قائمة الموقع

خبر المرض والفقر يفترسان أسرة لا تملك بيتا غرب غزة!!

2016-03-24T09:49:44+02:00

شمس نيوز/ أحلام الفالح

ما إن تزور منزل عائلة أبو عبدالهادي الجوجو بالقرب من ديوان أبو حصيرة غرب مدينة غزة، حتى يبدأ القلق يساور والدي الطفل محمد، الذي يبلغ من العمر ثمانية أعوام خوفاً من مضايقة الزائرين بتصرفاته العنفوانية العشوائية، بسبب معاناته من مرض التوحد وضمور الدماغ.

لم يكن مرض محمد فقط سبب أرق هذه الأسرة، بل امتدت المعاناة إلى الفقر الذي جعل والديه يتعاملون مع حالته المرضية بشكل منفرد دون اختصاص، حيث قالت والدة عبدالهادي: "كان يروح على روضة الأمل لأطفال التوحد من الساعة الثامنة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وندفع له رسوما شهرية تصل إلى300 شيكل".

وتابعت بالقول: شعرت بهدوء وتحسن في تعامل عبدالهادي مع الآخرين واستيعابه أفضل عند التحاقه بالروضة، ولكن سوء الأوضاع الاقتصادية حرمه من استمرار وجوده في الروضة، وبعد توقفه لا أستطيع القيام بأعمال المنزل خشية من حدوث شيء له، أو هروبه من المنزل".

غير صالح للسكن

تعاني عائلة أبو عبدالهادي الجوجو من تدهور في الأوضاع الاقتصادية خاصة أنهم يقطنون في منزل إيجار بمبلغ 700 شيكل شهرياً بالرغم من أنه لا يصلح لعيش الآدميين، يتكون من غرفتين صغيرتين يكسو شبابيكه بعض من قطع الكرتون، لعدم توفر المال لإصلاح الزجاج.

وساحة صغيرة من البيت، جزء منها زاوية مخصصة لنوم ابنتهم، وزاوية أخرى للمطبخ لا تتجاوز مساحتها المترين، صغيرة في مساحتها، وقليلة بطعامها الذي تحتويه للعائلة المكونة من أربعة أشخاص، فما لديهم بالكاد يكفي لسد جوعهم.

تقول الوالدة وعيناها تذرف الدموع: الحمد لله أنو لاقينا مكان نعيش فيه على الرغم انو الديون بتتراكم علينا من إيجار البيت" حيث تشعر أحياناً صاحبة المنزل بالتذمر لعدم قدرتهم على دفع تكاليف الإيجار، ويأخذون بالدين بعض المعلبات من الدكان المجاور للمنزل".

جميعنا يعاني

وأضافت الوالدة الجوجو: لا يقتصر المرض على ابني فقط، تعاني ابنتي التي تبلغ من العمر ستة عشر عاماً من صعوبة في النطق، وضعف في بصرها، ولكن قلة المال تجعلنا نتعايش مع هذا الحال، دون القدرة على علاجها".

وحال الوالد ليس أفضل من حال أبنائه، فهو مصاب بمرض التهاب الكبد الوبائي، كان يعمل أجيراً في مهنة الدهان، حيث ترك العمل بسبب عدم قدرة صاحبه على دفع راتبه بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، مما جعله يبحث عن عمل دون جدوى.

لم تقتصر المعاناة على ذلك، فالأم أيضا تشكو من مرض الحساسية "أكزيما" التي تظهر على يديها، وتتجدد كل بضعة أشهر، خاصة وأن غرفة نومها تشبه القبر من شدة ظلمتها فلا تتخللها الشمس بالنهار، ولا يتجدد فيها الهواء.

الشؤون لا تكفي

وأشار أبو عبدالهادي إلى أنه يستلم مبلغ 750 شيكل كل ثلاثة شهور من وزارة الشؤون الاجتماعية، ولكنها لا تكفي لمتابعة مصاريف المنزل، بين ثمن الإيجار، وطفل يحتاج لحفاظات بشكل مستمر، وطفلة وأب وأم يحتاجون لعلاج.

ونوَّه إلى أنه كثيراً ما يبحث عن عمل للمساعدة في مصاريف المنزل رغم مرضه ، ولكنه يستعد لتحمل الألم لأجل أطفاله الذين خرج بهم من الدنيا مرضى.

وتابع: الناس تساعدنا شهر أو شهرين في مصروف الطفل، ولكن لا يستطيعون الاستمرار مدى الحياة، وصاحبة المنزل في بعض الأحيان تنتظر دفع الإيجار لحين الحصول على مبلغ الشؤون الاجتماعية، ولكن أتمنى الحصول على عمل، ولا أنتظر رحمة الناس في ظل ظروف صعبة يعاني منها غالبية أهل غزة".

 

 

اخبار ذات صلة