شمس نيوز / عبدالله عبيد

اتفق أسرى محررون في صفقة وفاء الأحرار على أن الاحتلال الإسرائيلي ينقض العهود، ولا يلتزم بالاتفاقيات، بعدما قرر اعتقال الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار وإعادة محاكماتهم السابقة، مشددين على حالة أن ذلك ناجم عن حالة التخبط التي يعيشها الاحتلال بعد اختفاء المستوطنين الثلاثة في مدينة الخليل.

وأكد المحررون في أحاديث لـ "شمس نيوز" أن هذا القرار يحمل تبعات خطيرة كبيرة حال تم تنفيذه، مطالبين الجانب المصري، باعتباره الراعي لصفقة وفاء الأحرار، بالتدخل العاجل والفوري لوقف الحملة الشرسة وفضح سياساته العنجهية تجاه الشعب الفلسطيني وأسراه .

وأعادت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية اعتقال حوالي 51 أسيرًا محررًا ضمن صفقة التبادل خلال مداهمات بالضفة الغربية والقدس المحتلة، وهددت بإبعادهم إلى قطاع غزة، وذلك في انتهاكٍ للصفقة التي رعتها مصر في أكتوبر عام 2011م.

نقض للاتفاق

وشدد الأسير المحرر فؤاد الرازم على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يلتزم بالعهود، وقام بنقض اتفاق صفقة وفاء الأحرار، بعدما قرر اعتقال الأسرى المحررين في الصفقة وإعادة أحكامهم السابقة.

وأوضح الرازم في حديثه لـ"شمس نيوز" أنه لا يجوز إعادة اعتقال هؤلاء الأسرى المحررين إلا إذا ارتكبوا مخالفات أمنية أو جنائية ضد الاحتلال الإسرائيلي أو السلطة الفلسطينية، بحسب ما تم الاتفاق عليه في صفقة شاليط، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي يريد أن ينتقم من الأسرى بعد اختفاء الجنود الثلاثة في الخليل.

وقال: هذا القرار خطير، وتكمن خطورته فيما لو تم تنفيذ صفقة تبادل مستقبلا، حيث ستعمل قوات الاحتلال على إبعاد الأسرى عن مناطق سكناهم من أجل تفريغ الضفة الغربية والقدس من السكان الفلسطينيين".

وأكد الرازم أن إسرائيل تضرب عرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية، وتعتبر نفسها فوق الجميع، مطالباً الجانب المصري الذي كان راعيا ووسيطاً في صفقة وفاء الأحرار، بالتدخل العاجل من أجل وضع حد لهذه السياسة الإجرامية بحق الأسرى المحررين .

ينافي القوانين الدولية

بدوره، أوضح الأسير المحرر طارق عز الدين، أن الاحتلال الإسرائيلي يتخبط في إجراءاته القمعية بحق الأسرى داخل السجون وبحق المحررين، وينتقم من أبناء الشعب الفلسطيني بممارسة عقوبات جماعية ضده، مشدداً على أن قرار إعادة الأحكام للأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار منافٍ للقوانين والمواثيق الدولية.

وبيّن عز الدين في حديث لـ"شمس نيوز" أن قوات الاحتلال قامت باعتقال أكثر من 70 أسيرا محررا غالبيتهم من صفقة وفاء الأحرار، لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلي ينفذ هذه الإجراءات كنوع من الضغط على الشعب الفلسطيني والخاطفين للجنود الثلاثة، إن صدقت رواية خطفهم.

وأضاف: قوات الاحتلال تبطش في الضفة الغربية حتى تثبت أنها تبحث عن الجنود، وسياسة الاحتلال ليست جديدة، فهو شن حربين على قطاع غزة بعد اختطاف الجندي شاليط، وأوقع آلاف الشهداء".

وطالب الأسير المحرر السلطة الفلسطينية بالتوجه بشكل رسمي للمؤسسات الإنسانية وحقوق الإنسان، لفضح سياسة الاحتلال، داعياً الراعي المصري الذي أشرف على صفقة وفاء الأحرار، إلى التدخل الفوري والعاجل لوقف هذه الحملة الشرسة.

انجازات وهمية

في ذات السياق، أكد الأسير المحرر والمختص بشؤون الأسرى أحمد الفليت أن اعتقال الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار وإعادة الأحكام السابقة لهم، قرار مخالف لاتفاقية التبادل، مبينا أن إسرائيل تتجاوز كل الأعراف الدولية.

وقال الفليت لـ"شمس نيوز" : الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يحقق إنجازًا وهميًا من خلال إعادة اعتقال المحررين، في ظل فشله المتواصل بالعثور على المستوطنين المختطفين"، مشدداً على أن هذه الاعتقالات تعبر عن حالة التخبط التي يعيشها الاحتلال بعد اختفاء المستوطنين الثلاثة.

ونوه إلى أن حملة الاعتقالات بحق محرري صفقة وفاء الأحرار ستبقى متواصلة، متوقعًا في الوقت ذاته أن تتطور الأمور بالضفة، في سيناريو يعيد نفسه كما حدث عقب عملية أسر الجندي جلعاد شاليط.

وأكد الفليت أن العدو الإسرائيلي يُريد أن يُثبت للعالم أنه يخضع للغة القوة سواء بالاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية أو التي تمت برعاية مصرية، مبيّناً أنه لا يوجد استناد قانوني لإعادة تلك أحكام المحررين "ولكن من الممكن أن يتم تحويل البعض منهم للاعتقال الإداري" بحسب توقعاته.