شمس نيوز / القدس المحتلة
قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق أوري سافير إن إسرائيل منشغلة بمن سيخلف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، معتبرا أنه شريك حقيقي في السلام مع إسرائيل، وليس هناك من تأكيدات بأن من سيأتي بعده سيفكر بطريقته السياسية ذاتها.
من جهته، قال الخبير الإسرائيلي يوني بن مناحيم إن حركة التحرير الوطني (فتح) تتجهز لغياب عباس.
وأضاف سافير في مقال بصحيفة معاريف الإسرائيلية أنه يبدو من الصعوبة على إسرائيل التوصل مع خليفة لعباس إلى اتفاق سلام، وهو ما قد يتلاقى مع ما تروج له إدارة بنيامين نتنياهو من أنه لا يوجد حاليا شريك فلسطيني للسلام.
وذكر أن نتنياهو يدعو عباس للقاء للتفاوض من غير شروط، في حين يقوم بتوسيع المستوطنات لمنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا، ويقوم بتثبيت الاحتلال من خلال وسائل عسكرية واقتصادية، ولا يترك فرصة إلا يعلن أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، فماذا تبقى لعباس حتى يتفاوض عليه؟
وسافير الذي شغل سابقا منصب مدير عام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أشار إلى أنه أجرى مفاوضات ماراثونية سابقة مع عباس، وبدا له أنه أكثر الزعماء العرب اعتدالا، وأنه رجل سلام ويؤمن بإستراتيجية المفاوضات، ويرفض العنف، وأجهزته الأمنية تتعاونا دائما مع الجيش الإسرائيلي، ونجحت في منع عشرات الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين في الأشهر الأخيرة.
وحذر سافير من فقدان إسرائيل فرصة ثمينة لن تتكرر من خلال عدم قبول التفاوض مع عباس على أساس حلّ الدولتين، لأن البديل سيكون تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، أي "دولة أبارتهايد عنصرية"، وهو ما قد يؤدي إلى معاداة العالم لها ومقاطعتها.
واعتبر أنه يتوفر لإسرائيل حاليا شريك في رام الله يستطيع التوصل معها إلى اتفاق سلام، سيعمل على تطبيع علاقاتها مع الدول العربية، وتحسين صورتها العالمية.
سباق فتحاوي
من جهته قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم، في مقال له على موقع المعهد الأورشليمي لشؤون الدولة، إن حركة فتح تتجهز لغياب عباس، مشيرا إلى حملات داخل الحركة لحيازة السلاح لفرض المرشح الذي تراه كل جهة هو المناسب.
ولفت إلى أن عباس خلال لقائه قبل أيام في القاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخبره بأنه لا ينوي البقاء طويلا في رئاسة السلطة الفلسطينية بسبب تقدمه في العمر ووضعه الصحي
وأضاف بن مناحيم -وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية- أن الوقت يقترب شيئا فشيئا من خروج عباس من المشهد السياسي الفلسطيني، فقد فاجأ خصومه السياسيين في السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس بالإعلان الشهر الماضي عن تشكيل محكمة جديدة، غرضها التحضير لتعيين نائب له بناء على طلبات متعددة من أعضاء في اللجنة المركزية لفتح.
وختم بالقول إن معركة وراثة عباس آخذة بالتصاعد، وفتح مصممة على منع حماس -التي تسيطر على قطاع غزة- من دعم شخصية داخل فتح تراه مناسبا ليكون وريثا لعباس.
المصدر / الجزيرة نت