على إسرائيل, وهذا تناقض غريب".

وتساءل المختص جعارة: إذا كانت المقاومة نتيجة للاحتلال، إذن الأنفاق لماذا تحفر؟ أليست نوعا من أنواع مقاومة الاحتلال لرفع الحصار وتحرير الأراضي المحتلة؟".

وزاد بالقول: بان كي مون عمل توازنا لصالح إسرائيل، ونتنياهو لم تعجبه تصريحاته، لأنه يريد موقفا أقوى بحق الفلسطينيين".

ووصف جعارة "الشرعية الدولية" بـ"شرعية أمريكية"، لأن أميركا هي الأقوى من بين الدول الخمس الكبرى وتفرض سياساتها, لافتا إلى أن بان كي مون يعمل رئيسا للأمم المتحدة، فهو موظف عند أميركا ولا يقول شيئا مخالفا لتوجهات البيت الأبيض".

وقال: بان كي مون تحدث 50% لصالح الفلسطينيين و50 % لصالح إسرائيل، ولكن نحن يجب أن نتمسك بحديثه الذي كان لصالح الاحتلال, وفي النهاية أميركا إذا أرادت سلاما بالشرق الأوسط سيكون خلال 48 ساعة، ولكنها لا ترغب ذلك".

تصريحات عادية

العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة وصف تصريحات كي مون بـ"عادية"، مبينا أن ما قاله بخصوص عدم شرعية الاحتلال هو حقيقة لا تقبلها أميركا وإسرائيل, وتوافق برأيه مع المختص جعارة بالقول إن بان كي مون حاول أن يصنع توازنا في تصريحاته عندما أدان حفر الأنفاق بغزة .

وقال زحالقة لـ"شمس نيوز": كي مون قال أمرا عاديا، ولكن هذه الأمور لا تقبل لا عند إسرائيل ولا أميركا, هو قال إن الفلسطينيين شعب تحت الاحتلال ويقاومون هذا الاحتلال، وهذه حقيقة، وعندما صرح ضد أنفاق غزة حاول إيجاد نوع من التوازن، بعد أن صرح ضد إسرائيل ورد عليه نتنياهو بهجوم".

وأشار إلى أن ما قاله كي مون تجاه أنفاق المقاومة يجب أن يقوله عن الترسانة العسكرية الإسرائيلية, وأن يسأل لماذا تمتلك إسرائيل فحوصات نووية وقوة ضاربة في الشرق الأوسط وهي دولة احتلال وتقمع كل من يقاومها.

ومضى زحالقة بالقول: في نهاية المطاف التصريح مهم جدا في الظروف السياسية الحالية، لأن هناك محاولة من أطراف عديدة لسحب شرعية النضال الفلسطيني، وبان كي مون بتصريحه يقول إن النضال شرعي".

اخبار ذات صلة