شمس نيوز/سماهر البطش
من محطة إلى أخرى ومن ميدان إلى آخر، نقف على أعتاب سيرة شهيد من الشهداء السبعة الذين ارتقوا في انهيار نفق للمقاومة بغزة، قالت حركة حماس إنه استخدم في أسر جندي إسرائيلي خلال عدوان صيف 2014.
الشهيد عز الدين قاسم، ابن حي الدرج شرق مدينة غزة، ولد عام 1995، ودرس الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وأنهى الثانوية العامة بتقدير جيد، ولكنه لم يكمل الدراسة في الجامعة، حيث فضل العمل مع والده في تجارة الملابس.
امتزج الألم والحزن مع الابتسامة التي ارتسمت على وجه والدة الشهيد عز الدين قاسم، وهي تتحدث لـ"شمس نيوز"، لتقول بلسان الصابر المحتسب: الله اصطفى عز الدين شهيدا، وأسأل الله أن يتقبله مع الشهداء والصديقين, لقد كان محبوبا لدى الجميع، كل من رآه يحبه، فهو من رواد المساجد، يحفظ نصف القرآن الكريم، ويداوم على حلقات العلم، وكان مطيعا لوالديه بارا بهما".
وأضافت: كنت أسأله عن طبيعة عمله فيقول إنه يعمل في لجان المسجد، عملا بسيطا لا خطر فيه"، مؤكدة أن "تحرير فلسطين سيكون على أيدي أبنائنا، وما قام به ابني جهاد ومقاومة وواجب وطني.. أنا اليوم أشعر بالفخر والعزة بأن أصبحت أم الشهيد" بحسب قولها.
عز الدين كان يتمنى أن تتكحل عيناه برؤية المسجد الأقصى والصلاة فيه، وأن يؤدي العمرة، ولكن شاء الله أن يكون شهيدا، تضيف والدته: رحمك الله وإن شاء الله اللقاء في جنة الخلد".
وبابتسامة ارتسمت على محياها، وصفت والدة الشهيد قاسم لحظة توديعه الأخير: عند وصول جثمان ابني أطلقت الزغاريد كأنه يوم زفافه".
دينامو البيت
كان لنا لقاء مع "دعاء" الأخت الصغيرة للشهيد عز الدين قاسم، والتي بدأت كلامها ودموعها تتدحرج من عينيها، لتقول: قبل استشهاد أخي بثلاثة أيام كنا قاعدين مع بعض، وبدأ يوصينا بالصلاة ويحكى وخاصة صلاة الفجر، كان عز الدين يقوم للصلاة كالأسد لم يقطعها أبدا".
وزادت بالقول: كان مرحا ونشيطا، وكنا نسميه دينامو البيت، وأحيانا يجلس يلاعب أولاد أخي بكرة القدم، فهو أحد لاعبي نادي الدرج الرياضي، وكان الشهيدان غزوان الشوبكى ووسيم حسونة أفضل رفاقه، اختارهم الله ليكونوا معه في الآخرة أيضا".
قبل استشهاده بيومين تقريبا، طلب عز الدين من أمه أن تجهز له وجبة "شعيرية" بالعسل، أثناء المنخفض الجوي الأخير، ودعا بعض أصدقائه من بينهم الشهيد غزوان الشوبكي، وبعدها خرج للعمل وطلب من والدته الدعاء له، بحسب ما أخبرتنا شقيقته دعاء.
وقالت إنه كان ينعى نفسه على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الخاصة به، ويكتب كلمات لأمه، مثل: اعذريني أمي.. أتمنى الشهادة ولقاء الأحباب" فقد رحل كثير من أصحابه شهداء خلال الحرب الأخيرة.
وودعت كتائب القسام الأسبوع الماضي، سبعة من شهدائها ارتقوا جراء انهيار نفق شرق مدينة غزة بسبب الأحوال الجوية الماطرة، وهم: ثابت عبد الله الريفي (25 عاماً)، وغزوان خميس الشوبكي (25 عاماً)، وعز الدين عمر قاسم (21 عاماً)، ووسيم محمد حسونة (19 عاماً)، ومحمود طلال بصل (25 عاماً)، وجعفر علاء حمادة (23 عاماً)، ونضال مجدي عودة (23 عاما).