شمس نيوز/دمشق
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، تفاصيل أكبر كمين تعرضت له قوات الأسد في غوطة دمشق الأحد الماضي، على يد جيش الإسلام، الذي خسر خلاله 180 عنصرا وضابطا من قواته.
وقال المرصد، مقره لندن، في بيان إنه تمكن من توثيق مقتل 76 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في محيط منطقة تل صوان الواقعة بين منطقتي عدرا ودوما بغوطة دمشق الشرقية، فجر الـ 7 من شباط / فبراير الجاري، فيما لا يزال مصير أكثر من 100 عنصر وضابط آخرين مجهولا.
وكشف المرصد عبر مصادره حقيقة ما جرى في ذلك اليوم، وقال إن 45 عنصرا من قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها، قضوا خلال وقوعهم في كمين لجيش الإسلام بمحيط منطقة تل صوان، حيث استهدفهم خلال محاولتهم التسلل إلى منطقة آمنة خارج موقع الكمين، وقام بإطلاق النار عليهم برشاشات متوسطة وخفيفة، فيما قتل الـ 31 الآخرين، جراء وقوعهم في أشراك وحقول ألغام قسم كبير منها ممن زرعتها قوات النظام في وقت سابق بمحيط منطقة تل صوان، بينما لا يزال مجهولا حتى اللحظة مصير أكثر من 100 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن تقدموا إلى المنطقة.
وأكد المرصد أن القائد العسكري للمنطقة اللواء علي عباس، أمر عناصره بالتحرك نحو محيط منطقة تل صوان، بغية التقدم فيها والسيطرة على نحو 2 كلم تفصل بينها وبين اللواء 39 المعروف بفوج الكيمياء بمنطقة عدرا في الغوطة الشرقية، إلا أن بعض الضباط والعناصر العارفين بطبيعة المنطقة ووجود أشراك وألغام فيها، اعترضوا على الأوامر وأوضحوا للواء عباس المخاطر التي ستنجم عن تقدمهم نحو منطقة تل صوان، فما كان من اللواء إلا أن هددهم بتوجيه تهمة “مخالفة الأوامر العسكرية” إليهم، فانصاع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها للأوامر. وتابع المرصد روايته وقال "توجهت أول دفعة نحو محيط منطقة تل صوان، ووقعت في كمين قتل فيه 45 منهم على الأقل، وخلال توجه المجموعات التالية، وقع 31 منهم في أشراك وألغام نجم عن انفجارها مقتل جميع العناصر، فيما بقيت مجموعات مؤلفة من نحو 100 عنصر، مجهولة المصير، دون أن تقوم سلطات النظام بتحريك قواتها لإنقاذهم أو أن تقوم الطائرات الحربية السورية والروسية باستهداف محيط المنطقة التي يوجد فيها العناصر، على الرغم من المناشدات المتكررة من الجنود المحاصرين، بضرورة إنقاذهم، لكن ضباطا آخرين رفضوا إقحام عناصرهم في موت محتم".
وأكد المرصد أن قرى جبال العلويين في ريف اللاذقية ومصياف والقدموس وقراهما، لا تزال تشهد توترا واستياء كبيرين، وغضبا عارما، وسط مطالبات ملحَّة بإعدام اللواء علي عباس لتسببه في مقتل وفقدان نحو 180 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، الذين ينحدر غالبيتهم من قرى الساحل السوري.
ونقل المرصد عن مصادر وصفها بالموثوقة أن توجيهات من قيادة قوات النظام صدرت بـ "عدم تهويل الأمر وتداوله على وسائل الإعلام؛ احتراما لوفاة والدة الرئيس بشار الأسد وحزن الرئيس عليها".
وكان جيش الإسلام، أحد أكبر الفصائل المعارضة المسلحة، بث شريط فيديو يظهر حصد جنود لمجموعة كبيرة من جيش النظام، قال إن قتلهم تمّ في منطقتي تل الصوان، وتل كردي بريف دمشق.
وأوضح "جيش الإسلام" خلال فيديو مرفق معه بيان رسمي، أن قوات النظام تقدمت من اللواء 39 (الكيمياء) تجاه المنطقتين المذكورتين صباح أمس الأحد، مدعومة ببعض الآليات العسكرية تحت غطاء من سلاح المدفعية الثقيلة.