شمس نيوز/الخليل
مددت المحكمة العسكرية الإسرائيلية مساء أمس، فترة اعتقال الجندي الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل حتى الغد؛ بغية استكمال التحقيق معه، رغم أن النيابة العسكرية طلبت تمديد فترة الاعتقال تسعة أيام.
وأفيد أن المحكمة مددت أيضاً سريان مفعول إبقاء هوية الجندي طي الكتمان، فيما قالت النيابة إنها حصلت على أمر من محكمة الصلح في القدس يتيح لمعهد الطب العدلي بتشريح جثة الشهيد الشريف "للتأكد من حالته قبل إطلاق النار عليه من جانب الجندي".
وطلبت النيابة تغيير التهمة الموجهة إلى الجندي من عملية القتل المتعمد إلى "التسبب في القتل عن طريق الإهمال".
وأكد المدعي العسكري الإسرائيلي أدورم ريغلر خلال جلسة للمحكمة العسكرية في "كستينا" أمس، أن المحكمة نظرت في تمديد اعتقال الجندي للاشتباه أنه أطلق النار بشكل متعمد ومن دون وجود حاجة عسكرية لذلك.
وأضاف المدعي أن "علامات الاستفهام تظهر من عدة جوانب. وسلوكه هذا لا يبدو سلوك من يعمل من خلال وجود خطر على حياته. ومجمل الأفعال لا تدل على وجود خطر على الحياة أثناء إطلاق النار؛ فإطلاق النار تم بعد دقائق طويلة بعد أن كان المخربان على الأرض بعد إطلاق النار عليهما من جانب القوة لإحباط عملية طعن" وفق تعبيره.
وأوضح المدعي أن الجندي القاتل خرق الأوامر العسكرية للضباط وقواعد الأمان وتعليمات إطلاق النار، كما أكد على أن هناك تناقضات في أقوال الجندي القاتل الأمر الذي يستوجب التعمق في التحقيق.
ولفتت تقارير إعلامية إلى أن الجندي القاتل دخل إلى المحكمة من دون أن يكون مكبل اليدين.
وتظاهر مئات الإسرائيليين دعما للجندي القاتل قبالة المحكمة العسكرية، ورفعوا لافتات كتب عليها شعارات عنصرية، مثل "لا نتخلى عن جندي في الميدان"،"الدم اليهودي ليس مستباحا"، "عقوبة الإعدام للمخربين"، "أطلقوا سراح البطل"!
وتواجد بين المتظاهرين رئيس حزب "يسرائيل بيتنا"، افيغدور ليبرمان، الذي قال "جئنا إلى هنا من أجل تأييد الجندي وإجراء توازن ضد التدخل الفظ من جانب رئيس الحكومة ووزير الأمن. وما شهدناه منذ بداية القضية كان تدخلا غير معقول قبل أن بدأ التحقيق".
وزعم ليبرمان: "يتهجمون على شاب عمره 19 عاما. وأنا لا أتخذ موقفا حول ما إذا عمل بشكل صحيح أم غير صحيح. أفضل جنديا يخطئ في ترجيح الرأي وعلى قيد الحياة على جندي يتررد ويُقتل على أيدي مخربين، وقد شهدنا حالات كهذه".
وتابع "هذا جندي أرسله شعب إسرائيل من أجل الدفاع عن شعب إسرائيل، وحتى عندما يخطئ، ليس معقولا أن يتخلى الجميع عنه ويتهمونه بالقتل العمد. هذا أمر غير معقول".
وكانت صحيفة "معاريف" قد ذكرت أمس، أن التقديرات حيال بند الاتهام الذي سيوجه ضد الجندي الإسرائيلي الذي أعدم الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، سيكون التسبب بالموت جراء إهمال، بدلا من القتل العمد، وذلك بزعم أن التحقيق الذي تجريه الشرطة العسكرية تظهر وجود إهمال أكثر من نية بالقتل العمد.
وتوقع محللون عسكريون تخفيف المؤسسة العسكرية لبند الاتهام ضد الجندي القاتل، على خلفية الضغوط التي يمارسها اليمين المتطرف ضد المؤسسة العسكرية ووزير الأمن، موشيه يعلون، الذي أكد أمس على أن الجريمة التي ارتكبها الجندي واضحة.
وفيما يدعي الجندي القاتل أنه أعدم الشريف تحسبا من أن يكون حاملا حزاما ناسفا، أكد قائد الجبهة الوسطى للجيش الإسرائيلي، روني نوما، أن "الجندي قرر لوحده إطلاق النار على المخرب، وقائده العسكري نفى وجود حزام ناسف".