شمس نيوز / صلاح سكيك
منذ أن بدأ الخلاف الأمني بين رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" ووزير جيشه "موشيه يعلون" فيما يتعلق بالمفاوضات الأمنية التي تجري بين الجانبين "الإسرائيلي والفلسطيني"، والتهديدات المتبادلة بين أنصار الطرفين تزداد حدة يومًا بعد يوم.
الخلاف بدأ عندما أبدى يعلون تأييده تقديم تنازلات معينة لصالح السلطة الفلسطينية تتمثل بتقليل نشاط جيش الاحتلال داخل منطقة "أ" التابعة للسلطة، بينما عارض نتنياهو ومعه المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" هذا الاقتراح ما أدى لنشوب خلافات عميقة بين الثنائي الأقوى في إسرائيل.
نتنياهو برر موقفه بأن حركة جيشه داخل المنطقة "أ" يجب أن تزداد لا أن تقل، وانه لا عودة للأوضاع التي كانت سائدة في العام 2002، معتبرًا أن وجود الجيش داخل تلك المنطقة هو أمر مقدس لحماية امن إسرائيل.
وساندت أحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل موقف نتنياهو، معتبرًة أن مجرد الخوض في هذا الموضوع يعتبر خيانة لإسرائيل.
أما فيما يتعلق بـ"يعلون" فكان رأيه بأن يتم تقديم تنازلات للسلطة ومنحها الحرية الكاملة وتحديد نفوذ الجيش الإسرائيلي؛ ما سيمكنها من السيطرة على الانتفاضة وضبط الأمن.
تهديدات بالقتل
انقسمت آراء الإسرائيليين في الخلاف الشائك، فأنصار نتنياهو نشروا صورًا ليعلون يتم خلالها التصويب عليه من سلاح لقتله بعد ما اعتبروه تجاوزاً للخطوط الحمراء، عقب ذلك خرج مكتب نتنياهو ببيان مطالبًا الجمهور الإسرائيلي بضرورة احترام الآراء وإظهار الشفافية دون اللجوء للعنف والتجمهر، وان تلك الخلافات تدار بالاحترام والنقاش.
وكان هذا الموقف القشة التي قسمت ظهر البعير، فمنذ أسابيع قليلة تحدث يعلون بغضب في قضية المصاب الفلسطيني بعد أن قام احد جنود الإحتلال بإطلاق النار على شاب فلسطيني جريح في الخليل، وإعدامه، وخرج مستنكرًا الحادثة وواصفًا إياها بالمتناقضة مع مبادئ وقيم جيشه، فقد من باب أولى تقديم الإسعاف للمصاب الفلسطيني، بحسب زعمه، ما أدى إلى غضب كبير داخل اليمين الإسرائيلي.
خلافات قديمة جديدة
المحلل السياسي د. "محمود العجرمي"، اعتبر أن هذا الخلاف لا ينحصر فقط بين نتنياهو ويعلون، وان الخلاف هو خلاف عسكري امني من جهة، و سياسي من جهة أخرى وسيطفو على السطح بشكل اكبر خلال الأيام القليلة المقبلة، الأمر الذي سيؤدي إلى الإطاحة بأحدهما.
ويرى العجرمي أن هذا الخلاف بدأ بالظهور منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة 2014، وتعمق أكثر خلال الانتفاضة الحالية، واشتد أكثر بعد إعلان يعلون تأييده تقديم تنازلات للسلطة.
وفيما إن كانت ستؤثر الخلافات على فرصة تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل، أكد العجرمي لـ"شمس نيوز"، أنه ومع ظهور الخلاف "تبددت مساعي اليمين واليسار بتشكيل حكومة وحدة نظرًا لان معظم السياسيون الإسرائيليون يعتبرون أن بقاء يعلون على رأس الجيش الإسرائيلي يضعف تشكيل الحكومة وهذا واضح من خلال الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي".
يعلون الخبيث
وذكر العجرمي خلال حديثه لمراسل "شمس نيوز"، أن يعلون لا يريد بهذه الخطوة تقديم تنازلات للفلسطينيين، كما قد يظن البعض، وإنما يريد أن يضع السلطة في مأزق أمني كبير خصوصًا مع عدم قدرته على كبح جماح انتفاضة القدس، وكأنه يقول للسلطة، "أًحمونا من شباب الانتفاضة ".
واستشهد المحلل السياسي بحرب 2008 حينما احتدم الخلاف بين داني دانون نائب وزير الدفاع و نتنياهو وليبرمان، بعدما أراد الأول الانسحاب من المعارك وعدم تكليف الجيش خسائر اكبر بعدما فشل في تحقيق أي هدف من بنك أهدافهم المزعوم.
ماذا ينتظر غزة ؟!
وقلل العجرمي من فرص اندلاع مواجهة جديدة في قطاع غزة نتيجة الخلاف الحاصل بين قطبي إسرائيل، معللًا ذلك بأن "التاريخ الحربي الإسرائيلي لم يشهد منذ تأسيسه قيام جيش الإحتلال بالقتال على جبهتين مختلفتين "الضفة وغزة"، وبالتالي العدو يعرف ما ينتظره على تخوم قطاع غزة وما الحروب الأخيرة إلا خير شاهدٍ على فشل إسرائيل أمنيًا وعسكريًا" على حد وصفه.
يشار إلى أن اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير و إسرائيل عام 1993، نصت على أن مناطق "أ" تضم كافة المراكز السكانية الرئيسية وتخضع بشكل كامل تحت السيطرة الفلسطينية الأمنية والإدارية، وتبلغ مساحتها نحو 18% من مساحة الضفة الغربية البالغة نحو 5,802 كلم مربع.
بينما مناطق "ب" فالسيطرة الإسرائيلية الفلسطينية مشتركة ولكن هذا لا يعطي السلطة الحق بممارسة مهامها بالشكل الطبيعي، أما مناطق "ج" فهي تخضع بشكل كامل للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية وتشكل نحو 61% من مساحة الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً: