قائمة الموقع

خبر عائلة الدوابشة بدوما.. الحرق مرتين !!

2016-03-22T11:17:28+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

أشارت عقارب الساعة إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، والناس نيام، استيقظ المواطن إبراهيم محمد دوابشة من قرية دوما قضاء نابلس من نومه، على صوت تحركات لأشخاص ملثمين بلباس أسود، ألقوا مواد حارقة على غرفة نومه، وفروا من المكان، تكراراً للمشهد ذاته الذي رآه في 31 تموز من العام الماضي حين حرق مستوطنون متطرفون منزل المواطن سعد دوابشة.

"إبراهيم" هو الشاهد الوحيد على جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة صيف 2015، التي راح ضحيتها الأب سعد وزوجته رهام وطفلهما علي، وبقى أحمد ابن الخمسة أعوام الناجي الوحيد من تلك المجزرة، التي أشعلت قلوب الفلسطينيين، بل كانت سبباً لاندلاع انتفاضة القدس في أكتوبر 2015.

وأقدم مستوطنون، نهاية تموز/يوليو الماضي، على إحراق منزل لعائلة دوابشة، في قرية دوما جنوبي نابلس، أثناء نومهم بداخله، ما أسفر عن استشهاد الطفل الرضيع علي الدوابشة، على الفور، ووالديه في وقت لاحق، وإصابة شقيقه أحمد البالغ من العمر 5 سنوات، بحروق بليغة.

بنفس الطريقة الأولى

"بنفس الطريقة والأسلوب الذي تم فيه حرق عائلة سعد، تم حرق منزل المواطن إبراهيم دوابشة بدوما، الشاهد على جريمة الحرق الأولى، حيث فعل هذه الجريمة أيضا أشخاص مقنعون ألقوا مواد حارقة داخل غرفته وهو نائم"، يقول رئيس مجلس دوما، عبد السلام دوابشة.

وأضاف خلال حديثه لـ"شمس نيوز": إن المستوطنين المتطرفين هم من أقدموا على تلك الجريمة البشعة، وذلك لإخفاء حقيقة حرق عائلة الدوابشة الصيف الماضي، متسائلاً: لماذا لا يختارون منزل مواطن آخر، لماذا إبراهيم الشاهد على جريمتهم البشعة؟".

وبحسب دوابشة، فإنه يقع في المنطقة الغربية من قرية دوما جبل يعتليه معسكر إسرائيلي وبرج لمراقبة تحركات المواطنين الفلسطينيين في القرية، مشدداً على أن هذا العمل لا يقدم عليه إلا المستوطنون المتطرفون "الذين يتهربون من حقيقة جرائمهم ضدنا".

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس: إن منزل المواطن إبراهيم محمد دوابشة الشاهد الوحيد في قضية إحراق عائلة سعد دوابشة، أحرق نتيجة اشتعال النيران ما أدى إلى إصابة صاحب المنزل وزوجته بالاختناق.

أطماع الاحتلال

ويشير رئيس مجلس دوما، إلى أن القرية مهددة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يطمع في أراضيها الزراعية، "ولأنها بعيدة عن التجمعات الفلسطينية، وجودنا كفلسطينيين يشكل إزعاجا لهم" بحسب دوابشة.

وتابع: يحاولون تخويف أهالي القرية لمنعهم من التوسع فيها، ويطلبون منا البحث عن سكن آخر في المدن والقرى الفلسطينية"، مشدداً على أنهم صامدون وصابرون في تلك القرية التي فيها رائحة وتاريخ أجدادهم.

أهالي تلك القرية، وبالأخص عائلة دوابشة التي تعرضت في أقل من سنة إلى جريمتي حرق، طالبوا السلطة الفلسطينية بتوفير الأمن والأمان لهم كما بقية المواطنين من "غول" المستوطنين المتطرفين، الذين يعيثون في الأرض فسادا، و"يحاولون تخويفنا وإرهابنا من أجل مغادرة منازلنا وأراضينا"، بحسب وصف عبد السلام دوابشة.

ولأن دوما تقع ضمن السيطرة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي، فإن دوابشة يطالب الأجهزة الأمنية والشرطة الفلسطينية بتوفير حراسة أمنية من قبلهم بلباس مدني، لافتاً إلى تهديدات الاحتلال لهم بين الفينة والأخرى".

و"دوما" قرية من قرى الضفة الغربية وتتبع محافظة نابلس، ومن القرى التي احتلت في حرب 1967، حيث تقع في الجنوب الشرقي من نابلس التي تبعد عنها 30 كيلو مترا، وبينها وبين "المغيّر" قضاء رام الله 5 كيلومترات.

غضب شديد

وزاد رئيس مجلس دوما بالقول: هناك تهديدات من قبل المستوطنين لدوما وأهلها، بالأخص عائلة دوابشة التي عانت الأمرّين"، منوهاً إلى أن هناك غضبا شديدا من المستوطنين والجيش الإسرائيلي على العائلة بعد جريمة الحرق التي حصلت العام الماضي.

وذكر دوابشة أن أي مواطن يحمل هوية باسم العائلة يتم التنغيص عليه وعلى حياته، وأضاف: أي مخالفة تقع على أفراد العائلة حتى وإن كانت بسيطة يتم تضخيمها واتخاذ أقصى العقوبة ضدهم"، مشيراً إلى المضايقات الكثيرة التي ترتكب بحقهم من جماعات المستوطنين.

وفسر دوابشة الغضب الإسرائيلي، بأنه محاولة للانتقام بشتى الطرق لوجود اثنين من المستوطنين داخل السجن إلى الآن، بعد جريمة الحرق الأولى، متمنياً إنزال العقاب عليهم، بنفس مستوى الجريمة التي التي ارتكبوها بحق أبنائهم، وليس فقط أمام وسائل الإعلام.

وكانت القناة العبرية العاشرة، قد بثت سابقاً مشاهد فيديو تظهر مستوطنين يهود خلال حفل زفاف عقد في القدس الأسبوع الماضي، وهم يطعنون بالسكاكين دمية وضع عليها صورة الطفل علي دوابشة.

 

اخبار ذات صلة