غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر في رمضان.. ألم الفراق يلامس ذوي الشهداء

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يمر رمضان حاملا في طيات أيامه ولياليه المغفرة والرحمة؛ لكنه ورغم شعائره وثناياه البهية التي ينتظرها العالم العربي والإسلامي بفارغ الصبر فإنه يحمل مع أيامه لحظات قاسية وصعبة تمر على بعض العائلات الفلسطينية التي ذاقت ويلات فراق أحد من أفراد أسرتها..

فرمضان هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة على أهالي شهداء انتفاضة القدس، فمنهم من فقد أبنه وأخيه وبنته وأبيه، لتلقي "شمس نيوز" بعضاً من هذه الأسر المكلومة، التي لامست وجع الفراق عندهم، خصوصاً وأنها تفتقد لـ"لمة العائلة" وقت الإفطار.

فراغ كبير

أم عمر التلاحمة ( 50 عاماً) والدة الشهيد ضياء التلاحمة الذي استشهد في سبتمبر الماضي، تقول بأن شهيدها "ضياء" فقد فراغ كبير حين استشهاده"، مشيرة إلى أن أنها تفتقده كثيراً خصوصاً وقت السحور في أول يوم برمضان.

وأضافت لـ"شمس نيوز"، ودموع الحنين تنهمر من خديها: ضياء كان رمضان إلنا، فجلساته وضحكاته مداعباته مع إخوانه ومساعدته لأخواته في المطبخ، كل هذه الأشياء فقدناها في رمضان هذا".

ولم تخف الحاجة أم عمر اشتياقها وحنينها لفلذة كبدها، الذي كان باراً لها وطائعاً محافظاً على صلواته، مشيرة إلى أنه ضياء كان من الملازمين للصلاة في المسجد " وفي رمضان كانت أغلب أوقاته في المساجد".

وتكمل " عندما نجتمع بعد الفطور كان ضياء رحمه الله يمازح هذا ويلعب مع هذا ويضحك مع ذاك، لا يحب الهدوء وجميعاً ينبسط لنكاته الدائمة وابتسامته التي تسحر الجميع"، داعية الله أن يرحم شهيدها ويجعل مثواه الجنة، وأن يقدم رمضان القادم وقد تحررت الأقصى من دنس الاحتلال.

وكان تلاحمة قد استشهد في ساعة مبكّرة من فجر يوم الثلاثاء 22 سبتمبر الماضي، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه في قرية "خرسا" قضاء محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

ريحانة المنزل

بسام سدر والد الشهيد باسل منفذ عملية الطعن عند باب العامود في الرابع عشر من أكتوبر الماضي، أعرب عن حزنه الشديد لفقدانه أعز أبنائه في الشهر الفضيل، مشيراً إلى أنه افتقد ريحانة البيت عند " لمة العائلة" في موعد الإفطار.

وقال سدر لمراسل "شمس نيوز": رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، كان باسل يعمللنا أجواء باللمة، الضحك والمسخرة والنكات، وكل هذه الأشياء فقدناها برمضان هذا".

ويضيف " حتى والدته لا تكف عن البكاء وقت السحور والإفطار، وكل وقت بيجي عبالها باسل، وفعلاً هو كان ريحانة البيت تاعنا".

واستشهد الشاب باسل سدر (20 عاما)  من سكان مدينة الخليل في يوم الـ 14 من أكتوبر الماضي، بنيران الاحتلال بحجة محاولة طعن في باب العامود بالقدس المحتلة.

وأضاف شهود عيان أن قوات الاحتلال أعدمت الشاب بدم بارد، وأطلقت عليه الرصاص مباشرة، وتركته ينزف على الأرض.

وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال المتواجدة عند باب العمود أخذت بالصراخ على الشاب ليتوقف، وقال "مخرب مخرب" بالعبرية، وأطلقوا النار عليه.

قطعة من قلبي

أما الحاجة أم إسماعيل عويصي (57 عاماً)، والدة الشهيدة رشا عويصي التي تم إعدامها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، فتقول وألم الحنين والاشتياق باتا على نبرة صوتها " عندما استشهدت رشا وكأنني فقدت قطعة من قلبي، لكن هذه الأيام بحس أني فقدت كل حياتي".

وتكمل الحاجة الخمسينية حديثه لمراسل "شمس نيوز": كانت رشا ايدي اليمين بكل شي، هي التي بتعمل إلي السحور والفطور، وهي الي قاعدة معي طول الوقت، حتى مصحفها تركته على سريرها، وما حد يمسكه غيرها".

وتزيد قائلة بغصة فيقلبها " لمن يجي موعد الفطور ويأذن المغرب كلنا بنكون قاعدين وبأنظر إلى الكرسي الذي كانت تقعد عليه رشا، هيو جنبي ضايل متل ما هو ما حد بيقعد عليه، لأنه إلها وهيضل إلها طول منا عايشة"، مشددة على أن فراق فلذة كبدها أحدث وجعاً كبيراً لها خصوصاً في شهر رمضان المبارك، لذكرياته الكبيرة التي كانت تجمعها معها.

واستشهدت رشا عويصي في اليوم التاسع من نوفمبر الماضي، بعد أن قام جنود الاحتلال بإطلاق 17 طلقة على جسدها وإعدامها بدم بارد عند حاجز الياهو بقلقيلية، بتهمة تنفيذها عملية طعن.