قائمة الموقع

خبر "جسر الملك سلمان".. الخير القادم من الشرق إلى الغرب

2016-04-09T20:28:13+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

بعد أن أعلن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الاتفاق على تشييد جسر بري بين السعودية ومصر عبر البحر الأحمر، بدأت الأنظار تلتفت نحو هذا الجسر لمدى أهميته في المنطقة، فالمشروع التاريخي يعتبر الأول الذي يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا ومدة عبوره لا تتجاوز 20 دقيقة!

مشروع بناء جسر يربط السعودية بمصر ليس وليد اللحظة بل يرجع للعام 2006، لكنه توقف بسبب رفض الرئيس الأسبق حسني مبارك، حتى لا يؤثر على المنتجعات السياحية في مدينة شرم الشيخ، وصرح حينها بأنه "سيلحق الضرر بالمشاريع السياحية وإفساد الحياة الهادئة والآمنة، ما يدفع السياح إلى الهروب منها".

وقال العاهل السعودي، إن الجسر البري سيرفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين ويخلق مئات فرص العمل، وأوضح في كلمته: "زيارتي تأتي لتعزيز العلاقات التاريخية بين السعودية ومصر".

أهمية اقتصادية

الكاتب والمحلل السياسي المصري، فهمي هويدي أعرب عن تفاجئه من الإعلان عن إنشاء جسر يربط السعودية بجمهورية مصر، مشدداً على أهمية هذا الجسر للبلدين من الناحية الاقتصادية.

وبحسب ما قاله هويدي لـ"شمس نيوز"، فإنه لا بد من مناقشة أمرين مهمين، قبل البدء والشروع بتنفيذ بناء الجسر، وهما الموضوع السياسي والدور الإسرائيلي، بالإضافة إلى الدور البيئي، "لأنه قد يؤثر على البيئة والأعشاب والشعب المرجانية"، بحسب وصفه.

وأضاف: الملف كله أُعلن من الجانب السعودي وليس من الجانب المصري والتفاصيل حوله أكثرها غير معروف حتى اللحظة"، لافتاً إلى أن إسرائيل لديها تحفظات حول إنشائه، "قيل أنها تريد أن تشترك في الإشراف على الجسر".

وتسائل هويدي "هل من الممكن أن يقبل الجانب المصري والسعودي أن تكون إسرائيل مشاركة في الإشراف عليه؟

وأكد أن الدولتين ستواجهان مشكلة كبرى إذا فرضت إسرائيل نفسها طرفاً فيه، مضيفا "ستواجهان مشكلة رغم أن السعودية علاقتها مع إسرائيل متنامية، وهذا الأمر الذي يجعلنا غير مطمئنين".

ووصل العاهل السعودي الخميس الماضي إلى القاهرة، في إطار زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام, للبحث في العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن التنسيق والتعاون بين البلدين في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من مخاطر إقليمية وخارجية.

يربط المشرق بالمغرب

أهمية إنشاء جسر "الملك سلمان" كبيرة وتعود بالفائدة للبلدين "السعودي والمصري"، ليرى اللواء المتقاعد، أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية في المملكة السعودية، بأن المشروع لا يعتبر جسراً فقط، إنما يشتمل على قطارات تسير فوقه وأنابيب غاز ونفط، وكابل محوري يربط مصر والسعودية بالكهرباء.

ولأن مصر والسعودية تُعتبران "دعامة الأمة العربية" بحسب تصنيف عشقي، فإن مشروع الجسر يعني "أن الأمة العربية سوف تستعيد نشاطها وقدراتها، بعد التحديات التي جاءت سواءً من الداخل أو من الخارج.

وتابع خلال حديثه لـ"شمس نيوز": هذا الجسر سوف يصل بين الدولتين وسيربط المغرب بالمشرق العربي"، منوهاً إلى أن إسرائيل ليس لديها أي تحفظات تجاه هذا الجسر، "لأنه طالما لا يعطل الملاحة فلن يكون له أي ضرر عليها".

وأوضح عشقي أن هذا المشروع طرح قديماً، منذ عهد الرئيس مبارك، مستدركاً " لكنه رفض آنذاك باعتبار أن هناك مستفيدين من المنتجعات السياحية بمصر، لذلك هو لا يريد أن يصيبها أي ضرر".

إسرائيل تعارض

حينما طرحت فكرة المشروع سابقاً، فإن إسرائيل عارضت وبشدة إقامة الجسر البري بين مصر والسعودية، نظرًا لأنّ الدراسات الهندسية أوضحت وقوع هذا الجسر فوق جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج إيلات، الأمر الذي سيجعل الجسر يمثل تهديدًا استراتيجيًا على إسرائيل.

ومن بين الأسباب التي قد تدفع إسرائيل أيضاً لرفض إنشاؤه، أن دولة الاحتلال ضد أي ترابط بين المشرق والمغرب العربي، كما عبّر الخبير في الشأن الإسرائيلي واصل طه، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي سابقاً.

واعتبر طه خلال اتصال هاتفي مع مراسل "شمس نيوز"، أن هذا الجسر يربط شبه الجزيرة العربية بسيناء، ليسهل عملية الاتصال بين الدولتين، مشدداً على أن هذا ما تتخوف منه إسرائيل وسترفضه سابقاً ولاحقا.

وقال: بدون أدني أشك ستسعى إسرائيل جاهدة لعرقلة المشروع، لأنه يزيد من الترابط بين منطقتين وقارتين، فهي تريد أن تبقى متحكمة في المنطقة لوحدها"، مستدركاً " لكن هذا يتعلق بالقرار العربي المصري والسعودي، فإذا كان هناك إصرار فسيتم إنشاؤه وإن لم يكن فستعترضه إسرائيل كما غيره من المشاريع"، بحسب طه.

وأوضح الخبير بالشؤون الإسرائيلية أن هذا الجسر سيضع إسرائيل أمام موقف حرج بقضية الملاحة في إيلات، منوهاً إلى أنها تسعى لاستقطاب الدولتين ليكون الممر عبر "إيلات والعقبة" كي تستفيد من ناحية اقتصادية.

وأضاف: من المرجح أن تطرح إسرائيل فكرة الربط بين البلدين من خلال جسر يمر من إيلات إلى السعودية عبر الأردن، تكون تكلفته أقل، وستلعب على هذه الناحية وستطرح قضية تكاليف المشروع بهدف أن تخدم مصلحتها الاقتصادية".

يذكر أن المشروع سمي بـ"جسر الملك سلمان" بعد اقتراح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ذلك الاسم، تيمناً بالعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي أعلن إنشاؤه خلال زيارته لمصر، وتم فيها التوقيع على 15 اتفاقية بين البلدين.

اخبار ذات صلة