شمس نيوز / بيروت
الأشهر التسعة التي مكث فيها الإبن في أحشاء أمّه وسنوات الرضاعة والطفولة والليالي التي سهرتها على راحته، لم تكن حافزاً لولد عاق، ليكافئ من تقع الجنّة تحت قدميها، ويبرّها عند كبرها، لا بل إعتبرها أكثر من "عدوّ"، وتحيّن الفرص لقتلها والتخلص منها.
ذنب الأم المسكينة أنّها كانت الناصح لفلذة كبدها، والراعي له والمصلح الذي ما انفكّ عن منعه من الإستمرار في الإنجراف في آفة المخدّرات.
يوم الحادث، حضر "ح." (24 عاما) إلى المنزل وهو في حالة غير طبيعية، شعرت معها الوالدة "ش." بأنّه صار عبداً للسموم البيضاء، ولمّا فاتحته بموضوع تعاطيه المخدرات ورجته الإقلاع عنها، ثار غضباً وأقدم على ضربها ضرباً مبرحاً، ثم عمد إلى إطلاق النار عليها من مسدس حربي غير مرخص محاولاً قتلها، إلا أن العناية الإلهية أنقذتها بأعجوبة حين إستقرّت الرصاصة في حائط غرفة الجلوس في منزلها الكائن في الضاحية الجنوبية.
على وقع صوت إطلاق النار، وبعدما تلقت القوى الأمنية إتصالات تفيدها بالحادث، سارعت عناصرها إلى المكان، حيث جرى الإستماع إلى الأم المصدومة، فروت مفصّلاً ما حدث معها، وتقدّمت بشكوى ضد ابنها بعد أن قامت بتسليم المسدس إلى العناصر الأمنية، مؤكدة أنّ ولدها يتعاطى المخدرات وما لبثت أن تراجعت عن شكواها وأسقطت حقوقها عنه.
وقد تعذّر إستجواب الإبن المدعى عليه بجرمي محاولة القتل وتعاطي الخدرات بسبب فراره وتواريه عن الأنظار.
قاضي التحقيق في جبل لبنان محمّد بدران، إعتبر أنّ "ح" حاول قتل أمّه قصداً بإطلاق النار عليها إلا أنّ جريمته لم تتحقّق لأسباب خارجة عن إرادته، وخلص في قراره الظنّي إلى طلب عقوبة الأشغال الشاقة بحقّه مدة 15 سنة وأحاله أمام محكمة الجنايات في جبل لبنان لمحاكمته.