قائمة الموقع

خبر كاميرات الأردن بالأقصى.. توثيق لجرائم إسرائيل أم تجسس على المصلين ؟

2016-03-27T08:38:15+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

بعد أن فشل الاحتلال الإسرائيلي بتركيب الكاميرات داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، إثر وساطة من جون كيري وزير الخارجية الأمريكي بداية انتفاضة القدس، عادت مملكة الأردن مرة أخرى للحديث عن تركيب تلك الكاميرات؛ بهدف نقل جرائم الاحتلال من خلالها للعالم وبث ما يدور داخل أروقة المسجد، حسب تبريرهم.

كما العادة.. رفض الفلسطينيون وبالأخص المقدسيون تركيبها، لأنه وبحسب اعتقادهم فإن وجودها داخل المسجد، يعني عين الاحتلال التي ستكشف الشبان والنساء المرابطين والمرابطات وتحركاتهم للتصدي للمستوطنين الإسرائيليين.

لرصد تحركات المقدسيين

المقدسي أبو إياد (63 عاماً) من البلدة القديمة، أعرب عن رفضه الشديد للمشروع الأردني بتركيب كاميرات داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أنها سترصد تحركات المصلين والمرابطين من الرجال والنساء، "حينما نتصدى لقطعان المستوطنين الذين يستفزون مشاعرنا باقتحامهم الأقصى".

وقال أبو إياد الذي اكتفى بذكر كنيته فقط لـ"شمس نيوز": نحن مستاءون من وجود كاميرات بالأقصى، لأنها سترصد وجوه وتحركات المرابطين والمرابطات".

ولفت إلى أن "الحكومة الإسرائيلية لم تقدر على تركيبها في وقت سابق، معرباً عن استغرابه من إعلان الأردن نيتها القيام بذلك؟

وأضاف: حكومة الاحتلال لم تقم بتركيبها لأننا منعناها بالقوة، فكيف للحكومة الأردنية أن تقوم بهذا الأمر، وتكشف المرابطين والمصلين بالقدس، الذين يقاومون الاحتلال ويتصدون له!".

وكانت الحكومة الأردنية، أكدت أن الهدف من وراء تركيب الكاميرات في الحرم القدسي الشريف هو توثيق الانتهاكات والاقتحامات الصهيونية، وتمكين مليار و700 مليون مسلم من متابعة ما يجري في ساحات الأقصى عبر شبكة الإنترنت.

وشدد وزير الإعلام الأردني محمد المومني، على موقف الأردن باعتبار حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف خطاً أحمراً، لافتا إلى تسخير الدولة الأردنية لكامل إمكاناتها لترجمة هذا "الموقف الملكي الثابت تجاه حماية المقدسات".

وأشار إلى أنه سيتم تركيب الكاميرات خلال الأيام المقبلة لتغطية ساحات الحرم القدسي الشريف، مؤكدا أنه لن يتم تركيبها داخل المساجد لأن الهدف منها توثيق الانتهاكات الصهيونية.

دوراً مزدوجاً

من جهته، دعا رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، الشيخ رائد صلاح، وزارة الأوقاف الأردنية، للتراجع عن تركيب الكاميرات في ساحات المسجد الأقصى المبارك، موضحاً أن "الحقيقة المرة تقول بأن الاحتلال سيحول الكاميرات لـ55 عين تجسس على الأقصى".

وقال الشيخ صلاح في تصريحات له: "لو كنا نضمن أن هذه الكاميرات تحت سيطرة وزارة الأوقاف الأردنية 100% فلا غبار عليها، لكن نحن على يقين أن الاحتلال الإسرائيلي سيفرض سطوته عليها"، منوهاً إلى أن الاحتلال سيتخذ من الكاميرات دورًا مزدوجًا من خلال مراقبة المرابطات وتجريم حراس الأقصى ومناصرة اعتقالهم أو إبعادهم عن المسجد المبارك، واستغلال الكاميرات في تبرئة "صعاليقه" من كل جريمة يقومون بها خلال اقتحامهم للأقصى، على حد تعبيره.

