قائمة الموقع

خبر أسرة فقيرة بغزة تعرض طفلها للبيع!!

2016-02-18T11:11:51+02:00

شمس نيوز/ أحلام الفالح

في غرفة لا تتجاوز مساحتها الخمسة أمتار، نوافذها مكسوة بالنايلون رخيص الثمن، بدلا من الزجاج، البرد يقرص أجسادهم المنهكة جوعا وألما وحرمانا، ينام خمسة أطفال مع والديهم، في مشهد لا يعكس إلا جزءً من حياة بؤس يعيشها آلاف الغزيين في ظل استمرار واشتداد الحصار الإسرائيلي للقطاع الساحلي الضيق، ومنع كل مستلزمات استمرار الحياة عن أهله.

عائلة المواطنة (أم محمد.س) التي تسكن شرق مدينة غزة، ورفضت أن نكتب اسمها كاملا، تفتقر للمأوى الذي يعتبر من أبسط حقوق الإنسان، فهم يعيشون في حاصل بالإيجار، يتكون من غرفة نوم وصالة صغيرة، يقع في ركن منها شيء يشبه المطبخ، الذي هم في الأصل لا حاجة لهم فيه، لعدم وجود ما يُطبخ.

يجتمع الفقر والمرض ليحولا حياة العائلة إلى كابوس لا تستطيع النجاة منه بأي حال، فأبو محمد كان يعمل نجارا بإيجار 600 شيكل شهرياً، قبل تعرضه لحادثة عمل أدت لبتر بعض أصابع يديه، ليصبح غير قادر على التحكم في عمله بالشكل المطلوب، الأمر الذي أدى إلى توقفه عن العمل.

أم محمد تروي لـ"شمس نيوز" ظروف عائلتها التي تعاني من فقر مدقع، حيث تعيل خمسة من الأطفال أكبرهم يبلغ من العمر 12 عاما، وزوجها غير قادر على توفير احتياجاتهم بسبب إصابته، خاصة أنهم يسكنون بالإيجار منذ ست سنوات، وكل بيت يعيشون فيه بضعة أشهر ثم يطردهم المالك منه لعدم قدرتهم على سداد الإيجار.

وقالت: وجدنا بيتا العام الماضي للإيجار بمبلغ 600 شيكل، أقمنا فيه لمدة 3 أشهر، في كل شهر يأتي المالك ليطلب المال، ونحن لا نملك المال، وفي النهاية قال لنا إنه يملك حاصلا ثمن إيجاره أقل من ثمن الشقة، انتقلنا إلى الحاصل، وبحمدالله صاحب البيت يسامحنا مرات كثيرة".

الديون تتراكم

حال أم محمد كحال الكثيرين من أبناء غزة، تلاحقهم الديون، ويطالبهم أصحاب البيوت التي كانوا يسكنون فيها سابقا بدفع الإيجارات المتراكمة عليهم، وهم لا يمكنهم دفع شيء "نحن نشعر بالإحراج لكثرة من يطالبوننا بالديون". بحسب تعبيرها.

وأردفت تقول: عندي طفلان في الروضة، وبعث الله لنا شخصا تكفل بدفع تكاليف الروضة، لثلاثة أشهر، ثم توقف عن ذلك، ليتراكم علينا مبلغ 500 شيكل حتى اليوم، وتنضم الروضة إلى قائمة أصحاب الديون، لا أستطيع توفير المال لأحد، ولا أعلم ماذا أفعل، حاولت الانضمام للشؤون الاجتماعية ولكن تم رفضي".

دقة وزعتر

وقالت "أم محمد" إنها لا تملك في منزلها أي صنف من أصناف الطعام، موضحة أنه عندما يحين وقت وجبة الغداء، يرسل لهم بعض الجيران طعاما مما فاض عندهم، وآخرون يبعثون لهم بعض الدقة والزعتر".

واستطردت بالقول: آخر مرة طهوت فيها طعاما لأبنائي في البيت، كانت مع نهاية شهر رمضان الماضي.. لكن رغم ذلك أنا على يقين أن أحدا لا يموت من الجوع".

أم محمد كانت قد عرضت عبر الإعلام أحد أبنائها للبيع، لتنفق من ثمنه على بقية إخوته،  وبررت ذلك بالقول: فعلت هذا من حرقة قلبي على حياة أطفالي الصعبة، لأنهم يتمنون حياة كريمة، وأنا لا أستطيع توفيرها لهم".

"كابونة مساعدات واحدة من الأونروا كل ستين يوما" كل ما تحصل عليه هذه العائلة، تحتوي ثلاثة أكياس طحين، تبيع الأم واحدا منها، لشراء علاج في حال مرض أحد أبنائها، وأحيانا تبيع بعض ما في هذه الكابونة، كزيت القلي واللحمة والأرز، لتوفير احتياجات أكثر إلحاحا لأطفالها، ليقتصر طعامهم طوال الشهر على الدقة والزعتر.

وللشتاء قصة أخرى مع العائلة المكلومة، فشبابيك البيت مكسوة بالنايلون الذي لا يقي من البرد القارص، لتؤكد أم محمد أن هذا الأمر ورّث ثلاثة من أطفالها حساسية حادة في صدورهم.

ليس هذا وحسب، فأحد أطفالها مصاب بنوبة عصبية تحدث له تشنجات، وآخر يحتاج لعملية جراحية في إحدى عينيه.. وسوء الحال لا يسعفهم".

تقول الأم: أطفالي يعانون من مشاكل نفسية بسبب كثرة تنقلنا من منزل إلى منزل، خاصة بعد تعودهم على مدارس ومعلمات وزملاء، في كل مرة، لا يتلبثون كثيرا حتى يجدوا أنفسهم في حال مختلف، الأمر الذي أدى إلى تدهور التحصيل العلمي لديهم".

وطالبت أم محمد الحكومة بتوفير أبسط الحقوق لأطفالها، وتوفير فرصة عمل لزوجها "أريد منزلاً لأطفالي، لتتوقف فاتورة الإيجارات، ونقف عن التنقل، وتستقر حياتنا ونشعر بالأمان" بحسب تعبيرها.

الشؤون الاجتماعية

"شمس نيوز" رفعت شكاوى هذه العائلة إلى وزارة الشئون الاجتماعية بغزة، ليؤكد وكيل الوزارة يوسف إبراهيم، أن كل من يريد الحصول على مساعدة من وزارته، عليه تقديم أوراق ثبوتية لحالته، وبرهنة عدم قدرته على توفير الطعام أو أنه مصاب بمرض يجعله عاجزا عن العمل، ليتم رفع الحالة إلى الباحث الاجتماعي الذي يقوم بدوره بالتأكد من صحة المعلومات المقدمة للوزارة، وأخيراً تصل لجنة لدراسة الحالة وفق المعايير والشروط المعمول بها.

وقال إبراهيم إن "الوزارة لديها خمس مديريات لاستقبال المواطنين في قطاع غزة، كل حسب مكان سكنه، وتهدف لتحسين المستوى المعيشي للفئات المهمشة، ودعم استقرار الأسرة وتماسكها، وتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية بأفضل مستوى".

وعند سؤاله عن حالة "أم محمد" التي تقدمت لوزارة الشؤون بطلب لمساعدتها تم رفضه بحجة أن زوجها غير مصاب بالأمراض التي تحددها الوزارة لاستحقاق المساعدة كالسرطان والقلب والشلل، أجاب أن حالتها لا تقع ضمن اختصاص وزارة الشؤون، بل على عاتق وزارة العمل المخولة بتوفير فرصة عمل لزوجها.

 

اخبار ذات صلة