قائمة الموقع

خبر المواطن "محمد خليف".. مرض غير معروف يفتك بأطفاله عند ولادتهم

2016-02-06T07:54:32+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

حكايات كثيرة لا تصدقها العقول وأنت تتعمق أكثر في مصائب ومشكلات قطاع غزة المحاصر منذ زهاء عشرة أعوام، ففي كل حارة من حاراتها قصة تختلف عن الأخرى، ومعاناة وويلات وفقر وأمراض بدأ تتفشى شيئا فشيئا في أجساد القطاع الساحلي الضيق على مواطنيه، خصوصا أمراض السرطان التي زادت حدتها في السنوات الأخيرة، وتحديدا بعد حرب صيف 2014 التي استمرت واحدا وخمسين يوما، مروراً بالتشوهات الخلقية للأطفال حديثي الولادة وغيرها.

فحكاية المواطن الشاب محمد خليف ( 30 عاماً) ليست كأي حكاية، فقد شاء القدر أن يجعله يعاني أولاً من الفقر الذي يشكوا منه معظم مواطني غزي، ومن ثم ابتلاه الله بالأمراض التي تعصف بأطفاله حين ولادتهم، ليتوفى بعضهم في مهده، لكن.. تبقى كلمة "الحمدلله" على لسان هذا الشاب الذي يعيل طفليه "حمدي" الذي لم يكمل ربيعه السابع، و"ريتال" ابنة الثلاثة أعوام، إلى جانب زوجته.

مرض مجهول

في غرفة صغيرة مقابل منزل والده ببيت لاهيا شمال قطاع غزة، يعيش خليف وأطفاله، ليكون بجانب أهله، كي يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم، بحسب ما قاله لمراسل "شمس نيوز" الذي زار تلك الغرفة المكسوة بـ"الزينقو"، لا تحميه حرارة الصيف ولا أمطار الشتاء.

ويوضح أن زوجته حينما تلد، مرة يخرج الطفل سليما دون أمراض، والمرة التي بعدها يولد له طفل بمرض لا يعلمه الأطباء فيموت بعد أيام قليلة من ولادته".

ويضيف قائلاً: الحمدلله على ما ابتلانا به، فهذا ما كتبه لنا، لكن أريد أن أعرف المشاكل التي أعاني منها وأريد تحليلاً وتشخيصاً لي ولزوجتي حتى نعرف أين تكمن المشكلة".

فبعد زواجه من شريكة حياته وأم أطفاله بأشهر معدودة أنجبت زوجته طفله الأول "شهاب" مطلع شهر فبراير 2008، ليتوفى بعد عشرين يوما من الولادة، في حضانة الأطفال بمستشفى النصر، ووقتها قال الأطباء إن الطفل يعاني من ثقب في القلب ومضاعفات أخرى، ولم تفلح مساعي الوالدين في علاجه بالخارج جراء الحصر الإسرائيلي.

ويتابع المواطن محمد خليف: عندما وُلد ابني شهاب رحمه الله، اكتشف الأطباء بأن لديه تسمم في الدم وعدم اكتمال الرئتين والعديد من الأمراض الأخرى، وبعدها بأيام توفى".

ليوضح بابتسامة تسللت على وجهه، بأن ابنه الثاني الذي وُلد بعد عام ونصف من وفاة الأول وسماه "حمدي" قد خرج من أحشاء والدته يعاني من مرض في قدميه "ضيق بالحوض" جعله عاجزاً عن المشي. واستدرك بالقول: لكن بعد علاج مكثف له أصبح الآن أفضل بكثير، وها هو الآن بالصف الأول الابتدائي ويذهب إلى المدرسة وهو من الطلبة المتفوقين".


يأس وإحباط

واشار خليف إلى أنه عندما علم بأن زوجته حامل بعد عامين من ولادة "حمدي"، ظل طوال التسعة أشهر  يدعو الله أن يخرج طفله سالما "لكن توفى قبل أن يأتي للحياة وهو في أيامه الأخيرة قبل ولادته"، منوهاً إلى أن زوجته شعرت باليأس والإحباط كثيراً في تلك الفترة.

وبعد أن رزقه الله بـابنته "ريتال" أنجنب الطفلتين التوأمتين "عائشة ومريم " لتتوفى الأولى بعد أيام من ولادتها، وترقد الأخيرة الآن في حضانة داخل مجمع الشفاء الطبي، تعيش على التنفس الاصطناعي ينتظر وفاتها في أي لحظة كما توقع الأطباء.

سداً منيعاً

محمد خليف وزوجته بحاجة ماسة لمعرفة ماهية المرض أو المشكلة التي تولد مع أطفالهم، وحتى الآن لا يعلم أي طبيب في غزة طبيعة هذا الداء، وطالبوه بأن يغادر غزة إلى مصر أو الأردن أو حتى إلى مستشفيات الداخل المحتل، لكن إغلاق معبر رفح يقف سداً منيعاً في وجهه، ناهيك عن رفض الاحتلال الإسرائيلي مراراً وتكراراً، أن يجري فحوصات ويعالج في المستشفيات "الإسرائيلية" أو حتى بالضفة الغربية.

ولم يقف هذا الشاب الصابر المحتسب أمره إلى الله مكتوف الأيدي، فلم يترك باب مسؤول إلا وطرقه، لمساعدته ولو بالقليل، سواء بشيء مادي أو معنوي أو تسهيل إجراءات سفره، لكن لا يوجد له "واسطة"، بحسب وصفه، " فأبي ليس وزيراً ولا مسؤولاً في حكومة رام الله أو غزة"، على حد تعبير خليف.

وفي نهاية حديثه، ناشد المواطن خليف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" ود. رامي الحمدالله رئيس الوزراء والمسؤولين عن قطاع غزة، بأن ينظروا إلى وضعه المأساوي ويساعدوه في تجهيز الأوراق الخاصة "التحويلة"؛ من أجل معرفة سبب المشكلة التي يعاني منها طيلة تسع سنوات.

 

اخبار ذات صلة