شمس نيوز / صلاح سكيك
لأول مرة على مر التاريخ، تجمع اليوم الأربعاء مباراة ودية المنتخبين الشقيقين الجزائري والفلسطيني على أرضية ملعب الخامس من جويلية الأولمبي، حيث ينتظرها الشعبين بفارغ الصبر لأنها ليست مجرد مباراة ودية، بل يعتبرونها عرسا كرويا تاريخيا نظراً لحالة العشق المتبادلة بينهما.
ما أعلنت وسائل الإعلام عن مباراة بين المنتخبين إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي قد قلبت رأساً على عقب، تعقيباً على الحدث الرياضي الذي يعتبره الفلسطينيين والجزائريين الأهم بتاريخ حياتهم الكروية.
التعليقات قد بدأت بينهما على أن كل شعب سيجشع الفريق الخصم، فالجزائريون قد علقوا على تشجيعهم للمنتخب الفلسطيني، والفلسطينيين سيهتفون مشجعين لبلد المليون شهيد، وكل منهما يدعوا أن يفوز الفريق الذي سيشجعونه.
الصحافية الجزائرية في القسم الدولي "فاطمة حمدي"، قالت في هذا السياق: أنه بالنسبة للجزائر وأيضا فلسطين، لن ينقسم المشجعين إلى فريقين اليوم، وعلى غير العادة سيناصر الجزائري الفريق الذي سيلعب ضد بلاده، لأول مرة في التاريخ، وسترفع في المدرجات أعلاما غير العلم الجزائري .
وأضافت حمدي لـ "شمس نيوز": رغم المستوى الجيد للفريق الفلسطيني وأيضا الجزائري إلا أن كل المعطيات تشير إلى أننا أمام مباراة حماسية بروح رياضية"، مبينة أن التاريخ الكروي لم يشهده مثل هذه المباراة، "وباختصار إنه يوم الفرح والسرور للعالم كله وسنتمتع بمباراة جيدة تجمع بين المعشوقين"، بحسب تعبيرها.
واستمرت: ليس المهم أن تلعب فلسطين في الجزائر، ولكن الحكمة في أن تلعب الجزائر في فلسطين".
تبادل للأدوار ..
نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا أوساما عديدة باسم المنتخبين، ظهرت خلالها مفارقات عجيبة، حيث قام أحد الفلسطينيين بنشر تدوينة صغيرة كتب فيها اليوم : انا مع منتخبي الجزائري لترد عليه فتاة جزائرية وانا اليوم مع فلسطين وسنهزمكم !
ليعلق شاب آخر كتب على صفحته: إن الدم الفلسطيني والجزائري سيختلطان اليوم على أرضية الملعب، وسنرى مباراة حماسية للغاية يمنع لأصحاب القلوب الضعيفة بمشاهدتها".
اختلط علينا الأمر ..
من جهة أخرى، أبدى بعض المناصرين عدم تمكنهم من اختيار أي فريق لتشجيعه، قائلين فقط إن المباراة سوف تكون رائعة، وهي عيد بالنسبة للشعبين وحلم تحقق على أرض المليون ونصف مليون شهيد .
المعلق الرياضي الجزائري الشهير "حفيظ دراجي" كتب مقالا كاملا تحدث فيه عن المباراة، قائلاً "جزائريو فلسطين الممثلون في منتخب الكرة، سيجدون أنفسهم على أرض الجزائر الفلسطينية، وسيعيشون أجواء لم تخطر على بالهم، ولم يألفوها في أي مكان في العالم، لتكون وقودا لهم في مواصلة طريق الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وضد التواطؤ العربي الرسمي وليس الشعبي، لأن الشعوب العربية تحمل بدورها الكثير من مشاعر الدعم والتقدير لشعبنا الصامد في فلسطين".
واتبع ذلك بتدوينه عبر صفحته بموقع تويتر : " أن المنتخب الفلسطيني لكرة القدم سيستقبل غدا المنتخب الجزائري على أرض الجزائر في مباراة ودية تاريخية".
وأضاف دراجي " ولأول مرة سيقف الجزائريون ضد منتخب بلادهم في مباراة كروية يناصرون فيها منتخب بلد معزته تفوق معزة منتخب الجزائر."
يذكر أن العلاقة بين الشعبين تعتبر تاريخية ومتينة سواءا على المستوي الشعبي أو الرسمي، ويردد الفلسطينيون دائما المقولة الشهيرة التي أطلقها الرئيس الجزائري الراحل هواري بو مدين "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
