غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر المصالحة.. هل تتحقق برعاية قطرية أم بجهود مصرية ؟!

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يترقب المستويان الرسمي والشعبي في الأراضي الفلسطينية، اللقاء التصالحي الذي من المقرر أن يجمع حركتي فتح وحماس بالعاصمة القطرية الدوحة، لاستئناف حوارات إنهاء الانقسام التي بدأت الشهر الماضي، لا سيما أن وفد حركة حماس يتواجد الآن في الدوحة بعد مغادرته الأراضي المصرية، بعد عقد لقاءات مع مسؤولين في القاهرة.

تصريحات عديدة خرجت على ألسنة قيادتي الحركتين حول اقتراب موعد لقاء يبحث المصالحة، والذي بات يشكل المفصل لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، في ظل ترقب حذر من الفلسطينيين الذين سئموا الحديث عن المصالحة، لأن اللقاءات المختلفة بين الفصيلين والاتفاقات الموقعة سواء بمكة أو القاهرة أو الدوحة أو غزة، كانت بالنسبة لهم تجارب كبيرة لاستمرار حالة اليأس الذي أصابهم من هذا الملف.

وكان وفد رفيع المستوى من حركة حماس وصل إلى القاهرة للقاء مسئولي المخابرات المصرية بعد أيام من اتهام مصر للحركة بالضلوع في اغتيال النائب العام السابق هشام بركات صيف العام الماضي. وضم الوفد خمسة من أعضاء المكتب السياسي لحماس, هم، د. موسى أبو مرزوق، د.محمود الزهار، وعماد العلمي، ود.خليل الحية، ود.نزار عوض الله.

الترتيب جاري

القيادي في حركة فتح، د. فيصل أبو شهلا أكد أن الترتيب جارٍ لعقد اجتماع الجولة الثانية من لقاءات الدوحة، مشيراً إلى أنه سيعقد قبل نهاية الشهر الجاري.

وقال أبو شهلا لـ"شمس نيوز، إن اجتماع الدوحة بين الحركتين قبل نهاية شهر مارس، لاستئناف حوارات المصالحة الفلسطينية التي عقدت مطلع الشهر الماضي"، منوهاً إلى أن عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لفتح ومسؤول ملف المصالحة في الحركة، يتابع الأمر مع حماس.

وبيّن أن الأحمد على اتصالات مستمرة ومباشرة مع حركة حماس وبالأخص مع عضو مكتبها السياسي، د. موسى أبو مرزوق، من أجل الترتيب والتحضير لهذا اللقاء الذي ينتظره الكل الفلسطيني.

وعقد لقاء بين فتح وحماس مطلع فبراير الماضي في الدوحة، توصل الطرفان خلاله إلى مسودة "ورقة عملية"، حول ملف المصالحة الفلسطينية، ولا تزال المشاورات تجري إلى الآن لعقد لقاء آخر.

وكان القيادي في حرة حماس، حسام بدران أكد بأن لقاء قريب سيجمع حركتي حماس وفتح بالدوحة، استئنافاً لحوارات الدوحة.

وبحسب  لقاء الدوحة الأخير، الذي عُقد الشهر الماضي بين حماس وفتح، فإنه من المفترض عقد لقاء آخر، ومن المتوقع أن يتم ذلك قريباً"، بحسب بدران

وبيّن أن اللقاء المرتقب منوط بحركة فتح، بعد أن تأتي بالردود النهائية من قياداتها حول ما ترتب عن اللقاء الماضي، وبالذات موقف الرئيس محمود عباس.

قطر لعبت دورا

المحلل السياسي، د. إبراهيم أبراش، أوضح في هذا الصدد، أن قطر لعبت دوراً كبيراً في إدارة حوارات المصالحة بعد الدور المصري الذي اختلف مع حماس في العديد من المرات، مستدركاً " لكن في النهاية سيكون لمصر الدور الأساسي في تنصيب أي اتفاق مصالحة".

وأضاف أبراش في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن أول عنوان حال تمت المصالحة بين فتح وحماس، سيكون "فتح معبر رفح وفك الحصار عن قطاع غزة"، مؤكداً أن هذين الأمرين في يد مصر وليس الدوحة أو أي طرف آخر، كون مصر هي الجار الأقرب لغزة وهي من يتحكم بالمعبر.

ومن وجهة نظره، فإن الدور القطري لن يستطيع أن يحسم الخلافات الفلسطينية-الفلسطينية، أو ينجح في تحقيق مصالحة حقيقية، إلا من خلال تقارب أو تفاهم قطري مصري على هذه الملفات، مبيّناً في الوقت ذاته أن زيارة وفد حماس لمصر مهمة جداً، " ومن المهم أن تقوم حماس بتصفية الملفات العالقة بينها وبين مصر، خصوصاً الأمنية"، على حد تعبيره.

وزاد د. أبراش بالقول: إذا أُنجزت المصالحة بين حماس ومصر بشكل كامل، فأعتقد أنه سيسهل عملية المصالحة اللاحقة بين فتح وحماس، وبين دول عديدة كالسعودية والخليج التي تستطيع إن وضعت ثقلها في ملف المصالحة أن تدفع بها إلى الأمام".

ترتيبات واتصالات

من جهته، كشف أمين سر الهيئة القيادية العليا لحركة فتح، إبراهيم أبو النجا لـ"شمس نيوز"، عن ترتيبات واتصالات مكثفة بين حركته وحركة حماس مع الفصائل الفلسطينية والقاهرة والدوحة، من أجل التحضير لعقد لقاء آخر لاستئناف حوارات المصالحة.

وقال أبو النجا لـ"شمس نيوز": الحديث يسير مع الجهات كافة سواء مع مصر أو قطر والفلسطينيين بمختلف الفصائل، والكل يريد شيئا جديدا ويترقب"، منوهاً إلى أنه لم يتم تحديد موعد اللقاء حتى الآن.

ورجح أن يتم استئناف لقاءات الدوحة بين فتح وحماس نهاية شهر مارس الحالي، مؤكداً أنه ليس من مصلحة أحد أن تطول فترة الترقب، "لأن شعبنا لم يعد يحتمل، وقد راهن على قياداته السياسية كافة وينتظر تطورات ملموسة"، حسب تعبيره.

لا يوجد حوارات

وفي ظل الحديث عن استئناف المصالحة، فإن هاني حبيب، المحلل السياسي استبعد أن يكون هناك مفاوضات من الأصل بالدوحة، و"لن تكون هناك لقاءات بين الحركتين أيضاً في الأيام القادمة".

وتابع حبيب لـ"شمس نيوز": قد يتواجد الطرفان بالعاصمة القطرية، لكن الأمور معروفة ومكشوفة، حيث جرت مباحثات في القاهرة ومكة والدوحة وغزة والضفة، وكل شيء كان مفتوحا ومفضوحا"، معتبراً الحديث عن مفاوضات بين "حماس وفتح"، شكلا من أشكال الخداع للجمهور والرأي العام الفلسطيني.

ويرى المحلل السياسي أن القاهرة لا تزال متمسكة بملف المصالحة، وهي الوحيدة التي تملك مفتاح الضغط على فتح وحماس لإنجازه، بالرغم من كل الفشل السابق"، لافتاً إلى أن الأطراف الأخرى قد تساعد القاهرة في هذا الدور أو تضع العراقيل، بحسب تعبيره.