قائمة الموقع

خبر باب العامود.. عنوان بارز في انتفاضة السكاكين

2016-02-22T08:55:19+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

جنود مدججون بالسلاح وأيديهم على الزناد.. وكاميرات مراقبة تحاصره من كل مكان، هو المشهد الأبرز عند باب العامود بمدينة القدس المحتلة، أحد بوابات المسجد الأقصى، حيث يستوقف الجنود الإسرائيليون، الداخلين والخارجين بطريقة استفزازية، ويقوم بتفتيشهم بصورة مذلة، الأمر الذي دفع كثيرا من الشبان إلى مهاجمة الجنود والمستوطنين قرب هذه البوابة، التي شهدت ارتقاء عشرة شهداء على أعتابها منذ انطلاق انتفاضة القدس في الثالث من أكتوبر 2015.

باب العامود أو ما عرف خلال انتفاضة القدس بـ"باب الشهداء"، أخذ اسمه من لون دماء الشهداء التي صبغت جدرانه وبلاطه، بعد أن تمردوا على الظلم واستلوا سكاكين المطبخ، ليضعوا حدا لأسطورة الجندي الذي لا يقهر.

الشهيد محمد أبو خلف (20 عاماً)، كان آخر شهيد ارتقى قرب باب العامود، يوم الجمعة الماضي، وهو الباب ذاته الذي مر منه مفجر الانتفاضة مهند الحلبي إلى شارع الواد، حيث نفذ عمليته التي أودت بحياة مستوطنين اثنين.

وما تزال حجارة باب العامود شاهدة منذ الأزل على ارتقاء الشهداء، فهو باب النصر وباب دمشق، ليطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً باب "الإرهاب"؛ لكثرة العمليات الفدائية التي نفذها الشبان الفلسطينيون ضد جنوده ومستوطنيه بالقرب منه، وهو يقع في الجهة الشمالية للسور المحيط بالبلدة القديمة للقدس، ويعتبر أجمل أبوابها من حيث الزخرفة والبناء.

أول شهيد

"إسحاق بدران" 16( عاماً).. أول شهيد فلسطيني سالت دماؤه الطاهرة على باب العامود خلال انتفاضة السكاكين، حيث استشهد في العاشر من أكتوبر 2015، بعد تنفيذه عملية طعن، أصاب خلالها مستوطنين، بحسب والده "قاسم بدران".

يقول والد الشهيد بدران لمراسل "شمس نيوز": شرف كبير لي ولكل العائلة أن يكون ابني أول شهيد عند باب العامود، الذي يعد بوابة العمليات الفدائية والأبطال"، مشيراً إلى أن منطقة باب العامود، مكان احتكاك مباشر بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال.

ويضيف بدران: جنود الاحتلال مستفزون جدا، فهم يقومون بتفتيش الداخل والخارج من خلال الباب، وشبابنا لا يتحملون تلك الإهانة، لذلك ينفذون العمليات التي شاهدناها مؤخراً، بالطعن وإطلاق نار".

لبى النداء

أما بسام سدر، والد الشهيد "باسل سدر"، منفذ عملية الطعن عند باب العامود في الرابع عشر من أكتوبر الماضي، فيقول لـ"شمس نيوز": باسل لبى نداء القدس منذ اللحظات الأولى، لذلك ذهب من الخليل إلى الأقصى لنصرتها".

وأردف قائلاً: باب العامود يعتبر بوابة القدس، لذلك عندما ذهب ابني للدخول إلى الأقصى يبدو أن الجنود الإسرائيليين منعوه، واستفزوا مشاعره، فقام بتنفيذ عملية طعن أصاب فيها ثلاثة جنود".

وأوضح المواطن سدر أنه عندما توجه للصلاة في المسجد الأقصى ذات يوم، كان هناك تواجد كثيف للإسرائيليين والمستوطنين عند باب العامود، يقومون بالتنكيل بالمواطنين وتفتيشهم بصورة مذلة، مؤكداً أن الإجراءات الاستفزازية التي يقوم بها جنود الاحتلال عند باب العامود دفعت الشباب للانتفاض رفضا للظلم.

ويعتبر الاحتلال باب العامود منطقة شديدة الخطورة والحساسية، تحديدا في ظل المعطيات التي نشرت لاحقا حول تنفيذ 11 عملية في المنطقة خلال الانتفاضة، ما دفع صحيفة “يديعوت أحرنوت” لتسمية باب العامود بـ”باب الإرهاب”.

وتقول الصحيفة، إن منطقة باب العامود شهدت 11 عملية بينها عمليتان استخدم فيهما السلاح الناري، وتسع عمليات طعن، مضيفة أن شهر شباط الجاري وحده شهد تنفيذ ست عمليات في باب العامود.

أهم الأبواب

الشيخ عكرمة صبري، خطيب وإمام المسجد الأقصى المبارك بيّن أن "باب العامود" من أبواب مدينة القدس الرئيسية، حيث يعتبر أهم باب لأنه يصل أحياء القدس بالبلدة القديمة ويأتي الزائرون من خلاله للبلدة القديمة.

وأشار صبري في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن أعداد الفلسطينيين تكثر حين دخولهم لمدينة القدس من باب العامود، منوهاً إلى أن الاحتلال يستهدف التضييق على أهالي القدس بوضع حراسات مكثفة على الباب والتحرش بالشباب والفتيات الداخلين والخارجين من خلاله.

وتابع: للأسف العالم لا يدرك معاناة شعبنا جراء هذه الأساليب المستمرة بشكل يومي، خصوصا عند تفتيش الفلسطينيين بصورة استفزازية مهينة، وهذا ما يؤدي إلى التوتر في المنطقة".

ولأن هذا الباب من أهم أبواب المدينة المقدسة، بحسب الشيخ صبري، فإن الاحتلال الإسرائيلي يكثف تواجده عنده للتضييق على الناس، مما يؤدي إلى الاحتكاك المباشر بينهم وبين الفلسطينيين.

اخبار ذات صلة