شمس نيوز/عبدالله مغاري
عاد وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس مساء أمس الأربعاء إلى قطاع غزة, بعد أسبوعين من زيارته القاهرة, وعقده أكثر من لقاء مع مسئولين مصريين, بجانب جلسات مطولة من الحوارات, في محاولة لجسر هوة الخلافات بين حركة حماس والجانب المصري .
أكثر من عشرة أيام قضاها الوفد في القاهرة, دون أن يفصح أي طرف عن تفاصيل دقيقة حول ما جرى من مباحثات بينهما, سوى تلك التصريحات المقتضبة التي طمأنت الجانبين, بأن اللقاءات إيجابية وتسير نحو التقدم, وسط تسريبات إعلامية بعضها كان يبعث الأمل وبعضها الإحباط لسكان غزة, الذين علقوا آمال الانفراجة على زيارة وفد حماس للقاهرة, فهل نجحت لقاءات القاهرة, أم عاد الوفد بخفي حُنين؟ .
مراقبون ومتابعون رأوا في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أنه لا يمكن الحديث عن نجاحات كبيرة حُققت خلال لقاء حماس القاهرة, وان قضايا عديدة لم يتم حلها, فيما يتفق المحللون السياسيون على أن إعادة المياه إلى مجاريها, بحاجة لجولات أخرى قد تكون قريبة.
كانت إيجابية
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" زياد الظاظا نفى في أول تصريح صحفي من حماس بعد وصول وفدها لغزة, ما ذكرته وسائل إعلام حول فشل لقاءات القاهرة , مؤكدا أن الحوارات التي أجرتها حماس مع مصر كانت إيجابية .
وأشار الظاظا في تصريح خاص لـ"شمس نيوز" مساء الأربعاء, إلى أن عودة وفد حركته لغزة كانت طبيعية وليس لها علاقة بفشل اللقاءات كما تداولت بعض وسائل الإعلام, متمنيا رؤية نتائج الزيارة على أرض الواقع في الوقت القريب .
وحول ما إذا كان الوفد قد قطع زيارته لدول عربية أخرى قال الظاظا : لم يكن مقررا زيارة الوفد لدول أخرى الأمور كانت متروكة للحوارات بين القيادة بالداخل والخارج"
هل نجحت ؟
الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله يرى أنه من الصعب الحديث حاليا عن نجاح كامل لزيارة وفد حماس للقاهرة, معتبرا زيارة وفد حركة حماس بحد ذاتها نجاحا .
وقال عطا الله لـ"شمس نيوز": الأمور تتحرك بين النجاح والفشل, ومن المبكر الحديث عن انجاز الآن, هناك نجاحات أولية ,لا اعتقد أن الزيارة حققت كل الأهداف, ولكن وجود حركة حماس في القاهرة بحد ذاته نجاح"
وأشار الكاتب عطا الله إلى أن تفاصيل ما جرى بالقاهرة بحاجة لوقت للظهور بشكل واضح, منوها إلى أنه في حال كانت هناك نجاحات كبيرة, وبكل القضايا, لما تأخرت حماس في الإعلان عنها .
أما المحلل السياسي مصطفى الصواف فيرى أن هناك بعض النجاحات حققت في أول لقاء تم بين الجانبين,منوها إلى أنه وبالرغم من شح التصريحات الإعلامية من قبل حماس, إلا أن التصريحات المقتضبة تبين أن لقاء الوفد مع القاهرة كان ايجابيا .
لقاءات أخرى
وتوقع الصواف أن تعقد لقاءات أخرى بين الجانبين خلال الفترة القادمة,عازيا قوله إلى أن الخلافات بين حماس والقاهرة معقدة ولا يمكن أن تحل بجلسة واحدة, فيما لم يتم حل جميع القضايا خلال الحوارات، حسب قوله.
ولم يستبعد الكاتب عطا الله عقد لقاءات أخرى بين الجانبين مضيفا "لا يمكن لأي أحد أن يتوقع بأن اللقاءات انتهت ,هناك قضايا لم يبت فيها الوفد خلال زيارته , وهذا يتطلب لقاءات أخرى لإنهاء الخلافات القائمة "
وأوضح عطا الله أن كلا من الطرفين استمع للأخر, وأن حماس ردت ردودا أولية على المطالب المصرية خلال اللقاءات السابقة, مشيرا إلى أن أزمة الثقة بين حماس ومصر بحاجة إلى خطوات عملية كي تتلاشى " يُنتظر ربما تنفيذ ما تم الاتفاق عليه"
لما الصمت ؟
وعن عدم إدلاء حماس بتفاصيل اللقاءات حتى اللحظة, يرجح الكاتب مصطفى الصواف أن حماس لا تريد الإفصاح عن تفاصيل اللقاءات لأسباب متعلقة باستكمالها وضمان نجاحها, وأنها كانت تنتظر انتهاء الزيارة لتفصح عما جرى ,متوفعا أن يصدر موقفا واضحا عن حماس خلال الساعات القادمة حول حواراتها مع القاهرة .
بينما يرى الكاتب أكرم عطا الله بأن حماس قد تكون تريد إعفاء نفسها من تساؤلات عديدة على بعض القضايا, مضيفا "ربما حركة حماس قدمت تنازلات في بعض القضايا, هل تقول تنازلنا عن هذا وذاك؟ لا يمكن أن تقول ذلك ,وإذا قالت فإنها بحاجة إلى الإجابة عن سؤال( إذا كان هناك تنازلات لماذا غامرتم بتلك السنوات؟) "