غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر هل يُنفض الغبار عن "قرارات المركزي" قريباً !

شمس نيوز/عبدالله مغاري

منذ تلك اللحظة التي صعد فيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, منصة الأمم المتحدة ملوحا بوقف الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال؛ تواصل قيادة السلطة تلويحها بقطع الاتصالات مع اسرائيل، وتقول أنها تتبع تكتيكا سياسيا يمهد لها إعلان وقف الاتفاقيات, وأن تطبيق قرار المجلس المركزي أمرا لا مفر منه. 

وضمن ذلك التكتيك، عقدت جلسات أمنية مع الجانب الإسرائيلي, وسلمته رسائلا نهائية بخصوص الاتفاقيات, وطار عباس لأكثر من دولة عربية وأوربية لمناقشة رفض إسرائيل الالتزام, كما أنها دعمت المبادرة الفرنسية.

في الوقت الذي تقوم السلطة بإظهار حسن النوايا بما بتعلق بعملية السلام, يدير نتنياهو ظهره لكل ما تقدمه السلطة, بل يعلن رفضه للمبادرة الفرنسية بعد أيام على رده السلبي بخصوص نشاط قواته في مناطق (أ) والتي طلبت السلطة منه وقف تلك الأنشطة في لقاء امني عقد بالقدس قبل أشهر.

مع هذا الرفض الإسرائيلي الواضح, وبالتزامن مع عدة اجتماعات تعقدها حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية, هل باتت قرارات المجلس المركزي الفلسطيني على مقربة من رؤية النور, أم أن الغبار سيبقى يكسوها على مكتب عباس.

للتلويح فقط

الكاتب والأديب الفلسطيني أحمد رفيق عوض, يرى أن قرارات المجلس المركزي الفلسطيني ستبقى موضوعة على الطاولة وتستخدمها السلطة وقتما شاءت.

وقال عوض لـ"شمس نيوز": كان التهديد الكبير هو بالرسالة الفلسطينية التي وصلت لإسرائيل بأنه في حال لم تلتزموا سنوقف التنسيق الأمني, والرد الإسرائيلي جاء بأن إسرائيل تلتزم بحقها في الدخول لمناطق (أ), قرارات المجلس المركزي ستبقى موضوعة على الطاولة تستخدمها السلطة وتلوح بها وقتما شاءت".

وأشار عوض إلى أن أسلوب التلويح بالإجراءات والقرارات دون تطبيقها لا يمكن أن يصلح على المدى البعيد, مضيفا "اعتقد أن التلويح دائما بالقرارات والإجراءات قد ينفع مرة مرتين, ولكن لا يفيد على المدى الطويل".

لن تُتخذ

النائب الثاني للمجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة, يشير إلى أن السلطة استخدمت طوال الفترة الماضية سياسة التهديد بتطبيق قرارات المجلس المركزي, دون اتخاذ أي إجراءات تتناسب مع مستوى الوعود التي وُعد بها الشعب الفلسطيني.

وأضاف خريشة في حديثه لـ"شمس نيوز": التجربة علمتنا طوال الوقت الماضي أن السلطة تستخدم التهديد والعصا الغليظة، لكن عندما يتخذوا قرارات لا تكون بمستوى ما وعدوا به الشعب الفلسطيني، ورئيس السلطة أبو مازن لن يتخذ قراراً بوقف التنسيق الأمني، وهذا مجرد تهديد".

ولفت خريشة إلى  أن وتيرة التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي زادت خلال الفترة الأخيرة, مقارنة بما كانت عليه سابقا منوها إلى أن الإسرائيليين أنفسهم اعترفوا بذلك، بالإضافة إلى بعض مسئولي الأجهزة الأمنية الذين اعترفوا بأن التنسيق الأمني وصل إلى ذروته".

فرصة جديدة

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل يرى أن قيادة السلطة الفلسطينية تفكر بإتاحة الفرصة أمام باريس لمواصلة الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي على أمل تغيير موقفها من المبادرة الفرنسية.

وقال عوكل لـ"شمس نيوز": لا اعتقد أننا أمام قرارات جديدة أو تنفيذ القرارات السابقة التي اتخذتها المنظمة ومعلقة منذ أكثر من عام, أرجح أن القيادة الفلسطينية تفكر بإتاحة الفرصة أمام فرنسا للتواصل مع إسرائيل والضغط عليها لتغيّر من موقفها".

وأشار الكاتب عوكل إلى أن السلطة في هذه الأوقات تعيش حالة من التردد عازيا ذلك إلى أن التردد سمة ظاهرة في السياسة الفلسطينية، أساسها أن السياسة الفلسطينية تتبع مبدأ نزع الذرائع ومحاولة إقناع المجتمع الدولي بأن إسرائيل تقف أمام عملية السلام, بجانب الحصول على ضغط دولي مساند للفلسطينيين، فالسياسة الفلسطينية قائمة على المقاومة الشعبية والدبلوماسية".

واستبعد عوكل أن ينصاع نتنياهو لأي ضغوطات دولية لقبول المبادة الفرنسية والمشاركة بالمؤتمر الدولي, منوها إلى أنه "حتى في حال شاركت إسرائيل بالمؤتمر لا يمكن أن تُفتح الطريق التي أُغلقت أمام خيار حل الدولتين".