شمس نيوز / عبدالله عبيد
يكثف الإعلام الإسرائيلي حديثه هذه الأيام عن دراسة فكرة إنشاء ميناء بحري لقطاع غزة، في ظل تقديرات تشير إلى قرب انفجار الأوضاع بالقطاع بسبب سوء الأحوال الاقتصادية جراء الحصار المطبق واستمرار إغلاق المعابر وعدم إدخال مواد بناء لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة صيف 2014.
"إنشاء ميناء" مطلب قدمته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال مفاوضات التهدئة في حرب 2014، وعارضته إسرائيل بقوة وربطته بشرط نزع سلاح المقاومة بغزة، الأمر الذي رفضته إسرائيل.
وذكرت القناة العبرية العاشرة، أن قيادة الجيش الإسرائيلي قدّمت مقترحًا للجهات السياسية بشأن الأوضاع الأمنية والحياتية والاقتصادية في قطاع غزة.
وبحسب القناة، فإن الجيش اقترح هدنة طويلة الأمد مع حماس مقابل إنشاء ميناء وفق آليات تنظيمية معينة تتحكم بها إسرائيل وليس أي طرف آخر، وبمساعدة من السلطة الفلسطينية حتى لا يتم تهريب أي أسلحة من خلاله.
حق مشروع
القيادي في حركة حماس، مشير المصري اعتبر من جهته أن إنشاء ميناء حق مشروع للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن هناك حراكا إقليميا لرفع الحصار عن غزة وإنشاء ميناء بحري.
وقال المصري في حديثه لـ"شمس نيوز": من غير المعقول أن تبقى غزة مغلقة براً وبحراً وجواً، ويشدد الجميع الحصار على سكان القطاع".
ويرى المصري أن البديل لرفع الحصار وإنشاء ميناء بحري، سيكون الانفجار، منوهاً إلى أن حماس تدعم مقترح إنشاء الميناء ووضعته على طاولة المفاوضات إبان الحرب الأخيرة على القطاع صيف 2014.
شرط تركي
وأوضح القيادي في حماس، أن الميناء البحري مازال مطلباً تركياً قائماً ضمن شرط تخفيف الحصار في المفاوضات التركية الإسرائيلية، مشدداً على أن هذا المطلب المشروع ينبغي أن يتحقق، "وعلى كل الأطراف تحمل مسؤولياتها"، بحسب تعبيره.
تصريحات القيادي المصري، عدتّها القناة العاشرة تهديداً من حركة حماس بمواجهة، حيث ذكرت أن متحدثاً باسم حماس، صرّح اليوم الأربعاء خلال مقابلة صحافية،"بأنه إذا لم يتحقق مطلب حماس بإنشاء ميناء ومطار بغزة، فإن الأمور ستتدهور لتصل إلى حرب جديدة".
وكانت القناة السابعة العبرية نقلت عن وزير الزراعة "أوري أرئيل" قوله: سأدعم اقتراح الموافقة على بناء ميناء بحري في غزة؛ ولكن يبقى الأمر رهن موافقة المؤسسة الأمنية" بحسب تعبيره.
انفجار وشيك
في السياق ذاته، يرى المحلل السياسي أكرم عطاالله أن نقاشاً كبيراً يدور في إسرائيل حول أوضاع قطاع غزة، خصوصاً وأن التحليلات تشير إلى انفجار وشيك، منوهاً إلى أن الوسط السياسي والعسكري الإسرائيلي مشغول بكيفية نزع فتيل هذا الانفجار.
وقال لـ"شمس نيوز": إسرائيل تراقب جيداً ما يحدث في القطاع من حالات انتحار وقتل وجرائم حدثت في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى حالات تسلل الشباب من غزة إلى إسرائيل"، مبيّناً أنها تدرك أن الانفجار قادم، ولديها رغبة بتنفيسه أو تأجيله.
وكان هرتسي هليفي، رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش "الإسرائيلي" (أمان)، حذّر من أن "تردّي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة يهدّد بانفجار الموقف في وجه إسرائيل".
وقال هليفي، في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست: إن حركة حماس غير معنية بالتصعيد"، مشيرًا إلى أن التحسّن الاقتصادي لسكان غزة، سيشكّل أقوى ضمانات لاحتوائهم"، بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة (الرسمية).
إنشاء ميناء
وبحسب عطاالله، فإن أحد المخارج من الانفجار إنشاء ميناء بحري بغزة، مبيّناً أن إسرائيل تريد من خلال ذلك، أن يتم صياغة شروط جديدة للعلاقة مع حماس عن طريق هدنة طويلة الأمد.
وأضاف: هذا الموضوع طُرح سابقاً من خلال وسطاء دوليين تحدثوا به، لكن الاحتلال وضع اشتراطات كبيرة رفضت حماس الاستجابة لها"، لافتاً إلى أن ملف الميناء والمطار طُرح في مفاوضات عدوان 2014.
وزاد بالقول: الاحتلال الإسرائيلي فتح ملف نزع السلاح ورفضته حماس، فهل تنازلت إسرائيل عن الشرط الأمني إذا ما كان هناك ميناء مقابل هدنة طويلة؟ ومن الممكن أن تقبل الحركة الإسلامية ذلك ولكن الدولة اليهودية وضعت شروطاً لهذه الهدنة".
مفاوضات جارية
ورجّح عطاالله تتنازل إسرائيل عن بعض الشروط التي طرحتها في السابق، مؤكداً أنه في حال قدّم الاحتلال تنازلات سيتم إنشاء ميناء في غزة.
وبيّن المحلل السياسي، أن المفاوضات مع الاحتلال لا تتم من خلال حماس، بل عن طريق تركيا التي دخلت على الخط بعد الاتفاق (التركي الإسرائيلي)، منوهاً إلى أن تركيا اشترطت على إسرائيل تخفيف حصار غزة لإعادة العلاقات بينهما.
من الجدير بالذكر، أن تركيا وضعت شرطاً في مفاوضاتها مع الاحتلال الإسرائيلي التي أُعلن عنها خلال الأشهر الماضية، لإعادة العلاقات بين الطرفين، وهو رفع الحصار عن قطاع غزة.