غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: فجوة كبيرة بين السياسة الفلسطينية والعمل الميداني المقاوم

شمس نيوز/عبدالله مغاري

لا يختلف اثنان على أن الحالة السياسية الفلسطينية ومنذ سنوات تمر بمرحلة صعبة, بعد تنكر الاحتلال لأدنى حقوق الشعب الفلسطيني, واتساع هوة الخلاف والانقسام الداخلي الذي طال البرامج السياسية, فأصبحت بحاجة إلى سنوات من الحوارات وصدق النوايا لتجاوز العقبات الكئود التي نغصت على الفلسطينيين معيشتهم.

خلال السنوات الماضية لم يبخل الفلسطينيون بالتضحية  للخروج من الواقع, بل شرعوا بتوسيع رقعة المواجهة, حتى وصلت لاندلاع انتفاضة القدس والتي بُنيت عليها الآمال بأن تكون بداية الخروج من الواقع السياسي المتأزم, خاصة أن تلك الانتفاضة تزامنت مع تلويح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالتحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال .

 150يوما مرت على اندلاع الانتفاضة ولا زال التغول الإسرائيلي مستمرا, والموقف السياسي الفلسطيني يدور في بوتقة التهديد والوعيد, دون أن تُنفذ قرارات المجلس المركزي القاضية بالتحلل من الاتفاقات مع الاحتلال, ليفرض السؤال نفسه: كيف حال السياسة الفلسطينية اليوم والى أين؟

"نعيش حالة من الجمود السياسي، ونحن في تراجع مستمر على كافة الأصعدة والمستويات, ولن نخرج من هذا المأزق إلا بالمقاومة, وإعادة ترتيب وهيكلة المؤسسات الفلسطينية" هذا ما قاله محللون ومراقبون في أحاديث لـ"شمس نيوز".

تراجع كبير

المحلل السياسي هاني حبيب يرى أن الحالة الفلسطينية تمر بمرحلة من الجمود السياسي, معتبرا ذلك الجمود شكلا من أشكال التراجع على كافة الأصعدة والمستويات .

وقال حبيب لـ"شمس نيوز" الجمود في الحالة الفلسطينية هو الشكل الأهم من أشكال التراجع, إذا لم نتقدم فنحن نتراجع, المشهد لا يبعث على أي أمل في ظل الأوضاع المتأزمة على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية".

وأشار الكاتب حبيب إلى أن فشل العملية التفاوضية و إدارة قطاع غزة, بالإضافة إلى الإخفاق في إنهاء الانقسام وإنقاذ القضية الفلسطينية من تبعاته, أوجد تراجعا في الحالة الفلسطينية إلى جانب الجمود السياسي, منوها إلى أنه وبالرغم من تقدم مكانة فلسطين على الخارطة الدولية من خلال الاعترافات الأخيرة وحملات المقاطعة لإسرائيل, إلا أن ذلك لا يحجب الرؤية الحقيقية بأن هناك تراجعا على كافة المستويات.

سياسات الدول

ويتفق الأديب الفلسطيني أحمد رفيق عوض مع حبيب، على أن الحالة الفلسطينية لم تعد تعيش حالة الجمود فقط, إنما التراجع أيضا, مشيرا إلى أن التراجع بات واضحا في سياسات الدول والأطراف ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية.

وعدّ عوض خلال حديثه لـ"شمس نيوز" تراجع الاحتلال عن فكرة الدولتين بجانب تراجع الموقف العربي عن رفض التعامل مع إسرائيل وتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن فكرة الضغط على الاحتلال وانخفاض سقف التحرك الدولي أسفر كله عن تراجع الحالة السياسية.

وأشار الأديب عوض إلى أن الفلسطينيين تراجعوا باتخاذهم عودة التواجد الإسرائيلي إلى ما كان عليه في عام 2000 كسقف أعلى لمطالبهم, مضيفا: هناك تراجع عن فكرة جغرافية الدولة التي نريدها، هل هي بغزة أو الضفة, هناك تراجعات كبرى في المستويات السياسي والأمني وحتى  الأخلاقي".

حبل النجاة

ويرى عوض أن طريق الخلاص من الواقع لا يأتي بالكلام، إنما بالفعل, ومن خلال تطوير المقاومة وإعادة هيكلة البيت الفلسطيني والبدء من جديد. وقال: هذا ما يمكن أن يجعلنا رقما صعبا في المعادلة الدولية والإقليمية، فالذي يجعل التاريخ يتحرك هو المقاومة فقط".

فيما يرى الكاتب حبيب أن الإخلال بميزان القوى هو الطريق لتغيير الواقع, لافتا إلى أن هذا الإخلال ليس على الصعيد العسكري فحسب بل على صعيد تنمية المؤسسات الفلسطينية والإقدام على إصلاح جذري للوضع الفلسطيني والأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل دولة تقوم على المؤسسات، مبينا أن هذا يمكن أن ينتج فيما لو تمكنت قيادة السلطة الفلسطينية برام الله من الاعتراف بإخفاقاتها.

وبعد أربعة أشهر على انتفاضة القدس التي كان ولا زال يعتبرها الفلسطينيون طريق تغيير الأمر الواقع، تحدث المحللان عن الدور الذي فعلته أو ممكن أن تفعله, في سبيل كسر الجمود السياسي والخروج من الأزمة الراهنة.

 وقال الأديب عوض: الانتفاضة فعلت وتفعل الكثير، لأنها جردت إسرائيل من فكرة الأمن المطلق, لكنها بعد 150 يوما لم تفعل النتائج التي نرجوها كما الانتفاضتان السابقتان اللتان قلبتا الأوضاع بعد فترة قصيرة من اندلاعهما".

ويعزو الكاتب عوض ذلك إلى أن الكثيرين لم يشاركوا في الانتفاضة بعد, ووجود مسافة بين الانتفاضة والفصائل حتى اللحظة رغم أنها أخلت بالأمن الإسرائيلي وأخلت بالمنظومة والعقل السياسي الفلسطيني.

وفي السياق ذاته يرى حبيب أن استمرار الانتفاضة بهذا الشكل مكّن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من التعايش معها دون أن تؤثر فيهما, معتبرا التعايش مع الانتفاضة بهذه الطريقة خسارة كبيرة للفلسطينيين كونهم يقدمون الشهداء دون أن يجدوا من يستثمر دماءهم لصالح أي استحقاق سياسي.