غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر مراكز الأعشاب بغزة .. "الوهم المتبدد" الذي لم يجد من يردعه !!

غزة / شمس نيوز

تقرير: صلاح سكيك

تختلف مقاصد الغزيين في الذهاب لمراكز التداوي بالاعشاب، فمنهم من يذهب بهدف العلاج ومنهم من يذهب للتخسيس ومنهم لاجل التداوي من امور خلقية يعاني منها. 

زادت في الاونة الاخيرة اعداد تلك المراكز ماجعل المواطن في حيرةٍ من أمره، لعدم قدرته على تمييز الصالح من الطالح! 

نغمة التخسيس! 

السيدة آمال نعيم، إحدى ضحايا هذه المراكز، وحسب وصفها فقد عانت من السمنة المفرطة لسنوات طويلة حتى وصل وزنها لاكثر من 90 كجم. 

تقول نعيم انها سمعت من جارتها عن شخص يعالج امراض السمنة بالأعشاب، في البداية لم تصدق اقوال جارتها التي ظلت تقنعها لايام عديدة للذهاب معها. 

تكمل نعيم: بعد محاولات كثيرة اتفقنا ان نذهب لذلك الشخص حتى يجد لي علاجًا يقضي على مشكلتي مع السمنة. 

بدون أي فحوصات 

تضيف أمال لـ"شمس نيوز"، وصلنا للمكان فظننت للوهلة الأولى بأن العطار سيقوم بالاستفسار عن وضعي الصحي أو طلب تشخيص لإعطائي الوصفة المناسبة، لم يحدث ذلك، فقط ناولني وصفة "جاهزة" من درج مكتبه، مؤكدًا على أنها مجربة 100% وليس لها أي مضاعفات. 

تزيد نعيم بالقول: بعد اسبوع من استعمال الخلطة، بدأ وزني بالتناقص بالفعل، إلى أن خسرت 5 كجم، شعرت بالسعادة حينها، لكن الأسابيع التالية بدأت اشعر بأن وزني توقف على ذلك وأحيانًا يزداد، على الرغم من التزامي الشديد بكافة النصائح الوهمية التي زودني بها صاحب المحل. 

استمر ذلك الحال لاشهر عديدة وفي كل مرة اشتكي للعطار بأن وزني ثابت ولا ينقص ، كان يقول لي انكِ لا تلتزمين بالوصفة ويأخذ سعرها 15 شيكلًا كل اسبوع! 

اكتشاف اللعبة 

وتتابع نعيم انه بعد فترة وجيزة شعرت بآلام في المعدة، ما اقتضى نقلي إلى المستشفى، وبعد أن أجريت التحاليل اللازمة اكتشفت أن للخلطة الوهمية مضاعفات أثرت على معدتي نتيجة شدة التفاعل بين عناصر الخلطة، فنصحني الأطباء بضرورة التوقف عن السم الذي كنت أتناوله يوميًا، مؤكدين بأن اتباع الحمية الغذائية الطبيعية هي الأفضل صحيًا ونفسيًا وماليًا

الاقلاع عن التدخين 

الأغرب هي قصة ابو إياد الحوراني، الذي ذكر انه اراد الاقلاع عن التدخين، وبعد محاولاته المستميتة فشل في ذلك وفي كل مرة يعود ليشرب السجاير بشكل اكبر، ما دفعه إلى أن يذهب لاحد العطارين بسوق الزاوية، من اجل الحصول على وصفة خاصة بترك التدخين! 

يشير الحوراني بأنه كان يدفع 30 شيكلًا أسبوعيًا من اجل شراء الوصفة السحرية، واستمر في ذلك 4 شهور وكان يقلل من استهلاكه للتدخين، ولكن الأمر الغريب انه إذا نسي في يوم من الايام تناول الخلطة فانه يلاحظ إفراطاً وحاجةً اكبر للتدخين والعودة للمشكلة بدلًا من حلها "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت". 

ويزيد بالقول: بعد كل هذا اكتشفت لعبة العطار المزعوم الذي اراد التربح من خلالي، وجعلني رهينةً لوصفته التي أسرتني مما استلزم قيامي بالإبلاغ عنه لدى مركز الشرطة، وهو الآن رهن الاعتقال بسبب خلطاته المزعومة وبيعه الوهم للمواطنين. 

صعوبة تمييزها 

بدوره اكد د. ناصر حسنين مدير مركز رفح للأعشاب الطبية، صعوبة التمييز بين الأعشاب الحقيقية ذات الفائدة من الأعشاب المضرة التي تسبب مضاعفات لمتناوليها. 

واعتبر حسنين خلال حديثه مع مراسل "شمس نيوز"، ان صرف وبيع الوصفات يتم من خلال تشخيص كامل للطبيب المختص، حتى يتأكد العطار أو صاحب المركز من حالة الشخص وإعطاؤه الوصفة المناسبة لعمره ووزنه وصحته. 

وعن المواصفات التي يجب توافرها بالشخص الذي يعطي الخلطة أو الوصفة، قال حسنين: انه يجب ان يكون مؤهلًا عمليًا وعلميًا لممارسة المهنة، من خلال شهادة جامعية في أحد كليات كيمياء النبات أو الطب البديل أو تحت مسمى أخصائي تغذية، بالإضافة لخبراته في هذا المجال. 

واكد أن الوصفات التي تتعلق بالمشاكل الجنسية، جاءت في مرتبة بحث الشباب الأولى، يليها وصفات أخرى كـ"الصداع النصفي، والقولون، والغضروف، وآلام المفاصل والظهر، وخلل الهرمونات". 

ونصح حسنين المواطنين بتوخي الحذر عند شراء واستخدام الوصفات والاجتهاد في ذلك، وضرورة مراجعة المختصين في كل اجراء يقوم به متعاطي تلك الوصفة حتى لا يندم عندما يقع في الخطر. 

البلدية: لانعطي تراخيص الا ...

البلدية قالت انها لا تعطي تراخيص لمراكز التداوي بالأعشاب، إلا بعد أن يحصل أصحابها على ترخيص معتمد من وزارة الصحة، كونها المخوّلة بذلك، فيما أشارت الى ان طواقمها تراقب اعمال العطارين واصحاب المراكز، وطالبت المواطنين بالتبليغ عن أي مخالفات سواءً بالاتصال أو مراجعة مقرات البلدية لان المواطن رقيب نفسه. 

وحسب قانون الصحة العامة الذي اطلعت عليه شمس نيوز، فإنه يحظر مزاولة أي عمل أو حرفة لها أثر على الصحة العامة أو صحة البيئة، إلا بعد الحصول على موافقة مكتوبة من الوزارة، ولا يجوز الترخيص لأي منشأة قبل الحصول على موافقة وزارة الصحة.