شمس نيوز / الدوحة
أعادت الدوحة طرح المبادرة، التي أعلن عنها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في سبتمبر/ أيلول الماضي، وعرض فيها استضافة بلاده حواراً بين دول الخليج العربية وإيران لإنهاء الخلافات السياسية.
ووصف أمير قطر في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، الخلافات بين الجانبين بأنّها "سياسية وليست مذهبية". وقال إنّ إيران دولة جارة مهمة، مشترطاً أن يكون الحوار مع إيران قائماً على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج.
وذكرت مصادر خليجية، لـصحيفة "العربي الجديد" القطرية، أن الحراك الدبلوماسي الذي شهدته العواصم الخليجية، الأسبوع الماضي، كان عنوانه الرئيس "الحوار مع إيران"، بعد أن أبدت الأخيرة، في رسالة وجهها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يبدي فيها رغبة بلاده في "حل المسائل العالقة بين إيران ودول الخليج العربية بالحوار الهادئ".
وقام أمير قطر بزيارة قصيرة الخميس إلى أبوظبي، التقى فيها ولي عهدها، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتناولت المباحثات الموقف من العرض الإيراني للحوار، بعد أن شهدت العواصم الخليجية حراكاً سياسياً، تَمثل برسائل من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، نقلها المبعوث الأميري وزير الداخلية، محمد الخالد الحمد الصباح، إلى قادة دول مجلس التعاون، تحمل الرغبة الإيرانية في إجراء حوار مع دول مجلس التعاون الخليجي، ووجهة النظر الكويتية المؤيدة للحوار بشروط.
وفيما لم ترشح معلومات عن المواقف الخليجية النهائية، من العرض الإيراني، ورغبة الدوحة في استضافة الحوار المرتقب، تشكل زيارة أمير قطر إلى أبو ظبي، ولقاؤه مع ولي عهدها، محطة لبناء موقف خليجي موحد، من الدعوة الإيرانية، يقوم على المبادرة القطرية التي دعت إلى الحوار "على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج"، وهو المطلب الذي تطالب به جميع دول الخليج.
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد قال، في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون، في الرياض الأسبوع الماضي، إن بلاده لا تمانع في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع إيران، إذا غيّرت الأخيرة سياساتها "الطائفية"، وتوقفت عن التدخل في شؤون دول المنطقة.
وأضاف الجبير "إذا تبنت إيران سياسات مختلفة عن التي تتبناها الآن، فلا يوجد ما يمنع من بناء أفضل العلاقات"، وقال "لنكن واضحين وصريحين، عندما تتغير السياسة، من الممكن أن تتحسن العلاقة بشكل إيجابي".
وسعت الدوحة، منذ سبتمبر، إلى تكثيف اتصالاتها، مع دول الخليج العربية، بعد الترحيب الإيراني بالدعوة لإجراء حوار خليجي-إيراني، إلا أن الجهود القطرية اصطدمت بالتطورات السلبية التي شهدتها العلاقات الخليجية -الإيرانية.
وتصاعد التوتر بين دول الخليج وإيران، خصوصاً بعد طرد البحرين القائم بالأعمال الإيراني في المنامة، واستدعاء سفيرها في طهران على خلفية اتهامات بالتدخّل في الشؤون الداخلية، والتهديدات المتصاعدة للرياض من طهران، بعد حادثة التدافع في منى في أثناء موسم الحج، والتي أسفرت عن وفاة مئات الحجاج، ومنهم حجاج إيرانيون، ثم تخفيض الدول الخليجية التمثيل الدبلوماسي، واستدعاء السفراء وقطع العلاقات مع إيران، على خلفية الاعتداء على سفارة العربية السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد.