شمس نيوز / عبدالله عبيد
عاد الإعلام الإسرائيلي من جديد يتحدث عن احتمالية انهيار السلطة الفلسطينية، الأمر الذي سيؤدي إلى إنهاء حكم رئيسها محمود عباس، الذي يترأس أيضاً منظمة التحرير وحركة فتح، منذ وفاة زعيمها الراحل ياسر عرفات، بعد انتخابات جرت عام 2005.
أسماء عديدة رشحتها وسائل الإعلام لخلافة عباس، إلا أنها سلطت الضوء أكثر على شخصية القيادي البارز في حركة فتح، عضو لجنتها المركزية، مروان البرغوثي الذي يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002.
كل التوقعات والقراءات الموضوعية تشير إلى أن البرغوثي (57 عاماً) يقف في مقدمة المرشحين لقيادة السلطة الفلسطينية في مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس الذي تجاوز الثمانين من العمر، لتوضح زوجته، فدوى البرغوثي، أن زوجها ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية إذا أجريت، معتبرة أن هذا الرأي يمثل الأغلبية في الشارع الفلسطيني، بحسب اعتقادها.
وأوضحت البرغوثي، أن هذا القرار واجب على الأسير البرغوثي لتصحيح مسار القضية الفلسطينية، وإنقاذ الحركة الوطنية واستعادتها وتحقيق العودة والاستقلال، على حد وصفها.
وكان زئيف آلكين، وزير ما يسمى بشؤون القدس في الحكومة الإسرائيلية أعرب عن اعتقاده بأن انهيار السلطة الفلسطينية بات مسألة وقت فقط، وأن "السلطة التي أتت مع عباس ستنتهي معه عندما يذهب "حسب الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت".
وأضاف آلكين: "معظم المرشحين لخلافة أبو مازن غير قادرين على هزيمة حماس، في الانتخابات، والشخص الذي يمتلك الاحتمال الأكبر لذلك هو مروان البرغوثي الموجود في السجون الإسرائيلية".
شعبيته كبيرة
المحلل السياسي، إياد البرغوثي رجّح عدم إمكانية خوض انتخابات في الفترة الحالية، مستبعداً انهيار السلطة، رغم الأزمات والمشاكل التي تعانيها، " فلا أحد يريد انهيارها لا قيادة السلطة ذاتها ولا إسرائيل وأمريكا".
وبحسب أقوال المحلل البرغوثي لـ"شمس نيوز"، فإن تداول اسم مروان البرغوثي للترشح للرئاسة، يدلل على شعبيته الكبيرة في الأوساط الفلسطينية، خصوصاً لدى الشباب الفتحاوي، لافتاً إلى أن هناك بعض الجهات تحاول استغلال اسمه من أجل نفوذ معين.
واعتبر تداول وسائل الإعلام الإسرائيلية لاسم البرغوثي، نوعا من الضغط على الرئيس عباس، مبيّناً أن اعتقال البرغوثي ووجوده في السجون الإسرائيلية حتى الآن، رفع رصيده الوطني، وميزه عن غيره من الشخصيات، مؤكدا استياء شريحة كبيرة من الشباب من النمط التقليدي للقيادة الفتحاوية الحالية".
واستبعد المحلل السياسي في ذات السياق رحيل أبو مازن، مضيفاً: لا أعتقد أن الرئيس عباس في مراحله الأخيرة، ولا يبدو في الأفق أن هناك ما يوحي بأنه سيرحل أو يترك المنصب"، منوهاً إلى أنه "لو جرت انتخابات الآن، سيرشح محمود عباس نفسه، وكثير من الأوساط الفتحاوية ستنتخبه ليكون رئيساً مرة أخرى". حسب قول البرغوثي.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعضو اللجنة المركزية لفتح، صائب عريقات أكد أن مروان البرغوثي الأكثر شعبية في فلسطين، ويتفوق على أعضاء المركزية والتنفيذية.
وقال عريقات: لو قرر مروان البرغوثي الترشح للرئاسة سأكون أول من يدعمه، لأنه قائد وطني ضحى بعمره كله من أجل فلسطين، ويستحق الدعم والتأييد".
شخصية وطنية
من جهته، يرى عضو المجلس الثوري لحركة فتح، محمد الحوراني أنه من الطبيعي أن يكون اسم مروان البرغوثي مرشحاً بين الأسماء للقيادة، مشدداً على أنه شخصية مهمة ووطنية وقائد بمعنى الكلمة، بحسب وصفه.
واستدرك خلال حديثه لـ"شمس نيوز": لكن من سيخلف الرئيس عباس، هو من تختاره فتح بطريقة ديمقراطية ثم تطرحه للشعب الفلسطيني ليتم انتخابه".
وأوضح الحوراني أن هذه الطريقة السليمة التي يمكنها أن تنتج رئيساً جديداً، محصنا بشرعية الشعب الفلسطيني، وأي طريقة أخرى من شأنها خلق واقع ضعيف"، مطالباً بسرعة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
واعتقل مروان البرغوثي في الخامس عشر من أبريل/نيسان من العام 2002، من أحد المنازل في مدينة رام الله، وحكم عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عاما، حيث تعتبره إسرائيل مهندس انتفاضة الأقصى، وأسِف رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في حينه لاعتقاله حيا، وقال "كنت أفضل أن يكون رمادا في جرة".