شمس نيوز/عبدالله مغاري
منذ اللحظة الأولى التي اندلعت فيها انتفاضة القدس, طل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مهددا عائلات الشهداء ومنفذي العمليات, باتخاذ أقسى أنواع العقوبات بحقهم ,في محاولة منه لإخماد نيران الانتفاضة الفلسطينية, والتي اشتعلت بوجه الاحتلال بعد أن مارس أبشع أنواع الضغط على الفلسطينيين.
تهديدات نتنياهو ووزراء حكومته ُنفذت بدءاً باحتجاز جثامين الشهداء, ومن ثم هدم بيوتهم بجانب رزمة المضايقات التي لا زالت تُمارس بحق أفراد عائلات الشهداء ,فضلا عن التهديدات والتصريحات الإعلامية المتواصلة والتي كان أبرزها التهديد والمطالبة بترحيل عائلات منفذي العمليات إلى غزة.
يبدو أن ما هدد به نتنياهو من طرد لعائلات الشهداء سيبدأ التنفيذ, خاصة بعد أن توجه رئيس حكومة الاحتلال أمس الأربعاء، إلى المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليط، وطلب منه المصادقة على إبعاد عائلات منفذي العمليات من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي عبدالله أبو معروف لم يستبعد خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن يٌقدم الاحتلال الإسرائيلي على ترحيل عائلات الشهداء إلى غزة, منوها إلى أن الاحتلال يمكن أن يستغل أي ثغرة قانونية عن طريق وزير الدفاع و الداخلية ويقوم بتمرير قرارات الإبعاد.
فكيف تتابع عائلات منفذي العمليات تهديدات الاحتلال وإجراءات إبعادهم؟
عقاب جماعي
بسام سدر , والد الشهيد باسل سدر يرى أن مطالبة نتنياهو بمصادقة قانونية على مطلب إبعاد عائلات منفذي العمليات لقطاع غزة, يأتي في سياق سياسة العقاب الجماعي التي تقوم بها حكومة الاحتلال بحق عائلات شهداء انتفاضة القدس, بجانب أنها محاولات لإرضاء الشارع الإسرائيلي.
وقال سدر لـ"شمس نيوز"الاحتلال يحاول تنفيذ سياسة العقاب الجماعي بحق أهالي الشهداء ومنفذي العمليات ,هم منذ البداية يقولون إن هذه العمليات فردية, فكيف يتخذون إجراءات بحق أهالي الشهداء, هل اخذ ابني الإذن مني أو من أمه كي يذهب لباب العامود ويتم إعدامه هناك !"
هذا ما يتفق به رامي عويصي شقيق الشهيدة رشا عويصي مع سدر, والذي أكد لـ"شمس نيوز" أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلات الشهداء, يأتي في سياق سياسة العقاب الجماعي ومحاولة الاحتلال التضييق على أسر الشهداء, مشيرا إلى أن الاحتلال ينفذ هذه السياسة بحق الشعب الفلسطيني منذ وجِد.
قطعة واحدة
عويصي الذي لم يستبعد أن يقوم الاحتلال بترحيلهم إلى غزة, أكد على أنهم كعائلة شهيدة لا تختلف بنظرهم الضفة عن غزة وأن كلا منهما أرض فلسطينية واحدة, مضيفا: غزة والضفة لا تختلفان عن أي مكان في فلسطين المحتلة ,الاحتلال واحد والهم واحد والقضية واحدة, لو أراد ترحيلنا إلى المريخ سنعود لأرضنا".
ويشدد شقيق الشهيدة عويصي على أن العائلة تتعامل مع القرار بأنه ليس بجديد, ولا مختلفا عن سياسة الاحتلال الإسرائيلي, مردفا بالقول "الاحتلال اخذ أغلى شيء بالنسبة لنا, قتل شقيقتي, ماذا يريد أن يفعل أكثر من ذلك لا شيء جديد, افعل ما تريد يا نتنياهو فهذا لا يهمنا "
ويؤكد والد الشهيد سدر على أنهم سيواجهون القرار الإسرائيلي ويتصدون له في حال صدر فعليا, مشددا على أنهم لن يخرجوا من بيوتهم وأراضيهم مهما كلف الثمن, وأن الشعب الفلسطيني باقٍ على أرضه طالما كانت هناك نساء تلد رجالا.
وزاد بالقو "بأي حق وبأي قانون يحاولوا إخراجنا من بيوتنا ومن أرضنا، يرضون الشارع الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني, ونحن باقون في بيوتنا وبأرضنا, إذا أرادوا ترحيلنا فليأخذونا أموات, إحنا مثل السمك لا نخرج من الماء, هذه بلادنا وقاعدين فيها".
الانتفاضة مستمرة
ويستبعد والد الشهيد باسل سدر أن يتمكن الاحتلال الإسرائيلي من إخماد لهيب الانتفاضة, ومنع الشبان من مواجهة الاحتلال من خلال ترحيل عائلات منفذي العمليات, لافتا إلى أن "الشباب عندما يقومون بمواجهة الاحتلال لا يفكرون بشيء سوى لقاء ربهم فداء للوطن".
وأرجع سدر سبب أقدام الشباب على تنفيذ العمليات هو شعورهم بالإحباط بفعل سياسة الاحتلال القمعية, مشيرا إلى أن الشباب يتمردون على الذل مضيفا "هذا جيل رافض للذل ويتمرد على الجميع هم يحلمون بدولة والاحتلال يقف بطريق أحلامهم ,وإذا أراد إنهاء الانتفاضة عليه أن يوقف همجيته المبرمجة".
