قائمة الموقع

خبر التجارة الالكترونية.. ربح مضمون بس "طول بالك" !

2016-03-03T13:12:54+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

عدد كبير من الخريجين في قطاع غزة عاطلين عن العمل، نتيجة ارتفاع البطالة والفقر وغيرها من الأسباب التي لا تعد ولا تحصى، عندما يبحث خريج عن عمل هنا وهناك تغلق الأبواب في وجهه من جميع الاتجاهات، فلا مسؤول ولا وزير ولا حكومة يهمها أمر من ضاقت به الأرض بما رحبت وهو في ريعان شبابه.

"الانترنت"، خير وسيلة يجدها هذا الشاب للهروب من وضعه المأساوي الذي يعيشه، والذي أصبح ملازما لكل بيت ومع كل شخص، ومن خلال تطور التكنولوجيا يوماً بعد الآخر وظهور مصطلحات كـ"التجارة والتسويق الالكتروني"، بعض شباب غزة، الخريجين منهم بالأخص، بدأوا البحث عن منفذٍ آخر للعمل.

           وسيلتنا الوحيدة

يكاد الإنترنت لا يترك مجالاً إلا وطوّره، لتكون التجارة أحد تلك المجالات، لدرجة أن بعض المواقع باتت تشكل عامل هام في اقتصاد الدول مثل موقع "إي بي" الأمريكي، وغيره من المواقع التي اقتحمت عالم التجارة مؤخراً.

"العمل من خلال الانترنت.. أصبح الآن فرصتنا الوحيدة في ظل انسداد الأفق، وهو عمل مرن لكن بحاجة إلى الصبر وطول البال"، بهذه الكلمات بدأ الشاب، إسلام قاسم ( 25عاماً) خريج علاقات عامة وإعلام من جامعة الأزهر بغزة، حديثه مع مراسل "شمس نيوز".

ويضيف: بدأت العمل عبر الانترنت بعدما بحثت عن فرصة في المؤسسات الحكومية والخاصة، لكن العدد الكبير من الخريجين بالإضافة إلى الأزمات والاقتصاد الرديء في غزة هي من تركتنا دون عمل"، واصفا العمل عبر الانترنت في مجال التسويق الالكتروني خصوصا، بـ"التجارة المربحة التي تدر أموالاً وفيرة حال فهمها جيداً والعمل من خلالها بشكل صحيح".

مواقع كثيرة يوجد بها فرص عمل مجانية للمشتركين بالانترنت، كصفحات اليوتيوب والإعلانات الممولة والتسوق الالكتروني، بحسب قاسم، موضحاً أن هناك شركة تسويق الكترونية عالمية تُعرف باسم "دوبلي"، انتشر العمل من خلالها بشكل كبير في قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة.

وبين أن عدداً كبيراً من الشباب في غزة انضموا لشركة "دوبلي"؛ للعمل من خلالها عن طريق الانترنت، "لأن الأموال التي نحصل عليها من هذه الشركة وفيرة، حيث ترسلها كل أسبوع مقابل عملنا".

وعن طريقة العمل في التسويق عبر الانترنت بغزة، أشار قاسم إلى أن هناك قاعة تدريب مجانية لشرح أساسيات العمل في هذا المجال، موضحاً أن هذه القاعة لتدريب من ينضمون حديثا في مجال التسويق الالكتروني.

ثقافة غير منتشرة

بالرغم من نمو التجارة الالكترونية في فلسطين نموا ملحوظا، بفعل الانفتاح الإلكتروني على الأسواق العالمية، والتطور التكنولوجي المتسارع، إلا أن الشابّة حنين الأغا (24 عاماً) خريجة بكالوريوس "علم نفس" ودبلوم صحافة وعلاقات عامة، وتعمل منذ شهرين فقط في مجال "التجارة الالكترونية"، تعتبر  التسوق عبر الانترنت ثقافة غير منتشرة في قطاع غزة، حد وصفها.

مستدركة في حديثها لـ"شمس نيوز": لكن هناك مواقع انترنت وشركات دخلت في مجال التسويق الالكتروني، جعلت شباب غزة العاطلين عن العمل ينضمون إليها"، مبينة أن شركة التسويق العالمية "دوبلي"، من أكثر الشركات التي يعمل من خلالها الغزيون.

وأشارت إلى أن، 360 شاب وشابة من غزة يعملون معها في "التسويق الالكتروني"، مفسرة ذلك بسبب سهولة العمل فيها، "فعند الانضمام لهذه الشركة نقوم بدفع 600 دولار فقط للبدء بالعمل".

