قائمة الموقع

خبر سعر الدخان بغزة يقترب من أسعار المخدرات

2016-03-16T14:22:12+02:00

شمس نيوز/صلاح سكيك

أخرج المسن أبو محمود المُغرَبي ماكينة "لف السجائر" التي يكسوها الغبار، بعد أن خبأها لأكثر من ثلاثين عامًا داخل خزنته الصغيرة، ليس حبا فيها ولا اشتياقا لها، و إنما كي لا ينقطع عن التدخين الذي يعلم بضرره، فهو مريض بالقلب لكن رغم ذلك يدخن بذريعة أنه لا يستطيع مقاومة نفسه، حسب قوله.

يقول أبو محمود لـ"شمس نيوز"، إن ارتفاع أسعار السجائر جعلته يقلل من استهلاكه اليومي من الدخان، فقبل الأزمة كان يدخن السجائر "المستوردة" بمعدل نصف علبة يوميًا، لأن سعرها معقول، لكن اليوم عاد للدخان الشامي "العربي" بمعدل ثلاث سجائر في اليوم .

رُبّ ضارةٍ نافعة

أما الأربعيني خالد أبو ريا، فكان له رأي مخالف عن سابقه، حيث قال إن يوميته كعامل تتراوح مابين 30_40 شيكل، وكان قبل ارتفاع أسعار الدخان يشتري 5 سجائر بمبلغ 2 شيكل، والآن أقلع عن التدخين لان أجره اليومي لا يكفي حتى لشراء السجائر الخمسة، مؤكدا أن أولاده وزوجته أولى بأجر عمله من شرب الدخان.

ويضيف أبو ريا: أحَمُد الله على ارتفاع أسعار الدخان، فلولا الإرادة الصادقة وارتفاع سعر الدخان ما كنت تركته أبدًا، فبعد 15 يومًا من الإقلاع أصبحت أشعر بحياة أفضل من كل النواحي "نفسيًا وماليًا ودينيًا وصحيًا".

وأعرب عن أمله في أن يتم منع دخول السجائر للقطاع، أو على الأقل أن يبقى سعره كما هو حتى يتعظ المدخنون ويتركوه للأبد، معتبرًا نفسه مثلًا يحتذى به في المثابرة والإرادة.

الدخان العربي "قتلنا"

أما المواطن أنور المَغرِبي، فقال: لا أجد مبررا في أن يقتلنا المدخنون برائحة سجائرهم النفاثة". متسائلًا: أنا كمواطن غير مدخن، لماذا أُجبر على استنشاق رائحة الدخان الشامي والعربي التي تشبه رائحة حرق النايلون وينتج عنها مواد مقرفة؟". عادّا نفسه ضحية لممارسات يقوم بها المدخنون خصوصًا في الأماكن المغلقة كالمركبات العمومية.

تاجر التبغ أبو سمير.م، أوضح لمراسل "شمس نيوز"، بأن ارتفاع أسعار الدخان أثرت بالسلب على حركة البيع، مضيفًا بأن الحكومة والجمارك وأطرافًا خارجية تتحمل مسؤولية ارتفاع السعر.

وقال أبو سمير إنه يقبل ارتفاع أسعار الدخان عندما إلى حد معقول، وليس أن يرتفع بهذا الشكل الجنوني، معتبرًا أن سعر الدخان أصبح يوازي سعر المخدرات في بعض الدول المجاورة.

9 مليون دولار

إدارة الجمارك بغزة وفي تعليقها على الأزمة، قالت إن سعر الجمرك المفروض على علبة السجائر حسب قانون الجمارك، هو 15 شيكلا (4 دولارات)، يضاف لها ضريبة القيمة المضافة، لكنها تُحصّل من تلك التي تدخل عبر المعابر الرسمية.

وبحسب الجمارك، فإن حجم استهلاك القطاع من السجائر يبلغ نحو 7 مليون علبة شهريًا، إما عبر المعابر الرسمية أو الأنفاق، ويصل جمرك تلك السجائر نحو 35 مليون شيكل شهريًا (9 مليون دولار).

وتُحصِل الجمارك بغزة مبلغ 60 شيكلًا على كل كيلو من الدخان العربي الذي يدخل القطاع عبر معبر كرم أبو سالم شرق القطاع.

تثبيت التسعيرة قريبًا

إلى ذلك، أكد وكيل مساعد وزارة الاقتصاد الوطني، عماد الباز في تصريح له، أنَّ وزارته تعكف منذ أيام على دراسة ارتفاع أسعار السجائر، مشدداً على أن الوزارة ستعمل قريبًا على تثبيت تسعيرة موحدة.

وأشار الباز إلى أن الاقتصاد لا علاقة لها برفع أسعار السجائر، معتبرا أن أسباب رفع التسعيرة يعود إلى عمليات إحراقه وإتلافه داخل الجانب المصري.

يذكر بأن أسعار التبغ لم ترتفع فقط في فلسطين، بل امتد ذلك لدول عديدة كدول مجلس التعاون الخليجي، التي اتفقت فيما بينها على فرض ضريبة انتقائية على التبغ ومشتقاته بنسبة 100% مماثلة للرسوم الجمركية، في إطار خططها لمكافحة التدخين والحد من آثاره على الصحة والاقتصاد.

"شمس نيوز" ترصد رأي الشارع


اخبار ذات صلة