قائمة الموقع

خبر تحليل: لقاءات الدوحة ترسيخ لسياسة الفشل

2016-02-10T06:59:15+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

"صفر كبير".. نتيجة حوارات فتح وحماس بالرعاية القطرية الجديدة، والبيان الختامي جاء لإخفاء الفشل والخلاف الذي انفجر بسبب برنامج وشكل حكومة الوحدة.. هذا ما كشفت عنه صحيفة "الرأي اليوم" اللندنية في تقرير لها يوم أمس الثلاثاء، حيث لم يتم إنجاز أي تقدم يذكر على صعيد الملفات المعقدة التي كانت ولا تزال تمنع تطبيق كامل للاتفاق، على مدار الأيام الثلاثة الماضية التي انطلقت فيها لقاءات المصالحة الفلسطينية بين الحركتين في الدوحة.

فبعد كل التصريحات التي خرجت من قيادة الحركتين قبيل اللقاء الأخير الذي جمع وفدي الحركتين في العاصمة القطرية، والتي أعربت عن تفاؤل من التفاهم حول آليات الاتفاق والبدء بتطبيقه على أرض الواقع، إلا أن المشاورات التي تدور فيما بينهما من وراء الكواليس كانت عكس ذلك تماما، بحسب أحد المسؤولين في حركة فتح، الذي أكد لـ “رأي اليوم”، أنه بناء على المتابعة مع وفد الحركة الذي عقد اللقاءات في قطر وردت معلومات منذ اليوم الأول، أظهرت تعقيدات واستفسارات وضعت من قبل حماس، كانت لا تبشر بخير ولا تنم عن قرب التوصل لاتفاق".

فشل ذريع

محللان سياسيان تحدثا لـ"شمس نيوز" اليوم الأربعاء، اتفقا على أن لقاءات الدوحة فشلت فشلاً ذريعاً في التوصل لأي تفاهمات بين "فتح وحماس"، وأعربا عن اعتقادهما أن الوفدين سيعودان بـ"خفي حنين"، حسب تعبير كل منهما.

واجتمع وفد حركة فتح برئاسة عزام الأحمد وصخر بسيسو، مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. موسى أبو مرزوق في العاصمة القطرية الدوحة، مساء الأحد الماضي.

حيث أكد القيادي في حماس، مشير المصري لـ"شمس نيوز"، على أن حركته معنية بنجاح جهود المصالحة ومستعدة لتذليل أي عقبات في طريقها، مستدركاً: لكننا نتمنى أن نجد ذات الروح الإيجابية لدى حركة فتح".

ليشير في ذات السياق، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي في حديثه السابق لـ"شمس نيوز" إلى أن الخطوة التي أقدمت عليها الحركتان في الدوحة سيكون لها نتائج ملموسة، باعتبار أن الحلقة تضيق على الفريقين، موضحاً أن هناك قناعات لدى حماس وفتح بضرورة إنهاء الانقسام.

لقاء تجميلي

المحلل السياسي، أكرم عطا الله أكد أن فشل لقاءات الدوحة كان متوقعاً مسبقاً، لأنه -بحسب وجهة نظره- "كان ينبغي التحضير للقاءات بشكل مختلف، فيما لو أرادت الأطراف اتفاق مصالحة حقيقي".

ووصف عطا الله الذي تحدث لـ"شمس نيوز"، البيان الذي صدر عقب اللقاء الأخير بين الحركتين بـ"اللقاء التجميلي" للفشل، مبينا أن الأزمة بين فتح وحماس "أزمة سياسية برنامجية".

وقال: في كل مرة يذهب الطرفان، فيتفقان على قضايا لها علاقة بالإدارة وليس بالسياسة، وعندما يتفقا عند الإدارة يختلفان بالسياسة"، منوهاً إلى أن الأزمة هي "أزمة برنامج بين الحركتين، فبرنامج السلطة يناقض تماماً برنامج حماس بكل التفاصيل"، بحسب تعبير عطالله.

