غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: مصالح دولية وإقليمية وراء تحريك ملف المصالحة.. ومصر تراقب من بعيد

شمس نيوز/عبدالله مغاري

تعاد الكرة ويجتمع طرفا الانقسام الفلسطيني من جديد, وعيون الفلسطينيين لا تنتظر منهم سوى رؤية ما يكتب على الورق واقعا, متمسكين بأي دولة عربية تضمن المتخاصمين وتدعمهم ماليا وسياسيا, في سبيل الخروج من وحل الانقسام, هذا ما يريده الفلسطيني من العرب فقط.

ولكن السؤال الذي بدأ يتربع على قمة التساؤلات الفلسطينية في هذا الوقت, والشرق الأوسط أمام مرحلة جديدة, تعاد فيها صياغة الأنظمة والتحالفات الدولية, هو ماذا يريد العالم والعرب من الفلسطينيين؟ وكيف سيستفاد منهم في الموازين الجديدة؟ وهل يراد لعربة المصالحة التوقف أم السير؟.

 اجتمعت تركيا وقطر على دعوة المنقسمين للتحاور في الدوحة,لاستكمال تطبيق اتفاقات المصالحة، دعوة جاءت بعد غياب الدور القطري منذ فشل جهوده عام 2012, وبعد فقد الفلسطينيين الأمل من الدور المصري وبالتزامن أيضا مع انتفاضة القدس التي يرى فيها الفلسطينيون الخلاص من الاحتلال وتبعاته.

علامات استفهام تدور حول مراد الدوحة واختيارها لهذا التوقيت, واستعدادها الآن لدعم السلطة وحل قضية موظفي غزة, التي تراكمت منذ سنوات دون أن تتطلع لها قطر والتي يسيطر الخلاف على علاقاتها مع مصر الراعي الرئيسي للمصالحة الفلسطينية, القاهرة التي لم يخرج منها أي موقف رسمي تجاه لقاءات الدوحة, فماذا تريد الدوحة ولماذا الصمت المصري؟

مراقبون رأوا في أحاديث لـ"شمس نيوز" أن أطراف إقليمية عديدة , ترغب في دفع المصالحة الفلسطينية هذه المرة, في سياق محاولاتها لتحريك بعض الملفات التي تحسن من علاقات بعض الدول, سواء مع بعضها البعض أو حتى مع إسرائيل, فيما مصر تراقب ما يجري من بعيد.

تمهيد الطريق

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، يرى أن تركيا تعتقد أن المصالحة الفلسطينية في هذا التوقيت, تحل عقدة الخلاف بينها وبين إسرائيل في رفع الحصار عن غزة, والذي هو الشرط التركي مقابل إعادة العلاقات بين الطرفين.

وقال عطا الله لـ"شس نيوز": ليست هذه المرة الأولى التي تدخل فيها قطر على خط جهود المصالحة, هذه المرة هناك دور تركي ربما هو الذي أوعز أو تعاون مع قطر, لأن تركيا قيدت اتفاقها مع إسرائيل برفع الحصار عن غزة، وتركيا أضعف من إسرائيل، لذلك لا يمكن أن تشترط, ما جعلها تعتقد أنه يمكن رفع الحصار من خلال المصالحة، وبالتالي تمهد الطريق أمام اتفاقها مع إسرائيل".

هذا ما لم يستبعده الكاتب المصري محمد عرفة الذي رأى أن كل الاحتمالات واردة في العملية السياسة, لافتا إلى أن هناك ضغوطا سعودية على تركيا ومصر لتحريك بعض القضايا وأن المصلحة السعودية تقتضي توحيد القوة بين مصر وتركيا في إطار (التحالف الإسلامي).

وقال عرفة لـ"شمس نيوز": هناك ضغوط سعودية على الطرفين، مصر وتركيا، لحلحلة بعض الملفات، وهذا الأمر مرتبط بالعلاقات التركية الإسرائيلية من جهة, والعلاقات التركية المصرية من جهة أخرى, قد يكون من مصلحة إسرائيل حل الخلاف مع تركيا, ولكن أعتقد لو تمت مصالحة بين فتح وحماس, فإنه من الصعب أن تكون العلاقة جيدة بين اردوغان والسيسي".

نتائج سلبية

عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا عبّر عن تخوف جبهته من أن تؤدي حوارات الدوحة بين طرفي الانقسام الفلسطيني إلى نتائج سلبية, بسبب دخول قطر على خط جهود المصالحة.

وقال مهنا  لـ"شمس نيوز": هناك لقاءات بين حركتي فتح وحماس في تركيا وقطر، نتمنى أن تنجح هذه الجهود, ولكن بعد تجربة طويلة وإدراكنا بأن الدوحة لا يمكن أن تكون عنوانا لإنهاء الانقسام, نتخوف من أن تؤدي الحوارات إلى نتائج سلبية".

تراقب من بعيد

واستبعد عطا الله أن يكون لمصر دور في محادثات الدوحة, منوها إلى أن مصر تعتبر ملفات المصالحة والتسوية والتهدئة خاصة بها, ولا يحق لأحد التدخل بها دون الرجوع إلى القاهرة.

ولفت الكاتب عطا الله إلى أن قطر كباقي الدول تسعى لصناعة إنجازات لوحدها, وأنه في حال كان هناك دور مصري لظهر ولا داعي لإخفائه, مشيرا إلى أن القاهرة تراقب ما يجري من بعيد وأن صمت مصر يعبر عن شعورها بأن الأمور تسير من خلفها. وأضاف: مصر تراقب من بعيد، لا يمكن أن تعترض".

ويتفق الكاتب المصري عرفة مع عطا الله على عدم تقبل مصر للدور القطري في المصالحة، معربا عن اعتقاده أن أن قطر تحاول الحصول على مكاسب من لعب دور في المصالحة الفلسطينية, وأن أي مكاسب ستحاول تحقيقها الدوحة ستكون لصالح حماس والإخوان "وهذا ما يتعارض مع المصلحة المصرية القاضية بإضعاف حماس".

القاهرة تؤيد

فيما توقع الكاتب والمحلل السياسي المصري أشرف أبو الهول، أن تؤيد القاهرة وتدعم أي اتفاق فلسطيني يوقع في أي عاصمة ودولة عربية أو أجنبية لإنهاء الانقسام الداخلي.

وقال أبو الهول لـ"شمس نيوز": ما سيتم الاتفاق عليه بين الطرفين ستؤيده مصر، المهم أن تكون هناك موافقة من الطرفين وليس من طرف واحد, وما سيتم الاتفاق عليه بشأن معبر رفح أو أي شكل من أشكال التعاون مع مصر سيتم تقديمها، المهم أن يتوافق الطرفان" في إشارة إلى فتح وحماس.