شمس نيوز/ صلاح سكيك
تمكن شاب فلسطيني من سكان قطاع غزة من ابتكار تركيبة حيوية من البكتيريا تُضاف إلى الخرسانة "الباطون" لتمكنها من السيطرة على الشقوق والتصدعات التي قد تحدث في جدران وأسقف البنايات.
المهندس احمد البغدادي الذي يدرس حاليا في الجامعة الأمريكية بمصر قدم مشروعه هذا لنيل درجة الماجستير بعد تجارب طويلة استنزفت منه جهدًا و عطاءً كبيرًا، حيث تعتبر التركيبة الأولى من نوعها على مستوى العالم.
يقول البغدادي انه أجرى أبحاثًا كبيرة على الجانب العملي والنظري حتى يتمكن من تقديم ابتكاره على النحو الأفضل، معتبرًا أن المكان الأنسب للاستفادة من الخرسانة الحيوية هو قطاع غزة نتيجة قصف الاحتلال لمنازل الغزّيين ما ينجم عنه تصدعات وشروخ كبيرة بالمنازل.
تنشيط البكتيريا
شرح احمد طريقة عمل البكتيريا حيث يقوم بتجهيز البكتيريا المستخدمة بنفسه في مختبرات، ويضيف إليها بعض المواد الكيميائية كي تتلاءم مع بيئة الخرسانة وحتى تعيش لفترات طويلة قد تمتد لمائتي عام.
وذكر في حديث لمراسل "شمس نيوز"، أن البكتيريا التي قام بتركيبها تضاف مع خلطة الباطون، وتكون في فترة خمول ثم تنشط عند دخول الهواء إليها مكونةً نوعًا من أنواع الكالسيوم، وعندما تنشط البكتيريا تتكاثر وتتزايد أعدادها بشكل مضاعف فتملأ الشروخ وتغلقها بشكل كامل، ثم عند انقطاع الهواء عنها تموت البكتيريا وتعود للخمول مجددًا بعد استنزافها.
واعتبر البغدادي أن التشققات التي تغطي المنازل بغزة تكون بالغالب تحت "باطون القصارة" ولا تظهر للعيان، لكن البكتيريا التي تنشط وحدها والمضافة إلى الخرسانة تقوم بتغطيه الجزء المتصدع ذاتيًا ودون أي تدخل بشري ودون حتى أن يعرف صاحب المنزل بوجود التصدع.
اهتمام عالمي
وأشار المهندس البغدادي إلى وجود ترحيب عالمي بمشروعه نظرًا لأهميته وندرته في الوقت الحالي، حتى قبل الانتهاء منه وتجهيزه بشكل كامل، مؤكدًا على أن جامعات أمريكية قدمت له منحًا لنيل الدكتوراة وهو الآن يتجهز للسفر إلى كندا خلال الأسبوع المقبل لمناقشة الابتكار.
أما والد احمد "المهندس جمال البغدادي" فقال انه نجله قدم مشروعًا نوعيًا هو الأول من نوعه بسبب اهتمامه الشديد بجانب الخرسانة، جعله ينتج ابتكارًا يفيد العالم كله خصوصًا الدول التي تعاني من الاهتزازات الأرضية والتي تولد شقوقاً وتصدعات في البنايات، بالإضافة للدول الصناعية التي تمتلك بنايات ناطحات السحاب والدول المستخدمة للجسور والكباري بشكل كبير.
يذكر بأن دولًا عربية تعاني من مشكلة تصدع البنايات نتيجة عوامل عدة أبرزها المناخ والحرارة والتربة والبيئة بالإضافة إلى نوعية الباطون المستخدم أو كمية الماء المضافة إليه، فيما تعاني البنايات والمنشآت في فلسطين من التصدعات والشقوق بسبب القصف الاسرائيلي واستهداف أراضي المواطنين.