شمس نيوز/ عبدالله عبيد
يستمر الشباب الفلسطيني بالضفة الغربية المحتلة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والانتفاض ضد الظلم الواقع عليهم، من استيطان وسرقة للأراضي وقمع وحرق وإعدام بدم بارد، ليأخذوا من انتفاضة القدس بوابة للانطلاق نحو التعبير عن الحالة التي يمرون بها جراء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
فالشبان الفلسطينيون بالضفة الغربية والقدس خرجوا بصدور عارية في تلك الانتفاضة، التي أربكت حسابات قادة الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً بتنفيذهم عمليات الطعن والدهس خلال الشهور الأربعة المنصرمة، ليبرهنوا أنه لا خيار أمامهم سوى المقاومة لتحرير فلسطين.
رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، "غادي أيزنكوت" أكد أن الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية أخطر على إسرائيل من الجيوش العربية، منوهاً إلى أن موجة العمليات الفلسطينية تقلق إسرائيل، "ففي السابق كانت المواجهة مع منظمات مسلحة تنفذ عمليات محدودة بواسطة المتفجرات والأحزمة الناسفة، ولكن ما يحدث حاليا عمليات من أفراد وبوسائل متوفرة للجميع، فالسكين موجود في كل بيت" بحسب أيزنكوت.
واعتبر أيزنكوت، أن الهدف من هذه العمليات هو بث الخوف والتهديد في أوساط الجمهور الإسرائيلي، وأن النجاح الحقيقي لها يتمثل في منع الإسرائيليين من الحياة الطبيعية، مشيراً إلى أن الضفة الغربية فيها آلاف الجنود بين مليوني فلسطيني ومئات آلاف المستوطنين الإسرائيليين. وبيّن أن الجيش الإسرائيلي يعتبر العمل في مواجهة جيوش مثل الجيش السوري أو اللبناني أسهل من العمل في الضفة الغربية.
أساس الانتفاضة
الشاب "حسام خالد" (22 عاما) من مدينة جنين، يقول لـ"شمس نيوز": الشباب في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، هم أساس انتفاضة السكاكين، وانتفاض هؤلاء الشباب سببه الجرائم الإسرائيلية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: نحن مستعدون أن نقدم أكثر من أجل قدسنا الشريف، حتى تتحرر من دنس المحتل الذي طغى وتكبر"، معرباً عن أمله أن تنضم الشعوب العربية والإسلامية إلى الفلسطينيين؛ لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
الشاب حذيفة القاضي (27 عاما) من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أوضح أن العمليات الفدائية التي ينفذها الشبان الفلسطينيون في القدس والداخل المحتل والضفة، أربكت حسابات قادة الاحتلال.
واعتبر القاضي خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن انسداد الأفق في وجه الشبان كالانقسام الفلسطيني وما نتج عنه من آثار سلبية، بالإضافة إلى ازدياد البطالة وانتشار الفقر، والانتهاكات الإسرائيلية بحقهم كالاعتقال والقتل والإعدام بدم بارد، هو من دفعهم لتنفيذ مثل هذه العمليات.
ورجح ازدياد الهجمات ضد الإسرائيليين في الأيام القادمة.
وأشارت صحيفة "معاريف" العبرية، إلى وقوع أكثر من 170 عملية فلسطينية خلال الشهور الأخيرة، وأنه لم يكن أمام الجنود سوى ثوان معدودة لاتخاذ الإجراء المناسب.
وكان مجلس وزراء الاحتلال المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، اتخذ قرارات عدة منها تجنيد جنود للعمل إلى جانب شرطة الاحتلال، وهدم منازل منفذي العمليات الفدائية، وسحب هويات عائلاتهم، وحصار أحياء فلسطينية في شرقي القدس.
فهموا الرسالة
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الأسير المحرر خضر عدنان، أكد في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن الشباب الفلسطيني المنتفض في الضفة والقدس وأراضي الـ48، يؤمنون بحتمية زوال الاحتلال الإسرائيلي، ورجوع الحق لأهله وأصحابه.
وعدّ عدنان عقلية الشباب وإيمانهم بزوال الاحتلال، دافعا كبيرا لتحرير الأرض والمقدسات، مشدداً على أن استمرار الانتفاضة الثالثة هدفه المطالبة بحقوقنا الشرعية، بحسب تعبيره.
وأضاف: هؤلاء الشباب فهموا الرسالة جيداً، فالاحتلال يكثف استيطانه، ويدمر ويعتقل ويقتل، لذلك ردوا على هذه الجرائم بطريقتهم الخاصة، وهي المقاومة بالسكين والحجر والدهس".
وتمنى القيادي في الجهاد الإسلامي، أن تقف الجيوش العربية والإسلامية بجانب الشبان الفلسطينيين لدعم قضيتهم العادلة".
وكان مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت "أليئور ليفي" قال إن العمليات الفلسطينية تتجه لتطور نوعي مقلق خاصة في ظل لجوء بعض الشباب لاستخدام أسلحة أوتوماتيكية وفي مناطق تتركز فيها قوات الأمن الإسرائيلية مثل مدن القدس والخليل وجنين، مضيفا: هذا يطرح سؤالا عن سبب إصرار الفلسطينيين على تنفيذ هذه العمليات رغم أن معظمها لا تسفر عن إصابات أو قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين، في حين قتل معظم منفذي العمليات".
ضحية للاحتلال
في ذات السياق، يرى المحلل السياسي، د. إياد البرغوثي أن ما يقوم به شباب الضفة الغربية والقدس، رد طبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن شبان الضفة ضحية لهذا الاحتلال.
وقال لـ"شمس نيوز": هم ضحية للجيش الإسرائيلي لأنهم يُعدمون بطريقة بشعة خارج إطار القانون ودون أي مبرر"، مشددا على ضرورة أن تُنهي إسرائيل احتلالها حتى يكف الشباب عن تنفيذ هجماتهم.
وأضاف البرغوثي: الشباب الفلسطيني سدت في وجوههم الآفاق، فليس أمامهم سوى خيار المقاومة والعمل المقاوم من أجل الانتفاض في وجه المحتل، وهذا ما حصل فعلاً خلال الانتفاضة، فهم قدموا أرواحهم رخيصة من أجل القدس والأرض".
واشتعلت انتفاضة القدس في الثالث من أكتوبر عام 2015، تعبيراً عن رفض الشباب الفلسطينيين لسياسة الاحتلال الإسرائيلي، حيث بدأت بعملية الطعن وإطلاق النار التي نفذها الشهيد مهند حلبي بمدينة القدس.