وتتابع الأغا: بعد ذلك نحصل على بطاقة ائتمان لسحب الأموال التي تقوم الشركة بتحويلها لنا من بنك بيونير العالمي، وكلٍّ منا يحصل على نسبة أرباحه أسبوعيا"، لافتةً النظر إلى أن هناك شباب من غزة تصل أرباحهم من 1000 إلى 1500 دولار أسبوعياً في "دوبلي".

وتعرف منظمة التجارة العالمية "التجارة الالكترونية" بأنها (مجموعة متكاملة من عمليات عقد الصفقات وتأسيس الروابط التجارية، وتوزيع وتسويق وبيع المنتجات بوسائل الكترونية).

مجرد تحايل

على النقيض، يرى الخريج حسن أحمد (22 عاما) بأن التجارة الالكترونية في معظمها ما هي إلا محاولات جديدة للتحايل على المواطنين وابتزازهم؛ للحصول على أموالهم بطريقة منمقة.

ويستعرض أحمد في حديثه لـ"شمس نيوز" عددا من محاولات النصب التي وقع فيها شخصيا ضمن مجال التجارة عبر الانترنت، كان آخرها عدم وصول السلعة التي اشتراها من متجر عالمي، فيما لم يسترد سوى 50% من قيمة أمواله.

كما أشار إلى أن أحد أصدقائه الذين يعملون في شركة مختصة بهذا المجال بقطاع غزة عرض عليه مؤخراً العمل كمسوق لها بعد دفعه مبلغا من المال،وذلك ضمن "إغراءات مالية في المستقبل، كالذي يشتري سمكا في الماء".

لارتفاع البطالة والفقر

في ذات السياق يرجع الخبير الاقتصادي، د. سمير أبو مدللة أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزة، إقدام الشباب الغزي على العمل من خلال التكنولوجيا والانترنت، إلى ارتفاع نسبة البطالة والفقر في قطاع غزة، منوهاً إلى أن هناك 210 آلاف عاطل عن العمل، منهم 110 آلاف خريج من الجامعات.

ويرى أبو مدللة في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن تضخم الجهاز البيروقراطي الوظيفي في القطاع العام، الذي لم يعد بمقدوره أن يشغل مزيداً من العمالة، بالإضافة إلى انعدام فرص العمل في القطاع الخاص، أدى إلى بحث الشباب في غزة عن فرص أخرى للعمل.

وقال: في ظل انسداد الأفق بقطاع غزة بدأت مواقع وشركات التسويق والتجارة الالكترونية تستقطب أعداد من الخريجين، الذين بدءوا التعاطي معها لإيجاد فرصة عمل حتى لو كانت مؤقتة لسد رمق العيش".

لن يحل المشكلة

واستبعد الخبير الاقتصادي أن يحل العمل عبر الانترنت المشكلة برمتها، معللاً ذلك أن "العمل الالكتروني ضعيف كمفهوم لدى المواطنين، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية للغزيين وعدم وجود دخل للبدء بالتعامل مع التجارة والتسوق الالكتروني"، بحسب اعتقاد أبو مدللة.

وأصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بياناً، اعتبرت فيه قطاع غزة من أكثر أماكن العالم الذي يرتفع فيه معدلات البطالة وفقا لما ذكره البنك الدولي، وبحسب المركز الفلسطيني للإحصاء، انحدر معدل البطالة العام في قطاع غزة في الربع الرابع من العام 2015 إلى 38.4%

وبحسب إحصائيات خرجت أواخر عام 2015 فإن نسبة الفقر وصلت في قطاع غزة إلى حوالي 44% والفقر المدقع 60%، حيث تعتبر غزة من أفقر المناطق في العالم.

في الوقت الذي أثبتت فيه التجارة الإلكترونية نجاحها عالميا بفعل التقدم التكنولوجي وخدمات البنوك المتعلقة بإصدار بطاقة "الفيزا"، وانفتاح الأسواق وترابطها وسهولة التعرف على المنتج، والتواصل المباشر مع الشركة المنتجة، وتدفق المعلومات، وإجراء المقارنات المتعلقة بالجودة والأسعار، وتخفيض تكاليف الاتصالات، لا يمكن الحديث عن ثقافة لهذه التجارة في فلسطين، رغم النمو الملحوظ، لا سيما بعد لجوء عدد كبير من المواطنين لاستخدام بطاقة الدفع المسبق للشراء من مواقع الكترونية عالمية، وإحضارها إلى فلسطين عبر البريد.

اخبار ذات صلة