تقرير/عبدالله مغاري

تصوير/ حسن الجدي

هو بمثابة الأب والأخ والقائد, لثمانية أشبال ممن أُدرجت أسمائهم منذ صغرهم في قوائم المكفوفين, كيف لا وهو الذي نقب عن أحلامهم, وأمسك بأيديهم حتى نقلهم من الظلام إلى النور, وجعل من أحلامهم واقعاً يُحتذى به. بعد أن أصبحوا الثمانية يشكلون أول فريق للمكفوفين يُجيد رياضة الكاراتيه في غزة .

انه مدرب منتخب فلسطين للكاراتيه حسن الراعي (38 عاما) والذي بادر في تدريب ثمانية أشبال من المكفوفين على مدار عدة أشهر, قبل أن يسافر وأربعة منهم إلى دولة الإمارات للمشاركة في بطولة الأهلي الدولية المفتوحة الخامسة, والدوري العالمي الممتاز "دبي للكاراتيه 2016" التي نُظمت في الفترة من 7-11 إبريل الحالي ، بمشاركة 56 دولة عربية وأوربية, ليحصد اثنان من اللاعبين الأربعة مراكز ضمن الخمسة الأوائل على العالم .

الفريق الذي حقق الانجاز الأول لفلسطين لم تكتمل فرحته بعد, فكيف تكتمل ومدربه الراعي قابع في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقاله على حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة، خلال عودته من بطولة العالم للمكفوفين في الثاني عشر من ابريل الجاري .

المدرب الراعي خلال تدريبه للمكفوفين قبل اعتقاله 

حلم يتحقق

المدرب الراعي في مقابلة مع "شمس نيوز" قبل عدة أشهر, أشار إلى أن فكرة تدريب المكفوفين على مهارات الكاراتيه, بدأت بعد أن أعلن الاتحاد الدولي عن نيته تنسيق بطولات رياضية للأشخاص الذين يعانون من إعاقات مختلفة, فجعل الراعي من مشاركة فلسطين في تلك البطولة حلم له .

بالرغم من الصعوبات التي كانت تواجه الراعي بالتدريب, كافتقار النادي لمعظم الأدوات والمعدات اللوجستية التي يحتاجها الأشخاص من ذوي الإعاقة في للتدريب, إلا أنه واصل مسيرة تدريب اللاعبين وتحدى تلك المعيقات وغيرها .

وأضاف المدرب الراعي " بجانب هذه المعيقات التي نتحداها هناك صعوبات أخرى تواجهنا, لأن هؤلاء اللاعبون يحتاجون إلى تلقي تدريبات خاصة, تعتمد على طريقة الإدراك الحسي بشكل أساسي, وهذه الخبرات نحن لا نمتلكها إلا أننا نحاول مع اللاعبين وسنحقق حلمنا بالمشاركة في البطولة  "

لم يكتمل بعد

اللاعب المكفوف مؤمن البيطار (15 عاما) والذي تدرب الكاراتيه على أيدي الراعي, حصد المركز الأول على فلسطين والثالث على العالم في بطولة دبي للكاراتيه, يشير إلى أن فرحته بالفوز لم تكتمل بعد بسبب اعتقال الاحتلال لمدربه أثناء عودته والفريق من البطولة .

وقال البيطار لـ"شمس نيوز":الكابتن حسن بالنسبة لي كالأب والأخ هو صاحب الفضل بأن وصلت لهذه المرتبة, التي لا تكتمل فرحتي إلا بوجوده, أنا اهديه هذا الفوز الذي لا تريده لنا "إسرائيل", لذلك اعتقلت مدربنا حتى تقطع الطريق أمام أحلامنا"

ويتمنى البيطار خروج مدربه الراعي بأقرب وقت من سجون الاحتلال الإسرائيلي, مناشدا كافة الجهات المسؤولية أن تعمل على إخراج الراعي من الظلام إلى النور, لتكتمل فرحة الفوز ويكتمل مشوار الفريق الذي يطمح إلى المزيد من التفوق .

مستمرون

"أريد أن أصنع منكم أبطالا تتحدون العالم, وترفعون اسم فلسطين عاليا" هذه الكلمات التي كان يرددها الراعي للاعبيه, لم تغب عن ذاكرة البيطار, فيزيد بالقول"دائما كان يشجعنا ويقول لنا أنتم سترفعون اسم الوطن, لذلك سنستمر في مسيرتنا الرياضية, حتى لو بقي الكابتن خلف القضبان سنكمل الرسالة"

ويشارك البيطار وزملائه من اللاعبين المكفوفين في الاعتصام والاحتجاجات المستمرة, للمطالبة بإطلاق سراح المدرب الراعي من سجون الاحتلال, مؤكدين على أنهم لن يهدأ له بال إلا بعودة الكابتن حسن إلى النادي ليكملوا الحلم معا .

يذكر، أن بعثة نادي المشتل الرياضي للمكفوفين والأسوياء غادرت قطاع غزة عبر معبر بيت حانون متجهة إلى العاصمة الأردنية عمان ثم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في بطولة الأهلي الدولية المفتوحة الخامسة والدوري العالمي الممتاز دبي للكاراتيه 2016 التي ينظمها النادي الأهلي الإماراتي في الفترة من 7-11 إبريل الحالي ، بمشاركة 56 دولة عربية وأوربية.

وتضم البعثة : نهاد عابد نائب رئيس النادي ، وحيد السبع المشرف الرياضي ، حسن الراعي مدرب المنتخب الفلسطيني للكاراتيه ،واللاعبون هم إيهاب سلامه – عيد كلاب – محمود عبيد- مؤمن البيطار المشاركون في بطولة المكفوفين ، واللاعب عبد الله الراعي واللاعبة شروق أبو رمضان المشاركين في بطولة الأسوياء.

يُشار إلى أن فريق المكفوفين تأسس عام 2015 بمبادرة من حسن الراعي مدرب المنتخب الفلسطيني وتم دمجه مع فرق أكاديمية المشتل للألعاب القتالية، وحصل الفريق على دعم كامل من مجلس إدارة المشتل كما حظي بمتابعة مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.