شمس نيوز / عبدالله عبيد
يحاول الاحتلال الإسرائيلي جاهداً التنغيص على حياة أبناء الشعب الفلسطيني بالأخص في قطاع غزة المحاصر لأكثر من عشر سنوات، فبعد أن سمح للصيادين الدخول في البحر لـ9 أميال، قام بإطلاق النار تجاه مراكبهم ومصادرة شباكهم ومعداتهم، بالإضافة إلى اعتقال بعضاً منهم واحتجازهم لساعات طويلة.
ويشتكي صيادو غزة من ممارسات الاحتلال تجاههم، من إطلاق نار واعتقال وضح مياه في مراكبهم بشكل يومي، والعديد من الإجراءات التعسفية بحقهم.
يقول الصياد أسامة علي (42) عاماً: الاحتلال سمح لنا الصيد في الـ 9 ميل وفي منطقة محصورة بمساحة رملية لا يوجد فيها أسماك كثيرة، إلا أنه يقوم بإطلاق النار علينا يومياً".
ويضيف علي لـ"شمس نيوز": ازدادت هذه الإجراءات بعد الـ 9 ميل بشكل أكبر عن السابق، وكأنه سمح لنا بالصيد فيها من أجل صيدنا من خلال أسلحته"، يقول ساخراً.
وأشار إلى أنه يقوم بإيقاف مراكبهم في عرض البحر وتفتيشها، ناهيك عن تعريتهم وإقلاعهم ملابسهم، و"أحيانا ضخ المياه من زوارق الاحتلال تجاهنا كي لا نقترب أكثر من التسعة ميل"، حد قوله.
واعتقلت بحرية الاحتلال أمس الجمعة أربعة صيادين من بحر رفح جنوب القطاع وصادرت مركب الصيد الخاص بهم والصيادين الأربعة هم، أحمد عمر البردويل (27 عاماً) وشقيقه إياد (23 عاماً)، ومحمد جهاد مصلح (31 عاماً) وشقيقه بلال (22 عاماً).
تشديد الخناق
نزار أبو عياش، نقيب الصيادين الفلسطينيين أكد أن الإجراءات الإسرائيلية بحق الصيادين بعد سماحه الصيد بـ 9 أميال، ازدادت عنها في السابق، مشيراً إلى أنها إجراءات لتشديد الخناق على الصياد الفلسطيني، والتنغيص على حياته.
وقال عياش لـ"شمس نيوز"، إن إسرائيل تمارس بحق الصيادين ممارسات عنجهية تدلل حقد دولة إسرائيل علينا، فهناك إطلاق نار بشكل يومي ومصادرة معدات وقوارب وضخ مياه واعتقالات واحتجاز لساعات".
وأضاف، المفروض أن يكون لنا حرية في بحرنا دون أية قيود، لكن هذا الاحتلال يفرض سياسته ويتمادى بإجراءاته، فالصيادون قبلوا بالتسعة أميال بعد سنوات طويلة، إلا أنه يقوم بإذلالهم واعتقالهم ومضايقتهم"، مفسراً قيام الاحتلال بهذه الإجراءات؛ "لجعل شريحة الصيادين متسولة غير قادرة على تلبية احتياجات أسرها"، بحسب عياش.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد سمح للصيادين بتوسيع رقعة مساحة الصيد على شواطيء غزة من 6 أميال إلى 9 أميال، وحدد منطقة الصيد من منطقة وادي غزة وحتى رفح جنوباً، أما المناطق الشمالية من الواد فهي كما كانت بالسابق 6 أميال فقط.
بطش وتنكيل
من جهته، اعتبر مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية إجراءات الاحتلال ضد الصياد الفلسطيني بـ"البطش والتنكيل"، وأن إسرائيل تضرب بعرض الحائط القانون الدولي.
ويرى البرغوثي خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن إسرائيل قد زادت مساحة رقعة الصيد في بحر غزة شكلياً، أي أمام وسائل الإعلام فقط، مضيفاً: وكل هذه الإجراءات هي إجراءات احتلال من أجل التنغيص على حياة الفلسطينيين".
وتابع: حتى اتفاق أوسلو الذي مازالوا يتبجحون به يعطي حق الصيد لقطاع غزة 20 ميلا، منوهاً إلى أن إسرائيل تزداد عدواناً وتعنتاً يوماً عن آخر.
ولفت البرغوثي إلى أن مواجهة هذه الإجراءات يكون من خلال فرض عقوبات على الاحتلال، وقال: لا بد من مواجهة إسرائيل بفرض العقوبات كي يتم ردعها، وهي لن ترتدع إلا بالقوة، لأنها لن تفهم إلا تلك اللغة"، على حد تعبيره.
الجدير بالذكر، أن مركز حماية لحقوق الإنسان اعتبر عام 2015 هو الأسوأ على الصيادين الفلسطينيين والذي كثفت فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاتها على الصيادين في قطاع غزة، من خلال ملاحقتهم في عرض البحر المتوسط قبالة السواحل بصورة مستمرة، وهددت سلامتهم وحياتهم.
وقال عمر قاروط مدير مركز حماية لحقوق الإنسان: إن البحرية الإسرائيلية شنت خلال العام المنصرم، 159 عملية إطلاق نار مباشر على الصيادين في عرض البحر، نجم عنها مقتل صياد وإصابة 21 آخرين، واعتقلت 70 صيادا من بينهم 7 أطفال، واحتجزت 26 قاربا خلال نفس العام، وأفرجت عن 4 منهم فقط".