وأضاف: السلطة لها التزاماتها وهويتها وشخصيتها، وحركة حماس منافية تماماً لكل ذلك، ومن الطبيعي أن لا يكون هناك اتفاق بين الجانبين"، معرباً عن دهشته واستغرابه للتصريحات التفاؤلية التي كانت تخرج من أصحاب الشأن، حيث اعتبرها "جرعات إحباط" يتلقاها الشعب الفلسطيني مرة ومرات عدة.

ضحية الخداع

ويرى المحلل السياسي، أن المواطن الفلسطيني ضحية الخداع في كل مرة يعلن فيها الطرفان عن التقائهما للمصالحة، مضيفا: في كل مرة الفصائل نفسها هي من يصنع الأزمة ويبث أجواء التفاؤل، بما يجعل الشعب يحلق قليلاً في الأحلام ثم يرتطم بالأرض بعد وضوح النتائج".

وأردف عطالله قائلاً: كل حركة سواء فتح أو حماس، تريد أن تشطب الأخرى، ومفهومها للمصالحة هو أن يستسلم الآخر ويأتي لبرنامجه، وتعتقد أن برنامجها هو البرنامج الذي يستطيع أن يحقق الاستقلال، وعلى الآخر أن يرفع رايته البيضاء"، موضحاً أن ما حدث في الدوحة جزء من لعبة العلاقات العامة وإلقاء الكرة في ملعب الآخر، "وأشك حتى أن يعودوا بخفي حنين"، حسب تعبيره.

وكانت قناة "الجزيرة" القطرية، قد أعلنت مساء يوم الاثنين الماضي، بأنه جرى التوصل إلى "تصور عملي" للمصالحة بين وفدي فتح وحماس برعاية قطرية في الدوحة.

رفع العتب

في ذات السياق، قال المحلل السياسي، أحمد رفيق عوض إن اللقاءات بالدوحة جاءت على سبيل رفع العتب، وحتى لا يُتهم أحد الفريقين أنه أفشل المفاوضات"، لافتاً إلى أن الدوحة لم تكن العاصمة المؤهلة لإدارة مفاوضات من هذا النوع "فرغم تأثيرها الاقتصادي إلا أنها لا تستطيع فرض أجندات سياسية" بحسب تعبيره.

 وأضاف عوض لـ"شمس نيوز": لم يتغير هناك شيء على الأرض كي يكون مصالحة"، منوهاً إلى أن المصالحة لم تعد قرارا فلسطينيا أصلاً.

وتابع بالقول: رغم أن المصالحة أمر داخلي، لكنها لم تعد قرارا فلسطينيا، بل صارت قرارا إقليميا"، مشدداً على أن الجمهور الفلسطيني أحد أسباب الإخفاق في تحقيق المصالحة.

وأشار عوض إلى أن الشعب الفلسطيني لم يضغط بما فيه الكفاية، ولم يكن حاضراً بمعنى أنه يريد إنهاء الانقسام، " ولم تعد المصالحة بالنسبة له ثقافة أو ممارسة يومية يبحث عن تحقيقها"، موضحاً أنه ترك الأمر للنخب السياسية وبالأخص للحركتين فتح وحماس.

وبحسب المحلل السياسي، فإن الفصائل الأخرى وحماس ترضى بالمحاصصة سواء في غزة أو رام الله، لذلك لا تضغط بشكل قوي على حماس وفتح من أجل إنهاء الانقسام، مبيّناً أنها "لم تجعل نفسها جسرا أو أداة للتفاوض، لأن الفصائل غير فتح وحماس ضعيفة على مستوى الجمهور وعلى مستوى الإقليم، وبالتالي فقدت تأثيرها".

وبحسب مصادر صحفية فإنه تم التوافق على تسليم إدارة معبر رفح إلى حرس الرئاسة، مع بقاء الموظفين الحاليين العاملين في المعبر على حالهم.

كما اتفق الطرفان على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تعمل على الإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية، وعقد المجلس الوطني والتحضير لإجراء الانتخابات فيه بعد موافقة حماس على المشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية.

وقرر الطرفان تطبيق ما جاء في اتفاق القاهرة فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية، بحيث يتم تشكيل لجنة أمنية عليا والطلب من جامعة الدول العربية العمل على تشكيل هذه اللجنة والبدء بمهامها فورًا.

 

اخبار ذات صلة