شمس نيوز / عبدالله عبيد
بعد أن أخذت انتفاضة القدس طابعاً من عمليات الطعن التي نفذها الشبان الفلسطينيون ضد جنود ومستوطني الاحتلال منذ اشتعالها في أكتوبر الماضي، إلا أنها بدأت تتطور شيئاً فشيئاً لتتحول إلى عمليات استشهادية تفجيرية، خصوصاً بعد انفجار عبوة ناسفة بحافلة إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة مساء اليوم الاثنين.
وأصيب 21 مستوطنا إسرائيليا بجراح متفاوتة, بعد انفجار عبوة ناسفة بحافلة إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة. وأفادت المصادر العبرية بإصابة مستوطنَين بجراح خطيرة فيما وصفت جراح 7 آخرين بالمتوسطة.
وأكدت قوات الاحتلال رسميا أن انفجار الباص في القدس ناتج عن زرع عبوة ناسفة داخل حافلة قرب مفترق مستوطنة غيلو جنوب المدينة المحتلة.
رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" تعهد بمحاسبة منفذي عملية القدس الأخيرة، مؤكداً أن إسرائيل ستضع يدها على من قام بإعداد العبوة الناسفة وعلى من أرسل منفذ الانفجار"، حسب قوله.
وأكد نتانياهو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيرد ردا قويا على كل عملية تقوم بها حركة حماس في محاولة لاستهداف الجنود أو المدنيين الإسرائيليين.
الخبير بالشأن الإسرائيلي، د. وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات يرى بأن التحقيقات في الانفجار الذي حصل بالقدس لا تزال في أولها.
وقال أبو نصار لـ"شمس نيوز": سمعت أقوال الأطراف الإسرائيلية المختلفة بأن هذه العملية يقف خلفها الفلسطينيون، والاحتمالات كبيرة بأن تكون جهات فلسطينية ورائها وأن تكون لها أهداف قومية بنظر البعض".
وأضاف: "هذه العملية تعتبر حادثة جديدة في الانتفاضة على مدى الأشهر الأخيرة، وإن دل فإنه يدل على عدم استسلام الجانب الفلسطيني".
واعتبر هذه العملية مجرد محطة إضافية بمحطات المقاومة الفلسطينية التي تتعدد أشكالها "تارة رأينا البعض يستعمل السكين والآخر يستعمل السلاح وها نحن وصلنا للتفجيرات"، مستدركاً "لكن يجب أن نتريث لأن هنالك إشاعات في الدقائق الأخيرة في بعض الأروقة الإسرائيلية".
ولفت الخبير بالشأن الإسرائيلي إلى أن الأروقة الإسرائيلية تتحدث بأن الأجهزة الأمنية تبحث هل كان هنالك استشهادي أم لا، "حتى اللحظة بالنسبة لهذه العملية تحديداً لا تزال الصورة غير واضحة".
وتابع: بالنسبة لعملية القدس لا وضوح كامل الرؤية بالنسبة للمنفذين وكيف حصلت، لكن بغض النظر إذا ما نفذها فلسطينيون أم لا، الأمر الذي لا شك فيه أنه منذ أن بدأت الانتفاضة في شهر أكتوبر الماضي فإنها تشهد هبوطاً وصعوداً".
مرجعاً ذلك بأنه "لم يتبنَ أحداً من الفصائل الفلسطينية ما يحدث بشكل مباشر، هنالك تشجيع من البعض ولكن لا يوجد تبني حقيقي والغالبية العظمى من الفصائل تحرك ناشطيها للعمل بشكل مكثف"، معتبراً أن أغلب العمليات التي حصلت خلال الانتفاضة "عمليات فردية".
ورحبت فصائل المقاومة الفلسطينية، بعملية تفجير حافلة إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، مؤكدة أنها أدخلت انتفاضة القدس المندلعة منذ أكتوبر الماضي مرحلة جديدة.
حركة المقاومة الإسلامية حماس أكدت أن عملية القدس الفدائية، مساء اليوم الاثنين، أدخلت انتفاضة القدس مرحلة جديدة، وأن في جعبتها الكثير مما يفاجئ الاحتلال وأعوانه، حيث قال مشير المصري القيادي في الحركة، في تصريح صحفي: "القدس لم تعد آمنة بعد اليوم لنتنياهو وجنوده، وأن انتفاضة القدس ستسيء وجوه قادة الاحتلال طالما بقي إجرامهم على هذه الأرض".
وأوضح أن الاحتلال الذي "تبجّح صباح اليوم بكشف نفق صغير للمقاومة لرفع معنويات جنوده، ساء وجهه مساء اليوم بالعملية البطولية داخل الحافلة"، مشيراً إلى أن التخطيط المحكم يدل على وجود عمل منظم وليس فردي.
وفي ذات السياق، كان رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، تباهى أمام وزرائه بانخفاض وتيرة العمليات الفلسطينية مؤخراً، وأرجع ذلك لعدة أسباب أهمها عمليات الملاحقة التي يقوم بها جيشه لفلسطينيين ناشطين في الانتفاضة، وتعاون أجهزة السلطة الأمنية معهم في ملاحقة المطلوبين.