شمس نيوز / عبدالله عبيد
على ما يبدو أن اللقاءات بين حركتي "فتح وحماس" المنقسمتين منذ عام 2007 بالعاصمة القطرية "الدوحة"، قد بدأت تأخذ منحنيات أخرى على خلاف اللقاءات التي جمعتهما مرات عديدة سابقة؛ من أجل الوصول إلى مصالحة تنهي الانقسام الذي بات الكلمة الأكثر تكرارا في الإعلام الفلسطيني.
فبعد أن أُعلن أواخر الشهر الماضي عن لقاءات جمعت الفصيلين بالدوحة وتركيا لتحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة الفلسطينية، باتت الأنظار كلها ترقب اللقاء بين وفد من قيادة حركة فتح يترأسه عضوا اللجنة المركزية (عزام الأحمد وصخر بسيسو)، ووفد من حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي (خالد مشعل) ود. (موسى أبو مرزوق) عضو المكتب السياسي للحركة، بالدوحة مطلع الأسبوع القادم.
القيادي في حركة حماس، د. أحمد يوسف يرى أن استعدادات الطرفين (فتح وحماس) للقاء المرتقب "تُبشر بالخير"، حسب وصفه، مؤكداً أن اللقاء سيُعقد في السادس من شهر نوفمبر الجاري، أي يوم غد السبت.
وأشار د. يوسف في تصريح خاص لـ"شمس نيوز" اليوم الجمعة، إلى وجود ترتيبات تسير على قدم وساق، "بعد كل اللقاءات السابقة التي تمت بالدوحة وتركيا بشكل غير رسمي بين قيادتي حركتي فتح وحماس"، موضحاً أن اللقاء المرتقب يعتبر تتويجاً لهذه اللقاءات.
ولفت إلى أن هذا اللقاء سيكون على المستوى الرسمي من الحركتين، "حيث سيشارك وفد من حركة فتح بقيادة صخر بسيسو وعزام الأحمد، مع وفدٍ من حماس يتكون من أرفع مستوى على صعيد الحركة، برئاسة خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وبعض من أعضاء المكتب السياسي المتواجدين بالدوحة؛ لنقاش الاتفاقيات السابقة".
وتوقع القيادي في حماس أن يرافق الوفدين بعض الشخصيات من قطاع غزة سواء من حركته أو من فتح، منوهاً إلى أن الاستعدادات والتوقعات والتفاؤل بهذا اللقاء أفضل من أي مرة سابقة.
وأضاف: هذه الإجراءات ستبنى على ما تم التفاهم حوله بالقاهرة لاستكمال الجهود السابقة، وربما يرافق ذلك تفاهمات حول قضية دعم انتفاضة القدس بالضفة الغربية والقدس والداخل المحتل وتفعيلها، وأيضاً فيما يتعلق بنقاشات تطال وضع المقاومة".
ولفت يوسف إلى أن المبادرة خرجت من قطر تحديداً من الأمير تميم بن حمد، الذي طالب قيادة الحركتين بإنهاء ملف المصالحة في أسرع وقت ممكن، خصوصاً في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية هذه الفترة من ضغوطات كبيرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأردف: المبادرة خرجت من دولة قطر من سمو الأمير تميم، بالتنسيق مع الأتراك بحكم العلاقات السياسية الوطيدة بينهما والتحالف الاستراتيجي"، مجدداً تأكيده بأن قطر وتركيا لا يوجد لديهما مشكلة؛ للتنسيق مع مصر باعتبارها دولة مركزية مهمة فيما يتعلق بأي تفاهمات فلسطينية- فلسطينية، حسب تعبير يوسف.
واعتبر أن القاهرة لا يمكن أن تغيب عن هذا المشهد بشكل أو بآخر، مبيّناً أن انشغال مصر بأوضاعها الداخلية خلال الفترة الماضية، أعاق أن تولي القاهرة لملف المصالحة وتفعيل العلاقات الفلسطينية- الفلسطينية.
وزاد د. يوسف بالقول: مصر كقطر وتركيا، معنية باستغلال الأوضاع في الساحة الفلسطينية؛ كي يلتئم الشمل الفلسطيني وأن يكون هناك انتخابات وتجديد للشرعيات الفلسطينية التي انتهت صلاحياتها بشكل كامل تقريباً".
وشدد أيضاً على أن المبادرات التي تصب في اتجاه إنهاء الانقسام، تأتي حرصا من العمق العربي الإسلامي على الحالة والقضية الفلسطينية.
وكان القيادي في حماس، مشير المصري، أكد في حديث سابق لـ"شمس نيوز" أن اللقاء القيادي المرتقب بين حركتي حماس وفتح في الدوحة خلال الأيام المقبلة؛ يأتي تتويجا لعدة لقاءات ماراثونية، عقدت مؤخراً بهدف تحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، كشف لـ"شمس نيوز"، أن اللقاء الذي سيجمع قيادتي "حماس" و"فتح" سيكون يوم السبت القادم، السادس من الشهر الجاري، مشيراً إلى أن وفد حركته يضم عزام الأحمد وصخر بسيسو عضوي اللجنة المركزية لفتح، وهما الآن في القاهرة لبحث ملف المصالحة مع مصر، التي وصفها بـ"الراعي الرئيسي".
وأكد زكي أن الخطوة التي أقدمت عليها الحركتان في الدوحة سيكون لها نتائج ملموسة، باعتبار أن الحلقة تضيق على الفريقين، موضحاً أن هناك قناعات لدى حماس وفتح بضرورة إنهاء الانقسام.