المقدسية أم محمد (44 عاماً) إحدى المرابطات بالمسجد، حذرت من تركيب هذه الكاميرات، مفسرة ذلك "بأنها ستكشف المرابطات اللاتي يواجهن جماعات اليهود والمتطرفين حين دخولهم للأقصى".

وشددت أم محمد خلال حديثها لـ"شمس نيوز" على رفض المقدسيين هذا الأمر، مضيفة "من غير المعقول أن تقدم الأردن على خطوة كهذه، لأن الاحتلال هو من سيستفيد منها"، بحسب اعتقادها.

وتابعت: في حال تم تركيبها سيكون للمقدسيين رأي، ومن المحتمل أن يتم نزعها وتكسيرها أيضاً، لأننا نرفض عيون أخرى للاحتلال تتجسس علينا بالمسجد الأقصى".

وأشارت إلى أنه في حال صورت هذه الكاميرات بعض الشخصيات التي تدافع عن الأقصى "فسيقوم الاحتلال باعتقال أي مواطن أو مواطنة في تلك الحال، وقد يتم نفيه ومنعه من دخول الأقصى لأيام بل وأشهر أيضاً".

يذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وافق على وضع كاميرات مراقبة حية في باحات المسجد الأقصى المبارك لمتابعة الانتهاكات "الإسرائيلية".

وقال عباس في لقائه نائب رئيس وزراء الأردن ووزير الخارجية ناصر جودة الأسبوع الماضي في مقر الرئاسة برام الله: "نحن نوافق على ما يوافق عليه الأردن بما يتعلق في المسجد الأقصى المبارك، خاصة وأن المقدسات تحت الوصاية الأردنية إلى أن يتم تحرير القدس وإقامة الدولة الفلسطينية".

الاحتلال مستفيداً

من جهته، يرى الخبير المقدسي، حسن خاطر أن المستفيد الأول والأخير من تركيب كاميرات بالأقصى الاحتلال الإسرائيلي، منوهاً إلى أن عائدات الكاميرات ستكون تحت تصرف الاحتلال أولاً، ثم بعد ذلك تستفيد منها الأطراف الأخرى بما فيها الأردن والعالم الإسلامي.

وأوضح خاطر لـ"شمس نيوز"، أن كاميرات الأقصى أثارت جدلا طويلا ومازالت ، رغم أن الحكومة الأردنية أعلنت قبل أسبوعين بأنها غير معنية بتركيبها، وأن ما أعلنت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية غير صحيح، وهي لم توافق ولم تتفق على تركيب مثل هذه الكاميرات".

واعتبر أن منطلقات الأردن تختلف عن منطلقات الاحتلال حول تركيب الكاميرات، مضيفاً "الأردن تحاول تركيبها من أجل حفظ أمن المصلين وتوثيق جرائم الاحتلال، وليبقى المصلون على تواصل مع الأقصى وما يجري في داخله، وهذه أهدافاً نبيلة".

وشدد على رفض المقدسيين والمصلين تركيب الكاميرات، "سيتعاملون معها حسب ما يفهمونه، وليس حسب النوايا التي تطرح في وسائل الإعلام هنا وهناك"، مشيراً إلى أن تركيب الكاميرات سلاح ذو حدين فيه منافع وأضرار.

وبحسب الخبير المقدسي، فإن أوقاف الأردن تعلم جيداً مصالح المصلين المقدسيين، ويجب عليها أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح الفلسطينية والإسلامية بشكل خاص في تلك الحالة"، مبيّناً أن الجميع يريد أن يكون هدف تركيب الكاميرات إيجابياً، لكن "سيكون للمصلين موقف ملموس من هذا الموضوع، وبكل تأكيد لن يستمر وجوده هذه الكاميرات داخل الأقصى".

وكان جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة كشف في أكتوبر الماضي عن اتفاق أردني إسرائيلي على اتخاذ تدابير جديدة بخصوص المسجد الأقصى، منها تركيب كاميرات للمراقبة على مدار الساعة، والسماح للمسلمين بالصلاة في المسجد، ولغير المسلمين بالزيارة فقط، الأمر الذي جوبه بالرفض من الموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني.

اخبار ذات صلة