كشفت صحيفة "ساوث فرونت" الأمريكية أن 100 ألف جندي تركي يستعدون للتدخل البري في سوريا، وسط الاستعدادات الحربية والخطط العسكرية التي تعدها تركيا.
وذكرت الصحيفة في أحدث تحليل عسكري ودراسة عن استعدادات تركيا العسكرية لعملية محتملة في سوريا أن التصريحات الأخيرة لأنقرة تضمنت تلميحًا إلى نواياها بالاستعداد للتدخل العسكري في سوريا الذي تدعمها فيه السعودية، وذلك حتى تستعيد الاستقرار الغائب عن سوريا، واستعادة الأمن العام الداخلي بتركيا أيضًا بعد سلسلة من التفجيرات شهدتها أنقرة واسطنبول.
ويشير التقرير إلى أن الأنباء تفيد بأن تركيا نشرت الجيش الثاني التركي الذي يتكون من 100 ألف جندي على الأقل على الحدود الجنوبية السورية، وهذا الجيش سيكون نواة أي تدخل عسكري، كما سيكون مسؤولًا أيضًا عن الدفاع عن جنوب غربي تركيا.
وبحسب التقرير فإن مقر القيادة العسكرية للجيش التركي الثاني يقع في "مالاطيا" جنوبي تركيا، ويتكون من 3 ألوية هي "اللواء الرابع، اللواء السادس، اللواء السابع"، وعدد من الوحدات العسكرية.
وأوضح التقرير أن الأهداف الاستراتيجية التركية من التدخل العسكري في سوريا هي ضمان "منطقة آمنة" للمدنيين والفصائل المقاتلة في شمال سوريا، بالإضافة لمنع وحدات الحماية الكردية من توسع انتشارها غربًا، حيث تسعى أنقرة إلى منع قيام كيان كردي مستقل على حدودها الجنوبية يهدد أمنها القومي.
وتلفت الصحيفة إلى أنه مع تقدم ميليشيات وحدات الحماية الكردية في ريف حلب الشمالي بدعم جوي روسي هناك مؤشرات متزايدة على أن تركيا تستعد لتدخل بري في سوريا، فيتطلع الأتراك لإقامة ما يسمى بالمنطقة العازلة في سوريا، وتمتد على طول الحدود التركية السورية.
ويرى التقرير أن التكتيك العسكري المُحتمل للقوات التركية في حال التدخل في سوريا يتمثل في تقدم القوات على محور المنطقة الواقعة بين مدن أعزاز وجرابلس، وربما لن يتجاوز ذلك عمق 20 إلى 25 ميلًا داخل الأراضي السورية، أي ما يُعادل 30 إلى 40 كم.
وقوام تلك القوات يصل إلى نحو 15 إلى 20 ألف جندي ستكون لديهم القدرة على شنِّ هجوم سريع، خاصة أن تلك الوحدات مؤهلة للحركة، مرنة ومُكتفية ذاتياً، ولديها إمكانات هائلة من الناحية الهجومية، وعلى الأرجح سيتم إمدادهم بعناصر من لواء واحد آخر على الأقل.
كما سيكون بمقدور القوات تغطية من 20 إلى 25 ميلًا وإرساء قواعد عسكرية بسرعة، وسيحافظون على خطوط قصيرة للتواصل والإمداد، وسيتم تخصيص مروحيات لتوفير غطاء جوي للعملية العسكرية البرية. وبالتأكيد سيتبع أولى هجماتهم تقدمٌ لوحدات المشاة وحرس الحدود، لتأسيس وتوفير أمنٍ داخلي يمتد لفترة طويلة.
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو حذر الأيام الماضية ميليشيات وحدات الحماية الكردية من التقدم باتجاه مدينة أعزاز على الحدود التركية، وسط مؤشرات قوية على تدخل عسكري تركي بدعم سعودي، وبعض دول الخليج في إطار التحالف الدولي.