شمس نيوز/القاهرة
حولت فرحة «وردة طارق الصفتي»، الفتاة التي عثرت على أهلها بعد غياب 20 عاما، عن طريق صفحة «أطفال مفقودة» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إلى حزن وألم، بعد مقابلة أهلها، وعلمت أن والدتها لم تعد إلى المنزل منذ عام 1999، ولذلك لمرورها بحالة نفسية سيئة لخروجها في الشوارع توزع صورها، وهي صغيرة على أمل اللقاء بابنتها، ولكن لم تعد إلى المنزل، ولم يعرف عنها شيء حتى الآن.
«وردة» بنت المنصورة التي تبنتها أسرة في الإسكندرية، وقاموا بتربيتها وتعليمها وأحسنوا معاملتها لم تروِ قصتها إلا للمقربين منها فقط، ودائما كانت على أمل أن تصل إلى أهلها يوما ما.
عاشت الفتاة باسم «سحر فوزي» لحين وصولها لسن 22 عاما، ودرست في إحدى جامعات الإسكندرية، وبعد عثورها على أهلها، الذين التقتهم أمس، وعلمت اسمها الحقيقي، بدأ أملها يتجدد من جديد في لقاء والدتها التي تبدأ في البحث عنها مع أشقائها.
يذكر أن الفتاة اختفت عن أهلها في عام 1996، أثناء سيرها مع والدها في شوارع القاهرة، وعثر عليها رجل يُدعى صابر فراج في مصر القديمة يوم 28 أكتوبر عام 1996، وأخذ الفتاة لتربيتها لأنه حرم من نعمة إنجاب الأطفال، واستمرت عنده لمدة عام، ولكن لظروفه المادية سلمها إلى أحد دور الرعاية لتولي أمورها، وأخرجت دار الرعاية شهادة للطفلة باسم سحر فوزي.
وبعد أن عاشت الفتاة في دار الرعاية لمدة تجاوزت عاما ونصف العام، تم تسليمها لعائلة بديلة في الإسكندرية إلى أن وصل سنها إلى 22 عامًا، ولكن كانت دائما تبحث عن أهلها ولم تيأس.
تواصلت الفتاة مع إحدى الصفحات التي أنشأها مجموعة من الشباب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» باسم «أطفال مفقودة»، والتي ساهمت في عودة عدد كبير من الأطفال المفقودين إلى أهاليهم في الفترة الأخيرة.
كانت رسالة الفتاة للصفحة: «السلام عليكم ممكن أعرض قصتي على الصفحة، وعندي أمل أن أجد أهلي مثل الحالات السابقة».
استجاب مسؤول الصفحة، وتم عرض الرسالة بصورة للفتاة وهي صغيرة وجاء فيها: «ماما أنا دلوقتي عمري 22 سنة وعايشة مع ناس الحمدلله مراعيين ربنا فيا، وبيحبوني كما لو كنت بنتهم، بس أنا فعلا محتاجالك ونفسي أشوفك نفس كل دا يطلع حلم طويل وأصحيى منه وانتي جمبي وربنا يكتبلنا اللقاء».
بعد نشر الرسالة، تواصلت فتاة، مع مؤسسي الصفحة، وطلبت التواصل مع الفتاة لأنها تملك معلومات عن طفلة بنفس المواصفات فقدها أهلها المتواجدون في مدينة المنصورة منذ عام 1996 وكان اسمها «وردة».
وتم التواصل مع شقيقة الفتاة التي أرسلت صور لشقيقتها، وهي صغيرة، وتأكدوا أنها هي وعمت الفرحة أهل الفتاة مرة أخرى بعد أن دام الحزن لمدة 20 عاما، وسافر أهل الفتاة إلى الإسكندرية للقائها بعد غياب 20 عاما، وسيتم إجراء تحليل DNA للإثبات.