غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أحد رجال الأنفاق

خبر الشهيد نضال عودة.. رحل وبقي منه "المسك"

شمس نيوز/ أحلام الفالح

بـ"لا اله الا الله والشهيد حبيب الله"، و"مبارك عليك الشهادة، باركوا للشهيد.. باركوا للعريس"، زفت عائلة الشهيد نضال مجدي عودة "23 عاما" أحد رجال الأنفاق السبعة الذين قضوا نحبهم قبل أسبوع جراء انهيار نفق شرق مدينة غزة.

والشهيد عودة ولد بتاريخ 6/12/1992م، وتزوج عام 2014، وأنجب الطفل "جمال" الذي لم يكمل عامه الأول.

قلق وترقب

والدة الشهيد عودة أوضحت لـ"شمس نيوز" أنه في يوم استشهاده تأخر كثيراً عن البيت، فشعرت بالقلق عليه.

وأضافت: كان أخوه يتجول في البيت كأنه يفقد شيئاً، سألته ماذا بك؟ قال: لا شيء، قلت له اتصل على نضال تأخر كثيراً، فقال إنه يعمل في دورية أخرى لمنتصف الليل، بدأ الشك والقلق يتسلل إلي، لم أعرف طعما للنوم ليلتها، الساعة تجاوزت الثانية عشرة ونضال لم يأت بعد..".

وتابعت والدة الشهيد عودة بالقول: قلت لشقيقه اتصل على أخيك، قال سيأتي في الصباح، وكان يعلم بخبر انهيار النفق.. ولكنه انتظر الصباح ليخبرني، في الساعة السادسة صباحا، سألته: أين أخوك؟ فأجاب: مش عارف شو أحكي يما، قلت: شو صار لأخوك نضال، أنا ما نمت وانت رايح جاي، النفق وقع عليهم؟ بعوّض الله على نضال" بحسب تعبيرها.

وعن يوم الخميس، عند إحضار الشهيد إلى والدته لتوديعه، تقول: طلبت منهم أن يضعوه أمامي لعل عينيّ تشبع قليلاً من النظرة الأخيرة، وبعد وضعه نظرت له عميقاً، قبّلته، أخذته في حضني، أريد توديعه للمرة الأخيرة، دون دموع فهو شهيد وعريس، وعند حمله على أكتاف الشباب للمغادرة نحو المقبرة، بدأنا نزفه "الله وأكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".

ذكريات حلوة

تتذكر الأم الصابرة بعضا من أيام الشهيد نضال: أيامه كلها كانت جميلة، كان كثير المرح مع أخيه وأبيه، والده أبكم وأصم، يحاول دائما اللعب معه حتى يشعره بالفرح، يأتي لوالده ويبارزه من يتمكن من أن ينزل يد الآخر، ويترك والده يفوز متعمداً ليبدأ المشجعون بالتهليل والمرح".

أخت للشهيد شاركتنا الحديث، لتتكلم عن بعض ذكرياته: كان يزورنا دائما، يدخل المطبخ ويتفقد الثلاجة ليرى هل ينقصنا شيء أم لا، يحضر لأولادي الحاجيات والألعاب.. فهو الأخ الأكبر الذي يتفقد أحوالنا جميعنا".

تعود والدته للحديث عن تعليمه، لتقول: اكتفى بالتعلم حتى الصف العاشر، ثم ترك المدرسة وشق طريق العمل الذي اختاره، وانتهى به شهيداً كما كان يتمنى، وبعد ثلاثة أعوام من ترك المدرسة، بدأ يشتاق للعلم ولإكمال الثانوية العامة، بحسب ما كان يردد دائما".

جمال يودع نضال

زوجة الشهيد نضال، تحدثت عن مشاعر طفلها الرضيع، الذي ورغم صغر سنه، يشعر بفقدان والده، الذي كان متعلقا به كثيراً. وتضيف بالقول: عند عودته من العمل كان يأتي مباشرة إلى جمال ليلعب معه، وعند ذهابه للسوق، يشتري له كل ما وجد من الملابس.. كنت ألقن جمال كلمة بابا لينادي بها على والدها بمجرد دخول المنزل.. وهو اليوم يرددها ولكن دون أن يرى بابا".

رائحة المسك

"مع السلامة وين رايح مع السلامة يا مسك فايح ، مع السلامة وين بدك لأقعد على دربك وأردك".. كلمات رددتها أخت الشهيد، قبل أن تتحدث عن يوم وداع نضال: قمت بمسح التراب عن وجهه ببعض ورق المحارم، فشممت رائحة المسك تفوح منها، أعطيتها لبعض النساء المعزيات وأنا أقول: شمو ريحة العريس".. أحضرت الأخت تلك الورقات التي مسحت بها وجه الشهيد نضال لمراسلة "شمس نيوز" لتجد فيها ريح المسك حقا كما أخبرت.

يذكر أن الشهيد ارتقى أثناء العمل في نفق لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس برفقة الشهداء: ثابت عبد الله الريفي (25 عاماً)، وغزوان خميس الشوبكي (25 عاماً)، وعز الدين عمر قاسم (21 عاماً)، ووسيم محمد حسونة (19 عاماً)، ومحمود طلال بصل (25 عاماً)، وجعفر علاء حمادة (23 عاماً).