شمس نيوز / عبدالله عبيد
أنهى وفد حركة حماس مهامه في القاهرة مساء أمس الثلاثاء، بعد عدة لقاءات جمعته مع مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، لتبدأ جولة أخرى لهذا الوفد في بلدان عربية وإسلامية أولها دولة قطر، حيث مكان إقامة مكتبها السياسي.
عناصر الوفد الحمساوي التزمت الصمت خلال زيارتهم لمصر، حيث لم تخرج تصريحات منهم، في ظل كثرة التكهنات من بعض المصادر التي أخذت صبغة أمنية، ليخرج مؤخراً وبعد انتهاء الجولة بيان رسمي من عضو المكتب السياسي في الحركة، وأحد أعضاء الوفد، خليل الحية أن اللقاءات تمت بين وفد من حماس والمسؤولين في المخابرات المصرية، وتناولت العديد من القضايا في جو من المسؤولية والشفافية"، مثمناً دور مصر التاريخي تجاه قضايا الأمة والقضية الفلسطينية بشكل خاص.
وكان وفد رفيع المستوى من حركة حماس وصل إلى القاهرة للقاء مسئولي المخابرات المصرية بعد أيام من اتهام مصر للحركة بالضلوع في اغتيال النائب العام السابق هشام بركات صيف العام الماضي، ضم أربعة من أعضاء المكتب السياسي, هم موسى أبو مرزوق، ومحمود الزهار، وعماد العلمي، وخليل الحية، ونزار عوض الله.
وكتب موسى أبو مرزوق، على صفحة الفيس بوك الخاصة به: كثرت التكهنات حول زيارتنا للقاهرة، فمنهم من أفشلها من منتصفها، ومنهم من وضع شروطًا ونسبها لمصدر أمني ومنهم من نصّب نفسه قيّمًا على الشعب وتحدث باسمه، ومنهم من هدد وفد الحركة، بل طلب منهم أن يأتوا ومعهم الأكفان"، مؤكداً أن زيارة القاهرة الأخيرة فتحت صفحة جديدة وخطاب مودة مع مصر.
ماذا بعد؟
التساؤلات التي تثير جدلاً كبيراً الآن، وسط تحفظات كبيرة من حركة حماس على تلك الزيارة، هي ماذا بعد زيارة الوفد للقاهرة ..؟!
القيادي في حماس، يحيى موسى، وصف أجواء اللقاءات التي يجريها وفد حركته بالقاهرة مع المسؤولين المصريين بـ"الدافئة والإيجابية"، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات تسير على ما يرام.
وأشار موسى لـ"شمس نيوز" إلى أن هناك بعض الأطراف تصدر تصريحات بشأن زيارة الوفد مشكوكا في صحتها، لأهداف خاصة بهم".
ورجّح القيادي الحمساوي، أن يتم استئناف لقاءات الدوحة، حال وصول وفد حركته لقطر، مشدداً على أن حماس ماضية كي تصل هذه الحوارات إلى نهايتها، للوصول إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأضاف: وفد الحركة سيزور قطر بعد انتهائه من القاهرة، وقد تستأنف مباحثات الدوحة هناك"، لافتاً إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، أكد بأنه سيتم استئناف الحوارات التي تمت في الدوحة.
وذكرت مصادر أن وفد حركة حماس غادر اليوم الأربعاء، العاصمة المصرية القاهرة، متوجهًا إلى العاصمة القطرية بعد إجراء مباحثات مع مسؤولين مصريين.
وبحسب المصادر فإن وفد "حماس" سيصل مساء اليوم للدوحة، ومن المقرر أن يلتقي بقيادة الحركة في الخارج، كما من المتوقع أن يلتقي بوفد من حركة "فتح" لاستكمال مباحثات المصالحة.
صفحة جديدة
وعن نتائج لقاءات القاهرة بين وفد حماس والمخابرات المصرية، يقول المحلل السياسي، هاني حبيب: يبدو أن هناك صفحة جديدة بنيت بين حماس ومصر على ضوء المستجدات في المنطقة، خصوصاً بعد فشل المفاوضات التركية الإسرائيلية حول دور تركيا في غزة".
ويضيف حبيب لـ"شمس نيوز": ما تزال القاهرة تمسك بملف المصالحة، وهي الوحيدة القادرة على الضغط على الطرفين لإنجازه، بالرغم من كل الفشل السابق"، لافتاً إلى أن الأطراف الأخرى قد تساعد القاهرة في هذا الدور أو تضع العراقيل، بحسب تعبيره.
وحول استئناف حوارات الدوحة في ظل زيارة الوفد لقطر، استبعد أن يكون هناك مفاوضات من الأصل بالدوحة، و"لن تكون هناك لقاءات بين الحركتين أيضاً في الأيام القادمة".
وتابع: قد يتواجد الطرفان بالعاصمة القطرية، لكن الأمور معروفة ومكشوفة، حيث جرت مباحثات في القاهرة ومكة والدوحة وغزة والضفة، وكل شيء كان مفتوحا ومفضوحا"، معتبراً الحديث عن مفاوضات بين "حماس وفتح"، شكلا من أشكال الخداع للجمهور والرأي العام الفلسطيني.
استئناف المفاوضات
من جهته، كشف مسؤول كبير في حركة فتح عن جولة جديدة بين حركته وحركة حماس، لاستئناف لقاءات الدوحة، ستعقد خلال الأيام القليلة القادمة.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن لـ"شمس نيوز"، أن هناك جولة قادمة بين فتح وحماس بالدوحة، يتم الترتيب لها من خلال الاتصالات الجارية بين عزام الأحمد مسؤول فتح عن ملف المصالحة، وموسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس.
وقال إن "اتصالات تجري الآن بين الأحمد وأبو مرزوق والجانب المصري لتحديد موعد هذا اللقاء"، مشيراً إلى أن لقاءات الدوحة ستستأنف بعد مغادرة وفد حماس للقاهرة.
وأضاف محيسن: عندما يغادر وفد حماس القاهرة، متجها إلى الدوحة سيتم الاتفاق على موعد محدد لعقد اللقاء".
وأوضح عضو اللجنة المركزية لفتح، أن مصر حاضرة في أي لقاء يعقد بين فتح وحماس بخصوص المصالحة، "لأنها المسؤولة عن هذا الملف منذ بدايته"، حسب تعبيره.
وعقد لقاء بين فتح وحماس مطلع فبراير الماضي في الدوحة، توصل الطرفان خلاله إلى مسودة "ورقة عملية"، حول ملف المصالحة الفلسطينية، ولا تزال المشاورات تجري إلى الآن لعقد لقاء آخر.
