شمس نيوز/عبدالله مغاري
"انفراجة في العلاقات المتأزمة بين حركة حماس والسلطات المصرية" هذا ما كان ينتظر الشارع الفلسطيني الإعلان عنه عقب التصريحات الإعلامية الأخيرة, والتي تحدثت عن تحسن قد يطرأ في العلاقة بين الطرفين ,خاصة بعد انخفاض حدة تحريض الإعلام المصري على قطاع غزة وحركة حماس.
لكن تصريحات وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار أمس الأحد, والتي اتهم فيها حركة حماس بالتعاون مع الإخوان المسلمين في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات العام الماضي, جاءت عكس ما كان يتوقعه الفلسطينيون, بمن فيهم حركة حماس، والتي نفت علاقتها باغتيال بركات أو أي تدخل لها في الشأن المصري.
تصريحات عبد الغفار, هل تقطع طريق التقارب المصري الحمساوي؟ أم أنها مجرد تصريحات إعلامية تضاف إلى سلسلة التصريحات التي خرجت على ألسنة مسئولين في السلطات المصرية, طوال فترة التوتر التي شابت العلاقة بين مصر وحماس منذ انتهاء عصر مرسي.
مراقبون رأوا في أحاديثهم لـ"شمس نيوز" تصريحات وزير الداخلية المصري على أنها مفاجئة, خاصة أنها جاءت بعد موجة من التصريحات الإعلامية الإيجابية, فيما رأى آخرون أن جهات مصرية تريد قطع الطريق أمام أي تقارب مصري مع حماس.
اتهامات باطلة
القيادي في حركة حماس، مشير المصري، اعتبر خلال حديثه لـ"شمس نيوز" اتهامات وزير الداخلية المصري، مجدي عبد الغفار لحماس بالتورط في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات بـ"الباطلة"، مشيراً إلى أن هذه الاتهامات ما هي إلا ذات الاسطوانة المشروخة القديمة.
وأكد المصري أن حركته تستهجن هذا الاتهام وتعتبره غير صحيح ولا يمت للحقيقة بأي صلة، داعياً الغيورين في مصر إلى تحمل مسؤولياتهم، في وقف محاولات الزج بالفصائل الفلسطينية في الخلافات الداخلية المصرية".
وبيّن القيادي في حماس أن هذا الاتهام جاء في محاولة لتصدير بعض الأطراف المصرية أزماتها الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الحصار المطبق على قطاع غزة".
وزاد بالقول: هذه التصريحات تتنافى مع تصريحات أخرى صدرت من جهات مصرية كثيرة مؤخراً، تنفي أي علاقة لحركة حماس بأي اتهام مصري سابق لها بالشأن الداخلي"، مشدداً على أن الاتهامات لا تنسجم مع محاولات ترميم العلاقة ما بين القاهرة وحركة حماس المبذولة مؤخراً.
تصريح مفاجئ
الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله يرى أن تصريحات وزير الداخلية المصري مفاجئة خاصة بعد الحديث مؤخرا عن أفق لتحسين العلاقة بين حركة حماس والجانب المصري .
وقال عطا الله لـ"شمس نيوز":هذا تصريح مفاجئ، لأننا كنا على موعد لتحسن العلاقة بين حماس ومصر، هكذا كان ينتظر سكان القطاع الحُلول، وهذا الخبر يقول لأهل غزة إن كل الآمال التي كانت تتحدث عن انفراجة تبخرت".
وأشار عطا الله إلى أن الوقت الذي كان يصرح خلاله قيادات حماس بأن هناك انفراجة قريبة بالعلاقات مع الجانب المصري, كان هناك شعور لدى الجميع أن السلطات المصرية فهمت أن حماس ليس لها علاقة بما كانت تُتهم به "وهذا ما يجعل تصريحات الداخلية المصرية مفاجئة" حسب وصفه.
خلافات داخلية
المحلل السياسي مصطفى الصواف يرى أن تصريحات الوزير المصري عبد الغفار تأتي في سياق محاولات جهات مصرية قطع الطريق عن أي تقارب بين حماس والجانب المصري.
وقال الصواف لـ"شمس نيوز": باعتقادي أن السبب واحد, هو حالة الخلاف القائمة بين وزارة الداخلية المصرية وجهاز المخابرات, في ظل معلومات عن حديث جرى بين جهاز المخابرات وحركة حماس, وكأن جهات مصرية تقطع الطريق أمام أي تطور في العلاقات".
ويتساءل المحلل السياسي عن سبب اختيار وزير الداخلية المصري لهذا الوقت بالتحديد الذي يشهد أجواء إيجابية بخصوص التقارب بين الطرفين, منوها إلى أن اتهام حماس بعد عام من مقتل النائب العام المصري وفي ظل الأجواء الايجابية بين القاهرة وحماس يثير علامات استفهام .
إلى أين؟
وفي السياق، لفت الكاتب أكرم عطا الله إلى أنه في حال كانت تمتلك الداخلية المصرية دلائل على تورط حركة حماس في اغتيال النائب المصري, فإن العلاقات بين الطرفين ستكون أمام مأساة جديدة, مستدركا: لكن لا أعرف مدى تأكيدات وزير الداخلية المصري, وهل هذا ينطلق من تحقيق أم ضمن الاتهامات التي كان يرددها الإعلام المصري منذ فترة".
وأشار إلى أنه في حال كانت هناك دلائل لدى الجانب المصري, فإن الوضع بالنسبة لسكان القطاع سيبقى سيئا, لافتا إلى أن الشاباك الإسرائيلي غير مرتاح لتحسن العلاقة بين حماس ومصر, مؤكدا أن الاحتلال يسعى لإحداث شرخ بين الطرفي.
وزاد بالقول: رأينا كيف يتلقف الإعلام المصري مثل هذه التصريحات, ويصنع بها كراهية بين مصر وغزة, إسرائيل تريد أن تحدث شرخا جديدا بعد أن خفت حدة الاتهامات بين الطرفين".
فيما يرى المحلل السياسي مصطفى الصواف أن تصريحات وزير الداخلية المصري قد لا تؤثر كثيرا على العلاقة الحالية بين مصر وحماس, في حال عدم اهتمام المخابرات لما تقوله الداخلية, منوها إلى أن القضية الفلسطينية ملف خاص بالمخابرات المصرية وليس بالداخلية وأن الأولى تعتبر نفسها جهة منفصلة عن وزارة الداخلية .
وأضاف: شاهدنا حجم الهجمة على حماس والمقاومة من قبل المسئولين المصريين، ورغم ذلك مصر وعبر الجهات المختصة بالملف الفلسطيني, تريد التواصل مع حماس لأنها تدرك أن حماس بريئة من هذه الاتهامات ,وقد أكدوا ذلك لمن يتواصلون معهم من قيادات الحركة".