شمس نيوز/بيروت
قال حزب الله اللبناني إنه لن يعتذر للسعودية عن قرار لبنان عدم إدانة هجمات على بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في إيران في إشارة إلى عدم وجود نهاية سريعة للأزمة التي ينظر إليها على أنها تمثل تهديدا للاستقرار الاقتصادي والسياسي للبنان.
بدوره حث حاكم مصرف لبنان المركزي الحكومة على إصلاح علاقتها بالسعودية لكنه قال إن التقارير عن تداعيات مالية محتملة للأزمة مبالغ فيها وإن ليس هناك من خطر على العملة.
وتصاعدت الأزمة الأسبوع الماضي عندما علقت السعودية مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني بعدما لم تصدر حكومة لبنان بيانات تدين الهجمات على بعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في إيران.
ويعكس الخلاف الصراع الأوسع نطاقا بين إيران والسعودية. وكان لبنان ساحة لهذا الخلاف على مدى العقد الماضي الذي حاول خلاله حلفاء السعودية في لبنان مواجهة النفوذ المتزايد لحزب الله المدعوم من إيران.
وحذرت السعودية ودول خليجية أخرى مواطنيها من السفر إلى بيروت. ويخشى الكثيرون في لبنان من تداعيات الأمر على مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون في الخليج فيما تزيد الأزمة من التوترات السنية الشيعية.
وقال نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطاب في مناسبة دينية في بيروت “ما حصل خلال الأسبوع الماضي من السعودية يتطلب أن تعتذر السعودية من لبنان لأنها أساءت للبنانيين…لا لن يكون لبنان إمارة سعودية أو إمارة غير سعودية.”
وحزب الله جزء من حكومة الوحدة اللبنانية التي تضم أيضا سياسيين موالين للسعودية لكن تشوبها الانقسامات. وأصدرت الحكومة هذا الأسبوع بيانا لم يدن هجمات الشهر الماضي على البعثتين السعوديتين من إيرانيين أغضبهم إعدام السعودية لرجل دين شيعي.
وتطالب السعودية باعتذار من الحكومة.
وحث السياسي اللبناني السني سعد الحريري يوم الاثنين العاهل السعودي الملك سلمان على عدم التخلي عن لبنان مما يعكس مخاوف حلفاء السعودية في لبنان الذين فاجأهم القرار.
وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق وهو عضو في تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري إنه يعتقد أن تعليقا “مؤقتا” صار ضروريا لاجتماعات دورية تعقد بين التيار وحزب الله والتي ينسب لها الفضل في احتواء التوترات السنية الشيعية في لبنان.
واجتماعات تيار المستقبل وحزب الله من الأمثلة النادرة على الحوار السني – الشيعي في الشرق الأوسط في الوقت الذي يؤجج فيه العداء بين السعودية وإيران الحرب في سوريا واليمن.
وحتى مع الاضطرابات الإقليمية تجنب لبنان حتى الآن الدخول في حرب شاملة مثل ما يحدث في سوريا التي يحارب فيها حزب الله في صفوف قوات الحكومة السورية ضد مسلحي المعارضة المدعومين من السعودية.
واتهم الحريري حزب الله بالتصرف بحرية في كل الدول العربية وقال إن ذلك يشكل “كوارث غير مسبوقة” على لبنان واللبنانيين.
وقال نبيل بومنصف الكاتب في جريدة النهار اللبنانية “الضغط السعودي الهجومي على مواقع النفوذ الإيراني في المنطقة وصل الآن إلى لبنان.”
وقال حاكم مصرف لبنان المركزي إنه يأمل في أن “تستعيد الحكومة العلاقات الطيبة مع السعودية لأن لبنان كان على الدوام شريكا اقتصاديا للمملكة.”
وقال رياض سلامة إنه لم يتلق إخطارا بأي إجراءات من السعودية تستهدف القطاع المالي اللبناني أو المغتربين اللبنانيين في السعودية قائلا إنه يعتقد أن التصريحات السعودية “ليست معادية للشعب اللبناني”.
وأضاف سلامة أن الأرقام التي نشرتها تقارير إعلامية عن الودائع السعودية في البنك المركزي مبالغ فيه وإنه لا المملكة ولا الدول الخليجية الأخرى أجرت اتصالات بشأن الودائع. وقال سلامة “أعتقد أن السوق تلقت معلومات مضللة وأرقاما مبالغا فيها بدرجة كبيرة.”
وأضاف “بالإضافة لكل تلك الأخبار المتداولة التي لا تثبتها المواقف الرسمية السعودية … فلم أتلق إخطارا رسميا بأي إجراء – مزمع أو حاصل – فيما يخص القطاع المالي.”
وقال سلامة “لا خطر على الليرة اللبنانية” مضيفا أن البنك المركزي والبنوك التجارية اللبنانية يملكون “الأدوات… لحماية استقرار الليرة اللبنانية.”
وقالت السعودية إنها أدرجت أربع شركات وثلاثة لبنانيين في القوائم السوداء لصلاتهم بجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية.
واتهمت أيضا الحكومة اليمنية المدعومة من الخليج هذا الأسبوع حزب الله بتدريب الحوثيين والقوات المحاربة معهم والتخطيط لشن هجمات في السعودية. وترفض إيران وحزب الله الاتهامات بتقديم المساعدة العسكرية للحوثيين.
"رويترز "