شمس نيوز / عبدالله عبيد
استبعد النائب عن حركة حماس، د. عاطف عدوان، اليوم الاثنين أن يشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جديداً على قطاع غزة في المرحلة القادمة، مشيراً إلى أن المقاومة و"إسرائيل" غير معنيتيْن بنشوب مواجهة.
وقال عدوان في تصريح خاص لـ"شمس نيوز": لا أظن أن هنالك مواجهة قريبة بين العدو الإسرائيلي وحركة حماس في غزة، فلا توجد مصلحة قريبة للأطراف بها"، مبيّناً أن حركته معنية بأن يبقى الهدوء موجوداً، نتيجة الظروف السياسية والموضوعية الحالية.
وأضاف، أن القرارات السياسية لمواقف العدو وتوجهاته في هذه المرحلة، تدلل على أنه لا يريد قتال على جبهة قطاع غزة ولا حتى على أي جبهة أخرى"، موضحاً أن الاحتلال يتجنب وضع نفسه في خضم معارك بالمنطقة.
وأوضح عدوان أن حماس لا تنكر أنها تقوم بجهد كبير في الإعداد للمواجهة القادمة سواء فوق الأرض أو تحتها، لافتاً إلى أن القسام أعلنت مراراً وتكراراً أنها تقوم بمرحلة الإعداد وتعمل ليل نهار في حفر الأنفاق، تحضيراً لأي عدوان.
وكانت إسرائيل قد أجرت الخميس الماضي أكبر تمرين مدني لها بالقرب من الحدود مع القطاع منذ عدوانها الأخير على غزة عام 2014.
وأجرى جنود وطواقم طوارئ محاكاة لعملية توغل للمقاومة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك هجوم على كيبوتس إسرائيلي بالقرب من الحدود واختطاف إسرائيليين واحتجازهم داخل الكيبوتس.
وعقب مسئولون على التمرين الإسرائيلي بقولهم، إن الجيش الإسرائيلي استكمل في الأيام الأخيرة استعدادات لاندلاع أي صراع، كما عزز من نشر قواته على الحدود المتاخمة لغزة.
وقال وزير البناء الإسرائيلي الأسبق وقائد المنطقة الجنوبية سابقاً يوآف غلنت, "على الجيش أن يكون على أهبة الاستعداد اعتبارا من بداية الصيف الحالي لمواجهة واسعة النطاق ضد قطاع غزة".
ليست معنيةً بحرب
في السياق، وصف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، د. سمير زقوت تصريحات الاحتلال المتزايدة حول قرب مواجهة مع غزة أو عدمها، "ذراً للرماد في العيون"، لافتاً النظر إلى أن غزة ليست معنية بحروب مع الاحتلال حالياً.
وأضاف زقوت في تصريحاته لـ"شمس نيو" أن أكثر من قائد عسكري ومسئول إسرائيلي صرّح بأنه لا حرب مع غزة هذا الصيف، لكن هذه التصريحات قد تكون لذر الرماد في العيون"، معتقداً بأن إسرائيل تحاول جذب الانتباه عن انتفاضة القدس التي بدأت التشويش عليها من خلال جر غزة إلى حرب.
ويرى أن الاحتلال يعتقد بأن هذه الحرب "للفت الأنظار عمّا يحدث في القدس والضفة الغربية"، متابعاً حديثه "وكأن غزة تعتبر دولة وقوة يضخمها الاحتلال عندما يقول بأن هناك أنفاق هجومية، والهدف من وراء ذلك جر غزة إلى حرب"، حسب تعبيره.
واستدرك د. زقوت: لكن المقاومة في غزة نضجت وأصبحت قادرة على فهم أساليب الاحتلال".
واعتبر تضخيم الاحتلال لقوة المقاومة وتهويلها، من أجل الاستفراد بها، و"الحقيقة أن المقاومة سترد على هذا المحتل بما لديها من إمكانيات بسيطة إذا ما قيست بإمكانياته"، لافتاً إلى أن هذا "العدو يتفنن في تضليل الرأي العام، عندما يقول أن المقاومة جيش كبير".
وزاد القيادي في الجهاد قوله: المقاومة عبارة عن رد فعل للاعتداء الإسرائيلي على شعبنا وأمتنا، وهذا الاحتلال هو الأخير في العالم ويجب أن يندحر عن أرض فلسطين".
وكانت الرقابة العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي سمحت نشر بعض تفاصيل عملية وصفتها بـ”الأمنية الخطيرة”، على الحدود مع قطاع غزة.
وقالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إنه “وبعد عدة أيام من العمل السري وعمليات حفر واسعة في منطقة المجمع الاستيطاني أشكول، في أعقاب شكاوى تقدم بها سكان المنطقة من المستوطنين، تمكن قوات الجيش من العثور على فتحة نفق داخل المجمع على بعد 200 متر من الحدود مع غزة”.
ورداً على إعلان الاحتلال اكتشاف النفق، أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن ما أعلنه العدو ليس إلا نقطةً في بحر ما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن شعبها، وتحرير مقدساتها وأرضها وأسراها.
وقالت كتائب القسام في بيان صحفي نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين:" إعلان العدو عن اكتشاف نفق شرق مدينة رفح يأتي بعد الانتقادات الكبيرة التي تعرض لها قادة العدو العسكريون والسياسيون، وفي خضم حالة الرعب التي يعيشها (غلاف غزة)، وبعد شهورٍ طويلةٍ دفع خلالها العدو بمقدراتٍ هندسيةٍ وتكنولوجيةٍ رهيبة مصحوبة بآلاف الجنود والخبراء والمختصين".
وعقّب وزير التعليم الإسرائيلي ورئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت، بالقول أن حفر النفق والكشف عنه داخل الأراضي المحتلة يعتبر خرقا للسيادة الإسرائيلية" على حد زعمه، وهذا مبرر لنا للقيام بعملية عسكرية.
وقال لموقع "واللاه" إنه ومنذ الحرب الأخيرة في 2014 لم يتم ردع حماس التي تواصل بناء قوتها مجددا، وكما حذرت فإنها تهدف لمفاجئتنا بعملية تسلل كبيرة داخل إسرائيل من أجل أسر وقتل، فمن واجبنا منح الأمن للإسرائيليين في الجنوب ومنع نوايا حماس بأي ثمن كان"، كما قال.
