قائمة الموقع

خبر خدعة جديدة أم حلولاً استسلامية؟ التيه مجدّداً في سيناء !

2016-04-05T17:15:30+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يوجد لخطة إقامة دولة فلسطينية خارج فلسطين التاريخية سواء في "الأردن أو سيناء" سوابق كثيرة في الفكر الإسرائيلي، فقد كانت عبارة "الأردن هي فلسطين" صرخة تحشيد متكررة في الوسط الإسرائيلي منذ عقود، وكانت هناك اقتراحات موازية تتعلق بسيناء، إلا أنه وفي الأوقات الأخيرة لقي خيار "سيناء" استحساناً لدى الإسرائيليين، خصوصاً بعد اندلاع الانتفاضة الثانية قبل 16 عاماً. 

ويبدو أن دعم هذه الفكرة قد تصاعد بعد فك الارتباط في العام 2005، وبعد فوز حماس بالانتخابات وإدارتها غزة، لتتجه الأنظار نحو إقامة دولة فلسطينية بسيناء، الأمر الذي تسعى إليه إسرائيل جاهدةً من خلال تحركات هنا وهناك.

مسؤول سياسي إسرائيلي كشف أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عرض على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خطة لإقامة دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء.

وتقضي الخطة بحسب الضابط السابق في سلاح الاستخبارات العسكرية "ماتي ديفد"، بنقل ما مساحته 1600 كلم2 من الأراضي المصرية في سيناء إلى السلطة الفلسطينية، لأنه على حد اعتقاده فإن حل الدولتين آخذ في التراجع رويدا رويدا.

مصر تنفي

الجانب المصري ينفي أن يكون السيسي قد عرض على عباس أفكاراً من هذا القبيل، لأنها بحسب وصف الكاتب الإعلامي المصري المهتم بالشأن الفلسطيني أشرف أبو الهول " حماقة كبيرة".

وشدد أبو الهول في حديثه لـ"شمس نيوز"، على أنه من الاستحالة أن يكون الرئيسان قد تحدثاً بمثل هذه الأحاديث، مشيراً إلى أن إقامة دولة فلسطينية بسيناء كانت سبباً في "إطاحة الجيش المصري بحكم الإخوان المسلمين في مصر" حسب أبو الهول.

وأضاف، "محمد مرسي وافق على إعطاء غزة جانب من سيناء إلى حين حل المشكلة مع إسرائيل، وهو ما جعل السيسي والجيش يرفضوا هذا الأمر ويطيحوا بحكم الإخوان"، لافتاً إلى المقترح الإسرائيلي الذي قٌّدم قبل عشرات السنين، والذي يقضي بتوسيع غزة من خلال إضافة جزء من سيناء، على أن تأخذ مصر جزءاً من أراضي النقب "الإسرائيلية".

وأردف أبو الهول: وهذا كان ضمن مشروع تبادل الأراضي، الذي كانت تسعى إليه إسرائيل وتخطط له إلى حين حل القضية الفلسطينية بطريقتها"، مشدداً على رفض الجمهورية المصرية لمثل هذه الأطروحات، "لأن الحل عند المصريين انسحاب إسرائيل من حدود عام 1967".

الفلسطينيون يرفضون

ولأنه من المعروف بأن إقامة دولة لفلسطين في سيناء أمرا مرفوضاً للكل الفلسطيني، فإنه بحسب المحلل السياسي عبد الستار قاسم قد يكون مقبولاً لدى عباس، غير مستبعداً أن يكون السيسي قدم هذا المقترح لأبو مازن مؤخراً.

وقال لـ"شمس نيوز": من الممكن أن يقوم الرئيس المصري بطرح هذه الفكرة، فالمصريون لا يخجلون في البحث عن حلول استسلامية للقضية الفلسطينية"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن وزير الخارجية المصري قد طرح بالسابق فكرة تعويض إسرائيل للفلسطينيين مقابل أرضهم.

وشدد المحلل قاسم، على أن الفلسطينيين لهم أراضٍ في الداخل المحتل تم سرقتها من قبل الاحتلال، مضيفاً " وكلنا نريد هذه الأراضي ونحن نربي أبنائنا على ضرورة استرجاعها ولو كلفنا هذا أرواحنا ودمائنا"، على حد تعبير قاسم.

مشروع قديم جديد

في وقت سابق تم الحديث عن دولة فلسطينية بسيناء، حيث اتهم الطيب عبد الرحيم المتحدث باسم أبو مازن في سبتمبر عام 2014 إسرائيل باستخدام هذا الاقتراح من أجل “تدمير القضية الفلسطينية”، وقال: إن هناك خطة مشابهة لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، كان قد تقدم بها لفترة وجيزة سلف السيسي، الرئيس السابق محمد مرسي".

ليعتبر الخبير في العلاقات الدولية، د. أشرف الغليظ أن " دولة فلسطينية بسيناء" فكرة قديمة جديدة، منوهاً إلى أنه تم الحديث عنها قبل حكم السيسي أيضاً.

واستبعد الغليظ خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن يقبل الشعب الفلسطيني وقيادته مثل هذه الأطروحات، لأنه على حد اعتقاده فإن شعبنا الفلسطيني منذ عام 1948 وهو يسعى لطرد الاحتلال من كامل تراب فلسطين.

وأوضح في السياق، أن "هناك دلائل تاريخية تم تناولها في بعض الكتب التاريخية تتحدث بأن سيناء والعريش جزءاً من الأرض الفلسطينية، وقد يتم الحديث في هذا الجانب على أنها أرضاً فلسطينية"، حسب وجهة نظر الغليظ.

وزاد بالقول: قد تكون هناك أطروحات مقابل أمور سياسية أخرى تسير من تحت الطاولة، وإن قبل محمود عباس هذا المشروع فإنه سيكون هناك شيء يصعب التكهن به".

ومؤخراً.. نفى الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الثلاثاء، ما أوردته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وجود عرض من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يقضي بإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة وجزء من شبه جزيرة سيناء.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية "وفا" عن أبو ردينة تأكيده أن هذه أنباء عارية عن الصحة تماما "فمصر والرئيس السيسي لا يدخران جهدا من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967".

وشدّد على أن عباس حريص على وحدة أراضي الدولة المصرية؛ وقد رفض سابقا مشروع "غيورا إيلاند" بإقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء.

اخبار ذات صلة