قائمة الموقع

خبر في غزة.. بؤساء الشوارع يبيعون السعادة بأبخس الأثمان !

2016-04-26T13:16:03+03:00

شمس نيوز / صلاح سكيك

في شوارع غزة الرئيسية، تسير فتجد أطفالًا في مقتبل العمر، بملابسٍ لا تكاد تستر من أجسامهم النحيلة إلا القليل، على السيارات يمرّون، حاملين ألعاباً صغيرة في محاولات عديدة للمارة والمتسوقين، كل محاولاتهم باءت بالفشل إلا ما ندر.

الطفل "نضال بـ." 8 سنوات يقول: توفي والدي ولم أراه، دعاني ذلك للبحث عن لقمة العيش أنا وإخوتي، كل صباح نذهب لبيع العاباً وبالونات للأطفال في أكثر من مكان كـ"كورنيش البحر والرمال والسرايا".

يضيف نضال وغصة شديدة تعتصر قلبه، بعض الأشخاص يتأففون مني عندما أعرض عليهم بضاعتي البسيطة، فالأطفال يسعدون برؤيتي عندما احمل الألعاب لكن آبائهم يرفضون حتى النظر إلى وجهي، لا اعرف لماذا فأنا لا اشحذ منهم بل أبيع وأعيش حياتي بالحلال وعندي كرامة وعزّة.


وعن قيام بعض الأطفال المتجولين بالإلحاح على الأشخاص المارة حتى يشتروا منهم ذكر نضال لمراسل "شمس نيوز"، انه أيضا يستخدم هذا الأسلوب لإقناع المارة بالشراء منه، فالشخص مُخير بين أن يشتري مني أو لا، وبالتالي ان لم افعل هذا التصرف فلن أبيع أي لعبة.

أما "حسام نـ." 12 عامًا ، فقال: أنتهي من دوامي المدرسي الظهر، بعدها أذهب لمنطقة كورنيش بحر غزة واصطحب معي سيارة كهربائية صغيرة للأطفال اشتريتها بمبلغ 500 شيكل، يركب الأطفال السيارة ويشعرون بسعادة غامرة، ويتفق معي الأب أن يعطيني مبلغ 2 شيكل ولكن بعد ان يأتي وقت الدفع لا يعطيني الا شيكلًا واحدًا، عندها اخذ الشيكل وانا حزين، لكن هذا أفضل من أن أجلس في البيت بلا عمل.

ويضيف الفتى حسام أحيانا تلاحقنا البلدية وتمنعنا من التواجد على رصيف الكورنيش بحجة الحفاظ على المظهر العام متسائلًا إن لم نتواجد على الكورنيش فأين نذهب، هل انزل إلى الشارع واعرض نفسي لخطر حوادث السير؟

إلحاح شديد

الشاب الجامعي خالد أبو صفية، اشتكى من التواجد المكثف للأطفال "الباعة" على الطرقات خصوصًا منطقة الجامعات، فذكر أنه بشكل يومي يتعرض لمواقف محرجة مع الأطفال البائعين للدخان والعلكة، حيث يقوم الطفل بعرض الدخان عليّ ويُلّح حتى اشتري منه مع أنني لست مدخنًا !

واعتبر أبو صفية في حديثه لمراسل "شمس نيوز" أن هذه الظاهرة تسيئ لأهالي هؤلاء الأطفال الذين تركوا أبناءهم في الشوارع، داعيًا المختصين بضرورة تقنين هذه الظاهرة وإيجاد بدائل لهؤلاء الأطفال.


وعلى النقيض من كلام أبو صفية قالت الفتاة "سحر أبو غالية"، أن هؤلاء الأطفال يحتاجون الحنان الذي أصبح مفقودًا في الشارع الغزي، متسائلة, لو أن هؤلاء الأطفال كانت أوضاعهم جيدة، هل سينزلون الشارع ليبتاعوا؟ بالتأكيد لا فالفقر والحاجة إلى المال دفعهم لبيع الألعاب والعلكة.

واستشهدت أبو غالية بموقف حصل معها عند مفترق الجامعات حيث قام طفل صغير بائع بتقديم العلكة لاحدى صديقاتها، فـقامت بنهره ما تسبب بسقوطه أرضًا باكيًا لتقوم سحر برفعه والشراء منه ففرح وعادت ابتسامته، وعندما سألت الفتاة التي أسقطته لماذا فعلت هذا التصرف قالت لها بأنها تقرف من هؤلاء الأطفال، مدّعية بأنها أفضل منهم في كل شيء.

وأضافت سحر أنها استطاعت بعد ذلك إقناع صديقتها بأنه لا ذنب لهؤلاء الصغار فيما يفعلوه وأنهم يعيشون حياة غير حياتها المرهفة، وان تصرفها مشين.

تقنين الظاهرة

وارجع د."أسامة حمدونة" رئيس قسم علم النفس بجامعة الأزهر تفشي الظاهرة بشكل موسع عن ذي قبل إلى تدهور الأحوال الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد خلال العشر سنوات الأخيرة.

واعتبر حمدونة في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن الطفل يتعلم من الكبير فهو متمرن على هذه الأفعال التي يلتقطها من ذويه، مُحمّلًا أهالي الأطفال المسؤولية الكاملة عن الخطر الذي يلاحق أطفالهم.

ووضع حمدونة بعض الحلول لتقنين هذه الظاهرة، من خلال التوعية المجتمعية المستمرة وإدخال الطفل في بيئة أفضل، وإعادة دمجه في المجتمع وإيجاد فرص وحلول اقتصادية تناسبهم، مضيفًا بأنه لا بد للناس تجنب رد الفعل الخاطئ تجاه الأطفال الباعة، فلو اعتبر كل شخص منّا ان هذا الطفل هو ابنه، سنعزز ثقافة تقبل الآخر وسيتقدم المجتمع نحو الأفضل، وفق حديثه.

يشار الى ان نسبة الفقر في قطاع غزة ارتفعت بشكل مهول خلال العقد الاخير نتيجة الحصار الإسرائيلي الأمر الذي نجم عنه ركودًا اقتصاديًا في جميع النواحي الحياتية وانتشاراً للبطالة وعمالة الأطفال وتكدس نسب الخريجين.

اقرأ ايضاً: 

الداخلية : سنضبط المتسولين من الشوارع خلال أيام

 

 

 

اخبار ذات صلة